هناك رؤيا لدى الإسلاميين عن بغداد استقرأتها من خلال أفعالهم طوال عقد كامل على التحرير حيث لم تكن تلك الأفعال والممارسات منصفة لتأريخ هذه المدينة الممتد لمئات السنين. بغداد تلك المدينة التي عجز الأدباء والشعراء عن وصف جمالها وألقها بغداد التي غنت لها حناجر لم تغني لسواها لطيب أرضها وشموخ سماها بغداد يا كعبة المجد والخلود يطوف على أعتابك الكهل ومن في المهود. كل ذلك وأكثر ذهب كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. بغداد كما يراها المتأسلم الذي يحكمها ألان فهي كألامراءة ألحسناء سيئة ألسمعة! يناضرها بلهفة ألعاشقين ويهوى التقرب منها وملاطفتها ويتمنى ألجلوس عندها ومظاجعتها لكنه في صلاتة يلعنها!!نعم أنه يلعنها حين لا يضيف ما يطور من بنيانها ولا يحمي تراثها ويكفر ثقافاتها ويستعر منها وكأنها عاهرة. ولا يكترث لهول جراحها ولا يزال متهما اياها (بعثية) معتقدا أنها راضية مرضية لسياسة النزوات التي انتهجها من كان على رأس سلطتها ......ألى متى ايها ألمتأسلم تحملها اوزارا فوق أوزارها فهل تريد ألثأر منها لحق سلبتة منك!! وما ألذي سيشفي غليلك منها أهو الدم فقد سالت منه أنهارا فوق أرصفتها أم بهتك سترها أطمئن فقد هتك منذ دخول الغريب فيها ليعربد على أرضها وكأنه منها أم تنتظر سبيها !!! نعم انها سبيت وستبيحت حرماتها... فما ألذي سيرضيك فيها ومتى ستنتصر بثأرك عليها ياترى ومتى ستكظم غيضك عنها وعند أي خط من خطوطك الحمراء ستقف وتقول كفى أنها بغداد... وأذا أفترضنا جدلا أنها كانت مذنبة حسب تصورك أسألك متى ستنال وتحضى مباركتك وعفوك عنها؟؟بعد كل ألذي جرى عليها ولا يزال....لا أعلم أي عقيدة تلك التي تعتقدها لتجعلك تتنعم بخيرها وتجلس على عرشها وتأبى الا أن تحتقرها . وهي أرفع من ذلك وأسمى ومن تكن انت وقد نصبت نفسك لتقييمها ولتحكم عليها بأنها (دلوعة ألطاغية) يال هذا ألطاغية وقد اصبح هاجسا ووهما يسيطر على طريقة تفكيرك حتى أصبح ذريعة لأنتقامك وسخطك منها......أما من يعترض على سياساتك تجاهها سيكون بالنتيجة (بعثيا) ورافضا و عدوا للعملية السياسية. أما عن البعث فقد أسميتة مقبورا لذا من غير ألممكن ألانتماء من جديد الى لعنة قبرت. وعن العملية السياسية وحرصك عليها ما هو ألا خوفا من جموع معارضيك وذريعة أخرى لأضطهاد وتهميش مثقفيها ولخداع البسطاء وأيهامهم بأنك الاشد حرصا على بقاء ألنظام الديمقراطي الجديد علما كنت انت ومن معك أول من أنقلب عليه حين وزعتم ألمناصب وفق الانتماءات ألمذهبية وبالتالي قد أصبحت محاصصة لكلا حصتة وكأن ألبلاد أرثا بلا صاحب....وبهذا قطعتم بغداد ألى أجزاء كل جزء تحكمة أحدى مليشياتكم ألتي بدورها تسعى لتحويلها لمدينة تخضع لنظام ألولي ألفقيه ! كونوا على يقين بان تأريخ هذه ألمدينة لم يسهو أو يغفر أو يرحم كل من حكمها ظلما من ألسابقين وهم كانوا أكثر منكم عددا وعدة وأشد منكم بأسا وقوة لذا أن ما فعلتموه بها ليس أقل من ما هم فعلوه ولكن سيكون رحيما معكم بعض الشيء شريطة أن تعترفوا بفشلكم بحكمها وتقولوا أنها بغداد لم نكن أهلا بألجلوس على عرشها ونحن أقل منها وأدنى..وأشك بهذا جدا فلم يفعلها من سبقكم لذا أستبعد أنكم ستفعلون ! وسبب ذلك ألأنا ألتي سيطرت على نفوسكم فجعلتكم متوهمين أن ألبلاد ستنزلق الى منزلق خطير من دونكم !!وأي منزلق أخطر من ما نمر به ألان حيث نفقد بشهر واحد أكثر من (أربعة ألأف) شهيد!! وأعتقد أن لبغداد حصة ألأسد منها .
صدقوني بحثت كثيراً لأتأكد في أي مجال كنتم ناجحين لكني وأقولها بحسره لم أجد سوى ألفشل وحتى ألمشروع ألذي لطالما أنتظرناه (بغداد عاصمة ألثقافة ألعربية) أختصرتموه في (خيمه) كبيرة !! وسط حديقة في بغداد لم يرقى ومستوى ألاموال ألطائلة ألتي خصصت لهذا ألحدث ألمهم وكأننا بمدينة فقيرة بكل شيء لا حظارة ولا تأريخ لتفتخر به بين ألدول ألعربية....لذا لم أجد توصيفا أو تشبيها لما تعتقدونة عن بغداد سوى أنها خضراء ألدمن وهي ألمراءة ألحسناء في منبت ألسؤ وأن لم أكن موفقا بهذا ألتشبيه فعذرا منك يا بغداد فهذا ما هم به مؤمنون.
مقالات اخرى للكاتب