ان الفكر المتطرف اليوم ينتشر في العالم كانتشار السـرطان في جسم الانسان ، فاليوم داعـش وقبلها القاعدة وبعدها لا نعلم ما الذي سوف يظهر لنا.
وما ان تدخل هذه الجماعات المسلحـة الى بلد ما او محافظة او منطقة لا تخرج منها الا وقد تركت الاف الشهداء والارامل والايتام والخراب والمنازل المدمرة ، وتبدأ الدول المتضررة من هذه التنظيمات الارهابيـة بجمع الاموال والاسلحة والاعتدة وتستعين بالخبراء للقضاء عليهم عسكريـاً على الارض .
فكر شاذ
ولكن هناك امراً مهماً غفل عنه الكثير هو كيفية محاربة هذا الفكر الشاذ !! .
في العراق سيمر علينا العام الثالث على دخول داعـش وما زالت الكثير من المناطق بين ايديهم على مدى سنتيـن ، فما الذي زرعوه في عقول الاطفال والمراهقيـن والذين لا يمتلكون خلفيـة دينية او ثقافية ! ، نلاحظ ان جزأ كبير من الذين يفجرون انفسـهم في السيارات المفخخة والاحزمـة الناسفـة اعمارهم لا تتجاوز العشرين عام ، وذلك يدل على انهم تعرضوا الى غسل ادمغتهم بالكامل ، انهم اصبحوا يجتذبون مقاتليهم حتى عن طريق الانترنت ومن مختلف انحاء العالم فما الذي يدفع انساناً ان ياتي من اوربا او من امريكا او من دول شرق اسيا وينتمي الى تنظيم قذر مثل تنظيم داعش ! ، وما الذي يدفع انساناً يقرر ان ينهي حياته بين ليلة وضحاها ! ان هذا الموضوع يجب ان نقف عنده ولا نمر عليه مرور الكرام ، هناك خطوات يجب القيام بها لمحاربة هذا الفكر العقيـم من وجهة نظري الشخصيـة :-
1- تشجيع الفكر الاسلامـي المعتدل والاهتمام به وتوصيله الى الناس عن طريق اقامة المحاظرات واقامة ندوات تجمع بين مختلف الطوائف .
2- محاسبة كل من يدعو الى الفرقـة ويحرض طائفـة على اخرى او جهة على اخرى او انساناً على اخر اياً كان موقعه ومكانته الاجتماعيـة وثقله العشائري وفرض اقصى العقوبات بحق اولئك الاشخاص .
3- نشر العنصر الاستخباري في الجوامع والحسينيات لانها باتت وللاسف اكثر الاماكن خطورة على الشباب ولا اقصد كلها وانما جزء منها اصبحت موطناً لنشر الفكر المتطرف واكثر الاماكن دعوةً للفرقـة وكلنا نعلم ماذا جرى في بعض الجوامع والحسينيات سنتـي (2006 و (2007 المشؤومة .
4- غلق كل القنوات الفضائيـة والاذاعات التي تتبنى الخطاب المتطرف .
5- الاستعانـة بعلماء معتدلين على مستوى عالي من الكفاءة والثقافـة واطلاق حملة الكترونية لمواجهة افكار التطرف والارهاب في عالم الانترنت ومناقشتهم بالحجة والادلة الدامغة على انحراف فكرهم .
6- اقامة ندوات شهرية او سنوية في المدارس المتوسـطة والاعدادية بحضور علماء دين وعلماء نفس واكاديميين يتم فيها الحوار مع الشباب وتنبيههم بالابتعاد عن هذا الفكر الظال ومناقشتهم وسماع اسئلتهم واستفساراتهـم وفتح المجـــال لهم بالتعبير عن ارائهم .
7- للاسرة دور مهم في الحد من التطرف فيجب مراقبة الابناء خصوصاً في سن المراهقـة ومعرفة مع من يلتقون والى اين يذهبون وماذا يقرأون وذلك من دون الضغط عليهم فالضغط تأثيره غالباً مال يكون عكسياً .
8- اضافـة مناهج جديدة حول الوقاية من الجريمة والانحراف الفكري توضح كيف يمكن للشاب تحصيـن نفسه من الجريمة ومعرفة السبل الناجحـة للابتعاد عن العنف والتشدد واحترام اراء الاخرين ودياناتهم ومذاهبهم ومعتقداتهم .
9- فتح باب الحوار وابداء الرأي بين الاب وابنه والطالب ومدرسه وعدم وضع اي خطوط حمراء في الحوار ، لان ابنك او تلميذك او اي شخص من عائلتك عندما لا يأخذ المعلومـة منك بالشكل الصحيح يمكن ان يأخذها من غيرك بالشكل الخطأ .
10- مراقبة السجون واتخاذ خطوة جادة من الدولة للسيطرة عليها والحد من بعض الممارسات الفردية التي تحدث فيها ، فان التعذيب والاهانة والشتائم بحق المعتقلين وسب العرض والمذهب اصبحت تشمل المتهم والمدان لاسيما عند الاعتقال الجماعي فان هذه الممارسات تولد حالة من الحقد تجاه كل عنصر امني وكل عنصر في الدولـة حتى اذا ما خرج من السجن اصبح وحشاً كاسراً يريد الانتقام لنفسـه وان هذا عادتاً ما يكون فريسة سهلة للاستقطاب من قبل الجماعات الارهابية حتى قبل ان يخرج يتم تجنيده من داخل السجن ، وفي هذه الحالة نحن بدل ان نحل المشكلة نكون قد صنعنا ارهابياً .
ان هذا الفكر اذا لم يحارب يمكن ان يستمـر ويدمر جيلاً جديداً ، محاربة هذا الفكر هو مسؤوليـة الدولة ومسؤولية الاستاذ في مدرسته والاب والام في بيتهم ، يجب قطع الصلة بين الفكر المتطرف التكفيري وبين الاجيال القادمـة لكي تتم عملية حصر هذا الفكر والخلاص منه .
مقالات اخرى للكاتب