(مجموعة قصص حقيقية ابطالها حرامية تمثل ايام زمان ليس ببعيد عنا في الحياة اليومية البغدادية حينما كان حتى الحرامية عندهم غيرة ونخوة وشهامة وكان الحرامي العراقي معروفا بشرفه وهذا ليس غريبا انما هو حالة عامة كانت سائدة في المجتمع العراقي ... مع الاسف حتى الحرامية تغيرت اخلاقهم بهذا الزمن)
كانت ام محمود أرملة توفي عنها زوجها فجأة ومن دون ان يترك لها مدخرات مالية تعينها على الحياة حيث كان يعمل باجور يومية بعربته اللي يجرها الحمار لنقل الطابوق الى موقع بناء احد العمارات ذات الطابقين في منطقة الميدان ببغداد في عشرينيات القرن الماضي وترك لها (3) ثلاثة أطفال تعيلهم ببيع الحمص المسلوق الحار (اللبلبي) في احد اسواق مناطق بغداد الشعبية القديمة حيث كانت تعيش بسكن متواضع جدا قريبا من محل عملها وكانت بالكاد تحصل على رزقها من بيع اللبلبي وماكان هذا يحصل لولا مساعدة الناس لها رحمة من قلوبهم الطيبة .
وفي احد الليالي الشتوية الباردة بينما كانت ام محمود تحتضن اولادها الثلاثة لتوفر لهم الحنان قبل الدفء فاذا بها تسمع صوت قرقعة اواني وقدور (مواعين وجدور) في مطبخها الذي تتكوم فيه عدة الحياة وكإن احد يحركها وقد خمنت ان لصوصا يفعلون ذلك فاستجمعت ام محمود قواها وتكلمت بصوت مسموع :
- نامو ماما نامو ماكو شي هذا الصوت اللي بالمطبخ خوالكم يريدون يصبونلهم عشا .
وسمع اللصان ماقالته ام محمود وكانها توجه كلماتها لهم فتهامسا بينهما :
- لك سبعاوي سمعت المرَيَّة شكالت لجهالها (سبعاوي هل سمعت ماقالته المراة لاطفالها)؟! .
- ايييي حسوني سمعتها ... هاي شلون بلوة سوتنه خوال جهالها ! .
- يعني احنه اخوانهَ !! ... وسفة علينه يصير اخ يبوك (يسرق) اخته ؟!! .
- عوف (اترك) كلشي بمكانه وامشي نطلع من البيت ... ما اكدر اخذ منها اي شي .
- اي سبعاوي اليوم الله ماقاسمنه رزق .
- الحمد لله والشكر ياربي على هذا الحال يلا حسوني طلع المواعين من الكونية ورجعهن لمكانهن .
فسمعت ام محمود وقع اقدامهما يسيران باتجاه الباب المؤدي الى الشارع وكسر صوت اغلاق الباب بهدوء صمت الخوف .
وبعدها ارتاحت ام محمود مع اطفالها ولم تتعرض لاي مكروه لانها استخدمت سلاحا كان يعتبر فتاكا على العراقيين ايام زمان ...
عندها صاح الابن الاخير لام محمود وعمره (5) خمسة أشهر فقط وهو يبكي بكاءا غريبا : ماما ماما كولي لخوالي وين موازنة 2014 .
مقالات اخرى للكاتب