Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الفاو قرية بمقومات محافظة
الخميس, تشرين الأول 31, 2013

 

 

 

 

 

 

العراق تايمز ــ كتب كاظم فنجان الحمامي: للفاو استحقاقات عظيمة يفترض أن تكون مثبتة في جداول أولويات الخطط والمشاريع العراقية المستقبلية, فالفاو وإن كانت من حيث التقسيم الإداري مجرد (مدينة) بائسة, بمستوى (قضاء) نائي, من ضمن أقضية محافظة البصرة, فهي من حيث المقومات الجغرافية والاقتصادية والمينائية والزراعية والنفطية والمائية والملاحية والسيادية, أعلى وأرقى بكثير من بعض المحافظات العراقية, التي تفتقر إلى ما تمتلكه الفاو من ثروات هائلة, ومن مكانة عالمية ومحلية مرموقة, وربما لا يعلم المسئولون أن (الفاو) تقع في المركز الإداري لأكبر جزر الخليج العربي, وأكاد اجزم أن معظم الجغرافيين لا يعلمون أين تقع هذه الجزيرة, التي لم تتطرق إليها الخرائط والمراجع الجغرافية كلها, والتي تتجاوز في مساحتها مساحة بعض الدول العربية كالكويت, أو قطر, وتزيد مساحتها على مساحة البحرين عدة مرات, ولا يعلمون أن هذه الجزيرة ظهرت في العراق في بداية عام 1983 بعد اكتمال مشروع حفر شط البصرة, وارتباطه مباشرة بخور الزبير, من دون أن ننتبه لهذه الجزيرة, التي يلتف حولها شط العرب, ويحتضنها نهر (كرمة علي), ويطوقها نهر (شط البصرة), ويحاذيها خور الزبير وخور عبد الله, ثم تكتمل حلقات الحدود المائية حولها بالتقاء الخور بشط العرب عند قناة (الروكا) ورأس البيشة, لكنها لم تزل تنتظر من يطلق عليها الاسم الذي يليق بها, وتنتظر من يضعها في صدارة جزر الخليج العربي. وليس هذا مربط الفرس, لأننا نريد أن نسلط الضوء هنا على (الفاو), التي ينبغي أن ترتقي في اهتماماتنا, وتأخذ استحقاقاتها الكاملة من الرعاية والعناية الشاملة.
تحتضن الفاو أكبر الموانئ النفطية العراقية, وتلتقي على أرضها شبكة خطوط الأنابيب المرتبطة بمنصات تحميل الناقلات العملاقة في (خور العمية), وميناء البصرة النفطي, وهي محور محاور مشروع ميناء الفاو الكبير, الذي سيغير مسارات خطوط الشحن البحري والبري في الشرق الأوسط, والذي سيكون جسرا تجاريا وملاحيا للقارات الثلاث (آسيا, أوربا, إفريقيا), وفي الفاو أكبر مرافئ سفن الصيد العراقية, وأكثرها نشاطا في حوض الخليج, وتنطلق منها زوارق الخدمات المخصصة لنقل المرشدين العراقيين, المكلفين بإرشاد السفن الأجنبية المتوجهة إلى المعقل, وأبي الفلوس, والفاو حلقة الوصل البحرية مع العالم, والنافذة التي نطل منها على بحار الله الواسعة, وتمر بها أوسع القنوات الملاحية المخصصة لمرور السفن في شط العرب, وفيها المركز الرئيس لعمليات خفر السواحل لعموم المسطحات المائية العراقية الداخلية, وأن من تسنح له الفرصة لزيارة الفاو اليوم سيصاب بصدمة كبيرة, وينفطر قلبه من القهر على ما آلت إليه الأحوال المقرفة التي تعيشها الفاو, والتي حملتها لها الظروف القاسية, وما رافقها من حروب كارثية وإهمال وتقصير وجهل وتخريب وتراجع, وفي الفاو مئات السفن العاطلة المعطلة, تتكدس اليوم فوق بعضها البعض, في منظر مأساوي لا يسر عدو ولا صديق. 
ما أن تنظر إلى الضفة المقابلة (الضفة الإيرانية) حتى ترى الفارق الكبير المتمثل بحركة البناء والتعمير والتحديث والتطوير, التي شهدتها الضفة الأخرى, والتي تستحق الإشادة, لكنها ستبعث في نفسك مشاعر الحسرة والحيرة, وتدفعك لطرح سلسلة من التساؤلات عن أسباب تخلفنا عن جيراننا في إيران والكويت وقطر والإمارات وتخلفنا عن سيريلانكا وجزر القمر. 
تنظر إلى مدينة (القصبة) المقابلة للفاو, وترى كيف توسعت, وتحولت إلى مركز كبير لإيواء سفن الصيد الإيرانية في شط العرب, وتضم (القصبة) الآن مجموعة من الأرصفة المصممة لتقديم الخدمات للسفن المتوجهة إلى ميناء (بولي بعست, وتعني جسر البعثة), أو للتوقف في ميناء (بندر أروند كنار, وتعني ميناء جبهة النهر) وهي مرافئ جديدة شيدتها إيران مؤخرا في شط العرب, في الوقت الذي فقدت الفاو أرصفتها النفطية, وتراجعت سفن الصيد العراقية, وانسحبت الزوارق من خور عبد الله بعد ارتفاع وتيرة المضايقات الكويتية, التي تقوم بها السفن والزوارق الحربية الكويتية, التي ما انفكت تستخدم الذخيرة الحية أثناء ملاحقتها السفن والزوارق العراقية, بهدف منعها من الصيد, وطردها من خور عبد, وتكررت عمليات المطاردة والتنكيل والتشفي على يد عناصر الدوريات الكويتية, ما اضطر سفن الصيد العراقية إلى ترك مصائدها, والتخلي عن مصادر أرزاقها, والاختباء في تفرعات شط العرب بحثا عن الملاذ الآمن.
كان هذا مصير مدينة (الفاو), التي حازت من المؤهلات والمقومات والعوامل ما يؤهلها للارتقاء إلى مستوى (محافظة), ولو حالفها الحظ لأصبحت من أروع المحافظات العراقية, أو ربما تستغل سواحلها لتتحول إلى أكبر الواجهات البحرية, مستفيدة من ضفافها المائية في (المعامر), و(المخراق), و(الفداغية), و(الدويب), و(كوت بندر), و(السيبه), و(سيحان), ونأمل أن تستعيد مجدها القديم في يوم من الأيام, وتدور على أرضها عجلة المشاريع التنموية على الصعيد التجاري والزراعي والسياحي والملاحي والمينائي, لكنها للأسف الشديد لم تأخذ فرصتها بعد, ومازالت تتقوقع على نفسها, وتنزوي في أبعد رقعة من العراق, وتلف جسدها المتعب بأشرعتها الممزقة, وترتمي في الخنادق والمتاريس والسواتر الترابية, التي كانت مسرحا لأشرس المعارك الحربية في كوكب الأرض, ولا تجد من يتعامل معها كقرية من القرى القديمة المنسية, ولا تجد من يمد لها العون, وينتشلها من هذا الوضع المزري.


اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37832
Total : 100