وصلتني رسالة عبر بريدي الإلكتروني من شاب يافع يبلغ من العمر الثمانية عشر عاما كما أخبرني هو بنفسه برسالته الإلكترونية ، وقد أرفق مع رسالته عددا من القصص القصيرة قد قام بكتابتها في وقت فراغه .
كانت القصص القصيرة أقل من عدد أصابع اليد و أراد مني أن أعطيه رائيي بها بكل صراحة ووضوح ، أطلعت على القصص وكنت أتوقع أن القصص سوف تكون ركيكة أو ضعيفة المضمون ومليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية ، وإذ أكتشف أن العكس هو الصحيح فالقصص القصيرة التي أرسلها لي كانت جميلة للغاية وذات مضمون وهذا الشاب رغم أنني لا أعرفه إلا عبر البريد الإلكتروني إلا أنني متأكد أنه سوف يكون له أسم مميز في عالم الأدب والقصة القصيرة إذ استمر وصمد في وجه الصعاب .
أن المواهب الواعدة في وطننا كثيرة للغاية بل هي لا تعد ولا تحصى أن صح التعبير ولكن للأسف هذه المواهب نادرا ما يتم اكتشافها ، وحتى إذ أعلن صاحب الموهبة عن موهبته فكثير من الأمور سوف يواجهها وقد يتوقف عن الاهتمام بها وينساها ويهتم بشيء أخر فالحياة لا تعطينا كل شيء نتمناه ونرغب به .
علينا أن نكون صريحين وواقعيين فلا يوجد عندنا على أرض الواقع أية جهة تدعم وتصقل الهواية و الموهبة ، فعلى سبيل المثال نجد في أغلبية دول العالم أن المدرسة هي من تتولى هذه المسؤولية مع وجود جهات كثيرة ومنوعة كالمكتبة والنادي الرياضي و مؤسسات المجتمع المدني ولكن المدرسة هي الأساس ففي المدرسة يتم الكشف عن الكنوز الموجودة في داخل الطفل من هوايات و مواهب وتحببه بها، أن ما يمر به هؤلاء المبدعين هو ظلم ما بعده ظلم ولكن ليس باليد حيلة فقد ينجح خمسة أو عشرة بالمائة في أحسن الأحوال بإبراز هواياتهم ومواهبهم على نطاق ضيق جدا أم البقية فهم كالشموع التي تطفئ الرياح شعلتها المتقدة.
مقالات اخرى للكاتب