الذي يعيب على العراق الجديد انه اختزل تاريخ طويل من التضحيات التي قدمها العراقيين ضد الحكم المباد برموز دينية محددة مع جل احترامنا وتقديرنا لها ولدورها لكن ايضا هناك الكثير من الاسماء التي واجهت اعتى دكتاتورية واقسى مؤسسات امنية وحشية في التاريخ تستحق الاستذكار والتخليد والتكريم والانصاف لانها عارضت وعملت بشكل دؤوب ومنظم وجاد داخل الوطن في سبيل خلاص الشعب من دوامة الظلم والاضطهاد والحروب والحصار.
من هذه الاسماء كوكبة خالدة افترستها اجهزة صدام الامنية والمخابراتية بعد قيامها باهم واخطر المحاولات الثورية لاسقاط صدام في تموز من عام 1996 والمعروفة بــ (العملية 1996) التي تصادف ذكراها هذه الايام ، فتم تصفية اكثر من 400 شخص من الضباط والمدنيين الاحرار الذين اصروا على البقاء داخل الوطن باستثناء اياد علاوي ( المقيم في لندن) الذي كلف حينها اللواء الطيار محمد الشهواني بقيادة العملية حيث كان الشهواني قد هرب حديثا خارج العراق تاركا ابناءه الثلاث اياد وانمار واثير الذين انتهى بهم الحال في محرقة المخابرات مع الضباط والمدنيين الاحرار الذين قضى معظمهم تحت وطأة التعذيب ثم التذويب بمادة التيزاب لانهم كانوا يجهرون بسب وشتم صدام وزمرة البعث اثناء التحقيقات بحسب المعلومات التي سربها احد الاطباء والمحققين في سجن الحاكمية باستثناء عدد قليل تم اعدامهم ودفنهم في حفرة جماعية خلف مبازل بسماية
التي تم تغيير معالمها بعد ورود معلومات ان المعارضة العراقية ابلغت المجتمع الدولي عن مكان المقبرة .
كنت شاهد عيان وقريب من المعاناة والارهاب الامني الذي طال عائلة واقارب ومعارف احد الضباط الاحرار العقيد ق.خ رياض طالب عيسى الطائي الذي كان احد المحاور الرئيسة في الترتيب والاعداد للمراحل النهائية للعملية في بغداد فتم اعتقال شقيقه المقدم ق.خ هيثم طالب ثم ملاحقته ومراقبته الشديدة على الرغم من ان شقيقه الشهيد رياض لن يخبره او يشركه بالعملية كما عانت وعاشت اسرته واشقاءه وشقيقاته سنين عجاف من الخوف والرعب فتشتت ابناها بالمنافي بعد رحلة هجرة قسرية قاسية وهي من العوائل البغدادية الذوات وكانت وسائل الاتصال مع من تبقى في بغداد تتم عبر معارف وبسرية.
هذه الصور المرعبة والمأساوية التي عاشتها عائلة الشهيد الهمام العقيد رياض طالب عيسى وبقية عوائل الشهداء للاسف لن توثق وتأرشف كصفحة تاريخية مهمة من نضال الشعب العراقي ضد الدكتاتورية بل اهملت بقصدية واضحة وهمشت هذه العوائل التي معظمها لن تحصل على حقوقها كما حصلت عوائل ممن كانوا يتخذون دول الجوار او اوروبا او اميركا مكانا لمقارعة صدام ، ونقول ياساستنا لماذا تتناسوا هذه الكوكبة الخالدة من الضباط والمدنيين الاحرار الذين قارعوا النظام في عقر داره بجهود عراقية خالصة لو لا الخدمات المخابراتية الدولية التي قدمت لصدام معلومات عن هذا الخط التنظيم الثوري الذي اخترق مفاصل حيوية قريبة من صدام وكان قوسين او ادنى من اسقاطه.
هنا اوجه للقوى السياسية في العراق والتي كانت تمثل يوما ما فصائل المعارضة بالخارج عدة تساؤلات اهمها : هل يتساوى من قارع الحكم المباد بيده ودمه مع من قارعه بلسانه او اضعف الجهاد بقلبه ، انصفوا قليلا ثوار (العملية 96) الخالدة لان بدماءهم وتضحياتهم واصرارهم الشجاع الفريد شكلوا احد الاسباب الرئيسة في احدث حراك معارض داخل الجيش والاجهزة الامنية ولدى شخصيات سياسية وطنية في الداخل مهدوا جميعا الى الهشاشة والضعف الذي ادى الى الانهيار السريع غير المتوقع لحكم صدام عام 2003 ، كما ألفت عناية مؤسسة الذاكرة العراقية ومؤسستي الشهداء والسجناء لتخليد هذه الكوكبة والاحتفاء ببطولاتهم الفذة ، لان سفر الامة العراقية النضالي ضد الظلم والاضطهاد لايشبهه سفر في حجم التضحيات لذلك اقول انها تستحق متحف عظيم لا يقل شئناً عن متحف تاريخنا الحضاري على ان يكون هذا المتحف المحطة الاولى للوفود والشخصيات الوافدة للعراق ، لان الامة العظيمة هي التي تحترم وتخلد احرارها. واليكم بعض اسماء الضباط والمدنيين الاحرار الذين شاركوا في هذه العملية حيث تم تغيبهم معظمهم في سجن الحاكمية.
اياد هاشم علاوي (رئيس وزراء العراق 2004-2005)، اللواء الطيار المتقاعد محمد عبد الله الشهواني (رئيس جهاز المخابرات 2003-2009)، اللواء نزار عبد الكريم الخزرجي ، عقيد امن رشيد فليح محمد طاهر الساعدي (قائد عمليات الانبار حاليا) العقيد قوات خاصة رياض طالب عيسى الطائي، العميد المتقاعد محمد براء محمد نجيب الربيعي، عميد بحري متقاعد ضياء كاظم جواد الكاظمي ، عميد ركن طيار طارق مهنا جاسم محمد المالكي
، عقيد طيار متقاعد اسامة محمد حسين عيسى المهداوي، عقيد متقاعد مثنى عسكر جيجان الحمامي ، عقيد متقاعد عبد الجبار عبد الحليم عبد الكريم الخزرجي، نقيب قوات خاصة متقاعد اياد صبري نعمة خلف الساعدي، عقيد ركن عبد السلام عبد العزيز ذنون صالح القصاب، نقيب طيار متقاعد علي حنون سلمان عامر الساعدي، رائد طيار رسول ديوان عبد الرضا الساعدي، ملازم اول عدنان زامل حنون الساعدي، ملازم اول عبد الحميد مظفر عبد الحميد الصوالحي، ملازم اول متقاعد حيدر مظفر عبد الحميد سعيد الصوالحي، مقدم متقاعد مظفر عبد الحميد سعيد الصوالحي، صالح مهدي حسين العمران، نقيب عباس جبار غالي الساعدي، فيصل عباس محمود جواد البياتي، نافع جبار غانم الساعدي، مصطفى مظفر عبد الحليم باش أمام، مصطفى ربيع حمادي سلطان الساعدي، اياد محمد عبد الله الشهواني، نقيب قوات خاصة اثير محمد عبد الله الشهواني، انمار محمد عبد الله الشهواني، مازن لطفي نوري اسماعيل المفتي، الرائد حسين ناصر مجيد شذر الجبوري، نائب ضابط قوات خاصة جواد شناوه حسين راضي، سرمد عبد الجليل كامل الفتلاوي، نوري ياسين كحيط الحلفي، سعد عبد الحليم توفيق العبيدي، صبري نعمه خلف سلطان الساعدي، مفوض امن متقاعد حسن ربيع حمادي سلطان الساعدي، علاء الدين سعيد ذياب العبودي، فوزي سعد ذياب العبودي، احسان سعدون جبار المحمداوي، صفاء محسن حيبتر الحرشاوي، مصطفى سعدون جبار المحمداوي، علي عودة كاطع الحلفي، غازي خشين معن العيداوي، باسم صالح خصاف الازرقي، جبار يونس ضمد الصبيحاوي، كريم هاشم موسى العلاق، نائب ضابط جواد كاظم عبد علي ظاهر، نائب ضابط كريم حسن كاطع بندر التاغي، حيدر سعدون حاشوش الفرطوسي،
محمود سامي سدخان الساعدي، هيثم يحيى حسين حلمي، سلمى علي راضي الچرچفچي ، رائد قوات خاصة متقاعد طه خضير محمود سعيد السعيدي، عبد الفتاح غازي احمد السعيدي، عبد الوهاب غازي احمد السعيدي، عبد القادر غازي احمد السعيدي، عبد الرحمن غازي احمد السعيدي، شاكر محمود محمد محمود السعيدي، حسن جلاب احمد سعيد السعيدي، حسين حمد سلمان داود السعيدي، حسن حمد سلمان داود السعيدي، محمد حميد محمود سعيد السعيدي، جمال عيسى سلمان السعيدي، عميد ركن قوات خاصة عامر حسن صالح آل ورشان، مقدم عزام عبد الله سليمان الدليمي، سعدي حسين عبد الرضا الخزرجي، مفوض امن متقاعد سركال مغامس هاشم حسون، ثائر عبد الجليل عبود، اسماعيل وداعة عودة خليف، ابراهيم وداعة عودة خليف، محمد عادل يوسف الخشاب، ، سامان جرجيس يونس النقشبندي، رائد طيار سالار اسماعيل عبد القادر، ملازم شرطة ديار حميد شكر محمد الباجلاني، رائد دفاع جوي محمد ستار محمد درويش، رائد طيار عماد ياسين اسماعيل الطائي، ملازم اول طيار متقاعد .ماجد جميل عباس الزبيدي، عدنان محمد نوري، دريد سمير جهاد.
مقالات اخرى للكاتب