منذ سقوط النظام السابق وحتى يومنا هذا نجد ان الموت ازداد تفننا وتنوعا وكما ويوميا في سلب ارواح الناس الابرياء ولاسيما شريحة الفقراء ...تاركا خلفة ارقام خيالية من الارامل والايتام ...البعض منهم كان محظوظا فوجد من اعتبره مات شهيدا وحسبت له ولعائلته رواتب تقاعدية وامتيازات كمنحهم دار او قطعة ارض ومكافئات ...واعطاء خصوصية لابناءه وهي خطوة جديرة بالتقدير والاحترام ..
وهذه المعاملة مخصصة لنوع واحد من الشهداء والمفروض توسيعيها لتشمل كل الشهداء الذي نص عليهم الشرع الاسلامي والانساني ..
ففي الوقت الذي توجد فيه عشرات الالوف من العوائل التي نكبت بفقدان معيلها بسبب الظروف السياسية والامنية القاسية والفوضى الخلاقة الامريكية والقتل العشوائي التي اوجدها الاحتلال عامدا متعمدا سواء في الحرب الطائفية الملعونة او بسبب الصراع والتنافس على السلطة والمال والجاه ... والتي حرمت هذه العوائل من ابسط قواعد العيش الكريم وفي الوقت الذي تبذر حكومة المحاصصة والشراكة الوطنية وتهدر اموال وميزانيات الشعب الهائلة والطائلة وبدون حساب او رقيب اما بسبب الفساد المالي والاداري او الاخلاقي ...او بسبب التوزيع غير العادل بين فئات الشعب العراقي بسبب سوء الادارة والتخطيط العلمي ...او بسبب الفشل وقلة الخبرة والكفاءة ولعدم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب كما يفترض به وبمن يريد الاصلاح وتطبيق العدل والحق والمساواة والانصاف بين المواطنين .....
وبالعودة الى الوراء لوجدنا مئات بل الاف الامثلة على الفشل والفساد والذي لايمكن حصره بشخص واحد او حزب واحد او طائفة واحدة ...للاسف الكل مشارك بنكبة شعبنا الحالية والمستمرة الى اجل غير محدود او معلوم .........ولكن لا باس ان اخترنا مثل او مثلين على اخطاء وفشل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ...
---- فمثلا نجد ان مئات الالوف من الموظفين المفصولين زمن النظام السابق لتهربهم وغيابهم من الدوام في دوائرهم الرسمية ولاسباب عديدة اهمها قلة الرواتب بسب الحرب والحصار الملعون...نجد ان هذه الفئة من المتهربين كوفئوا من الاحزاب التي استلمت السلطة بعد السقوط ولاغراض الكسب الحزبي منحوا تاييد بانهم مفصوليين سياسيا ...وبذلك منحوا مكافئات مالية خيالية ورواتب تقاعدية ...في الحقيقة لايستحقونها ..
---- هناك الالاف من المسجونين خليط من المحكومين جنائيا والقلة القليلة منهم سياسيا ( لان وكما يعلم الجميع ...السياسي في زمن النظام السابق اذا سيق للمحاكم فمن النادرا جدا ان ينجوا و يسلم من عقوبة الاعدام ..وهذه الحقيقة يعرفها كل العراقيين الذين عاصروا النظام السابق واحكام محكمة الثورة الشهيرة ) ..
وكلنا يعلم ان من اعتبر مسجون سياسي فهم قلة قليلة جدا والا ماندر اما بعد الاحتلال وسقوط النظام فكل المساجين ثحولوا بقدرة قادر الى سجناء سياسيين واختلط الحابل بالنابل وهذا ظلم بحق المسجون السياسي الحقيقي ولكن للاسف الكل كوفىء عن فترة السجن بمكافئات مادية ورواتب لايحلم البعض منهم بنيلها ابدا ولكن حصل عليها بسبب الفوضى الخلاقة والتزوير !!!!!!!!!!!!!
---- كوفئت الكثير من عوائل المناضلين السياسيين وحتى ورثتهم من الابناء والاحفاد ...ممن اعدموا بالعهد الملكي وما بعده من عهود اعقبته وحسب مزاجية ووفاء قادة احزاب السلطة الحاكمة فقد كوفؤا برواتب ومكافئات لم يحلم بها احدا منهم ...اي تنطبق عليهم كلمة (حظوظ )..ومن البديهي انا او غيري ليس من حقهم الاعتراض على تكريم من ضحى بحياته من اجل الوطن حتى وان طال الزمن ..فهم يستحقون وفاء الاحياء لعوائلهم ..اما المستغرب فهو عدم شمول البعثيين الذين اعدمهم النظام السابق علما انهم يعتبون شهداء كما سيرد فيما سيذكر في هذه المقالة (والمقتول بسبب قوله كلمة الحق للحاكم.)
---- ومن الحالات المؤلمة والتي تحز في نفس كل عراقي نكب بفقدان عزيز بسبب ما يمر به العراق والعراقيين من فوضى خلاقة وقتل بلا مبرر يوميا وفي كافة انحاء العراق سواء بالحرب ضد الارهاب او الحرب ضد العملاء او بسبب الحرب الطائفية او العنصرية ...وهناك عشرات الالوف من حالات الخطف وفقدان اثار المخطوفين ..او ممن يعتقلون من هذه الجهة او تلك وتنقطع اخبارهم عن ذويهم ...ومن المضحك المبكي نجد الحكومة تفتش عن مقابر جماعية لضحايا حروب مضت عليها عقود ولا يفتشون هن قبور اناس اختفوا ظلما وعدوانا ولم يمر على اخثفاءهم سوى اشهر او سنوات قليلة !!!!!!!!
والحقيقة المرة والمبكية ان عوائل هؤلاء ومعظمهم عوائل فقيرة جدا .. ولكثرة عددهم نجد ان الدولة قد اهملتهم وحتى ربما تناستهم ولم تشملهم بقوانين او الامتيازات الممنوحة للشهداء ...وهنا يبرز سؤال وعلى كل لسان ...اليسوا هم شهداء بالمواصفات الدينية للشهيد ؟؟؟
فلنرجع الى ما ذكره الثقاة من علماء الاحاديث النبوية الشريفة ...
لا شك أن من قتل دون ماله ودون دمه ودون أهله ومن قتل مظلوما ... كلهم شهداء عند الله تعالى بالنص الصحيح الصريح
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» السنن الكبرى للنسائي
وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» السنن الكبرى للنسائي
وقد ذكر العلماء، بناء على ما ورد من أحاديث، أن شهداء الآخرة كثيرون،
عدها السيوطي ثلاثين، وأوصلها بعضهم إلى الخمسين فمن ذلك:
طالب الشهادة، والمطعون (الميت بسب مرض الطاعون)، والمبطون، والغريق (الميت بسبب الغرق )، وصاحب الهدم (كما يحدث بالتفجيرات اليومية )، وصاحب ذات الجنب، والحريق، والمرأة التي تموت بالنفاس، والمقتول دون ماله، والمقتول دون مظلمته، أو دون دينه أو أهله أو دمه، والميت بالغربة، والمواظب على قراءة آخر سورة الحشر العامل بما فيها، وطالب العلم، والمقتول صبراً، والمقتول بسبب قوله كلمة الحق للحاكم.
من هنا نجد ان وصف الشهيد ينطبق على المفقودين وعوائلهم وعلى المغيبين قسرا لاسباب سياسية وضد نظام حكم ظالم ايضا يعتبرون شهداء ...ويستحقون الشمول بقانون الشهداء ... ولكن للاسف هذا لايحدث بعراق اليوم وعلما ان عشرات القتلى يسقطون يوميا ويتركون عوائل وارامل وايتام يصارعون الحياة الصعبة والقاسية والغلاء الفاحش والجوع المؤلم بصمت وكانهم ليسوا عراقيين وليسوا بشر لهم حقوق الانسان كبقية البشر ..وكبقية المسؤولين ..
فمتى سيستيقظ ضمير العالم لينصف ملايين العراقيين من ذوي وعوائل الشهداء من الارامل والايتام ؟؟؟ فقد مرت 11 سنة والمشكلة لاتلقى الاهتمام اللازم من مسؤوليين لاهم لهم سوى المال والسلطة ...والذي يموت دفاعا عن نظام الحكم القائم ...اما البقية فلهم الفتات ان حصلوا عليه
واخيرا الفت نظر كل مسؤول عراقي بحقيقة لا يختلف عليها اثنان ان الفقروالحاجة والجهل والاحساس بالظلم والغبن هو الذي يشجع على انتشار الارهاب ..فعلى من يريد محاربة الارهاب عليه ان ينشر العدل والمساواة والانصاف بين كل المواطنين بدون استثناء ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
مقالات اخرى للكاتب