كم هو مسكين المواطن العراقي فكل ما يريده أبسط حقوق الحياة فما أشد السعادة على وجوههم عندما يستمر التيار الكهربائي بالاستمرار لعدة ساعات من دون انقطاع فتجد الجميع يبادلك الابتسامة و كأن اليوم هو بداية أيام العيد و عندما يحين بداية كل شهر و تجد الأم أو الأب فرحين لأنهم سوف يستلمون المواد الغذائية المتنوعة عبر بطاقة الحصة التموينية و عندما يستلمون المواد يرفعون أيديهم لرب السماء شاكرين و خامدين نعمته هذه هي احلام السواد الأعظم من الشعب العراق و هناك أحلام أخرى و جميعها مثل هذه الاحلام و قد تكون اقل فمتى تتحقق على أرض الواقع إلا يكفي العراقيين صبرهم لحكم نظام مجرم لمدة ثلاثين عام احتوت على حربين طاحنتين و حصار اقتصادي خانق و بعدها عشر سنوات ممزوجة بالاحتلال و فقدان الأمن و كابوس الحرب الأهلية و ماز الت احلام العراقيين تنتظر التحقيق و يأتي بعض السياسيين و ليس جميعهم يسحق هذه الاحلام و يقدم الوعود تلو الوعود و يلعب بمشاعرهم من دون اهتمام او مبالة و لهذا انتظروا غضب العراقيين فأول بوادر هذا الغضب هو انتخابات مجالس المحافظات فلقد كان الاقبال ضعيف للغاية في كل المحافظات العراقية من دون استثناء ففي السابق شهدت محافظات كثيرة هجوما كاسحا من سكان المحافظات على صناديق الاقتراع لأنهم كانوا متفألين بأن من سوف يجلبونهم عبر عملية الانتخاب هذه سوف يحققون شيء لهم و لكن العكس هو الصحيح و كذلك حالات العصيان و المظاهرات الكثيرة التي حدثت في محافظات و مناطق متفرقة و كانت تطالب بأمور متنوعة كالوظائف و الخدمات و لكن المسؤولين أذن من طين و أذن من عجين فلهذا لن يصمت العراقيين طويلا و هم يشاهدون شعوب مشابهة لهم كالشعب التونسي و الشعب المصري ينتفض و يصرخ بأعلى صوته مطالبا برغيف الخبز و إنهاء مشكلة البطالة و تطوير قطاع الخدمات و للأسف يبدو أن بعض السياسيين جهلة بأحداث التاريخ القريب و ليس البعيد فرغم قوة و جبروت النظام السابق فلقد حدثت ثورتين هزت عرشه الثورة الأولى هي الانتفاضة الشعبانية المباركة و التي كادت أن تنجح لولا الدعم الذي تلقاه رمز النظام صدام حسين من الخارج في حينها و الثورة الثانية هي ثورة اهلي الكورد و التي نجح جزء منها و هي التخلص من قبضة النظام السابق من المحافظات الكردية و تشكيل الحكم الذاتي و بعدها تحول إلى اقليم غير مرتبط بالمركز أم الجزء الأخر و هو الجزء الأسود و هو أن النظام عاد و سيطر بقوة على الوسط و الجنوب.
مقالات اخرى للكاتب