الكثير من ملفات الفساد وبخاصة التي أبطالها من المسؤولين المقربين من اصحاب القرار "المكوشين على الصايه والصرمايه" غالبا ما تثار حولها الضجات الاعلامية وتتنوع وتختلف التصريحات من تصعيد الى تنزيل ثم تهدئة وهجوم ثم دفاع وهي بطبيعة الحال تجري وفق خطط مدروسة وغالبا ماتكون تلك الضجات في بداية مسلسل الفضائح فقط لان استمرارها يعني كشف المستور وبالتالي الخسائر تصبح كبيرة ووفق معطيات "حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب"
وحقيقة ان الغاية من تلك الضجات الاعلامية هو توجيه رسالة اطمئنان للمواطن المسكين، لكنها لاتعدو كونها رسالة فاشوشية ، مفادها ان الشفافية هي شعار المتصدين لمحاربة الفساد فضلا عن التباهي من ان الكل تحت طائلة القانون، الا انها في نهاية المطاف تختفي وكأن شيئا لم يكن ولذلك فملفات الفساد لدينا والحمد لله لاتعد ولاتحصى من حيث العدة والعدد والنوعية واغلب ابطالها من ذوي الجاه والحضوة والمنصب
والغريب انه لاسامح الله ووافق المسؤول على " تلبس التهمة " فأنه سيكون في حالة نقاهة ورحلة استجمام في أرقى طوابق المستشفيات ووفق شروط منها انه لم ولن يرى زنازين السجن طيلة تلك الفترة حتى يخرج معززا مكرما أما بالبراءة أو بالعفو الخاص من قبل من يتحكمون بالقرار متناسين قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم "مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ"
وماحصل في احدى المحافظات العراقية والتي تقع جنوب العاصمة بغداد بمسافة "180 " كم، لخير دليل ولثلاث حالات على التوالي أولها عندما أتهم أحد اعضاء مجلس المحافظة بالاعتداء على احد منتسبي الشرطة خلال إدائه واجبه الرسمي وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات قضى فترة نقاهتها قبل شموله بعفو خاص اصدره رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، في احد المستشفيات الحكومية وليعود مرة اخرى ليمارس مهامه عمله ،والثاني مدير احدى البلديات قضاها هو الاخر في نفس المستشفى قبل اطلاق سراحه و براءته بقضايا تهم المشاريع ، والثالث أحد المحافظين السابقين لتلك المحافظة الذي رقد هو الاخر في المستشفى نفسه وخرج بريئا ليتسابق المسؤولين " اللوكية" لزيارته وتقديم التهاني لجنابه الكسيف لانه " سبع " عاد بالبراءة والحمد لله على الرغم من صدور حكم لثلاث سنوات بحقه على خلفية قضايا فساد إداري ومالي ......!!!!
وبعيدا عن كون الاول أو الثاني والثالث هم أبرياء أم لا " الله العالم " وهذا لايعنينا لانه"مابأيدينا حيلة " ولكن مايعنينا لماذا يقضون أيامهم في المستشفى كمرضى وهم متمارضين " مابيهم حريشي" بينما أقرانهم الاخرين من فقراء الله يقضوها مع المجرمين على الرغم من كون بعضهم يعاني من اصابته بأمراض مزمنة والانكى من ذلك انه "بالتحرمص " حتى يستطيع أهله ايصال العلاج اليه ، أليس القانون يطال الجميع كما تدعون أم ناس وناس ، وان العدالة تقتضي نصرة المظلوم وليس توفير الرفاهية للسارق ، ولو ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته
عزائنا ان يطبق من يدعون الانتماء الى مدرسة أهل البيت ماقاله الإمام علي عليه السلام "أحسن العدل نصرة المظلوم" ولا يكون شعارهم " الأقربون أولى بالمعروف" بغير وجه حق ، هذا الشعار الذي أضحى فوق كل الاعتبارات يامن تمتلكون مفاتيح السجون بجرة قلم منكم ليصبح الفاسدين أبرياء على الرغم من انهم سارقي المال العام ، والله من وراء القصد ... !!! ؟؟؟؟