متحرراً من أي شعور بالكراهية والضغينة تجاه أي أحد في هذا العالم - عدا هؤلاء الذين يقتلون البشر ويرهبونهم ويهدرون كرامتهم ويتجاوزون على انسانيتهم تحت أي شعار وبأية ذريعة دينية أو سياسية أو اجتماعية- يملؤني الفرح بالعام الجديد وتتدفق في داخلي الآمال الكبيرة بأن يكون عام أمن وسلام ورفاهية لأهلي وصديقاتي وأصدقائي وزميلاتي وزملائي وأهل بلدي وسكان كوكبنا بمختلف قومياتهم وأجناسهم وأديانهم ومذاهبهم، وغير المؤمنين منهم أيضاً، وعقائدهم غير التكفيرية دينياً أو سياسياً.
لنفسي ليس لدي من أمنية سوى أن أتحرر من التزامات العمل اليومي لأتفرغ لمزيد من القراءة والكتابة، بينما تتزاحم أمنياتي لوطني وشعبي، وأهمهما وأولها أن تجري الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها، الثلاثين من نيسان 2014، من دون تأخير بأية حجة، وأن تسفر هذه المرة عن انتخاب النواب الجديرين بتمثيل شعب أُرهِق حدّ اللعنة وشبِع حدّ التخمة من انتهاك حقوقه، والتعدي على كرامته، وتوالي محنه، ومن نهب ثرواته وتعطيل مصالحه.. نواب شرفاء ذوي ضمير، وطنيين لديهم غيرة على شعبهم ووطنهم، أكفّاء من ذوي الخبرة العملية والتأهيل العلمي الرصين.
لا أتمنى مجلس نواب كالمجلس الحالي الفاشل، حتى لا يلد حكومةً فاشلة كالحكومة الحالية..
أتمنى أن يذهب العراقيون جميعاً الى الانتخابات بحماسة، وأن يصوتوا للمرشحين لا بدوافع طائفية أو قومية أو عشائرية أو مناطقية، وانما على أساس ان النيابة خدمة اجتماعية من طراز رفيع لا يمكن أن يؤديها الا القادر عليها والمؤهل لها.
سلامٌ لكم ايها العراقيات والعراقيون أجمعين، عرباً وكرداً وتركماناً وكلداناً وآشوريين وأرمنَ وزنوجاً، مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وايزيديين وبهائيين وغير مؤمنين (ما أجمل هذه اللوحة وما أزهى ألوانها!).
سلامٌ لوطن منكوب وخَرِب بسبب الدكتاتورية السابقة وحروبها وبسبب الاسلام السياسي الطائفي الحالي واحتراباته.
سلامٌ لوطن اسمه العراق.. وسلامٌ على أرض اسمها العراق.. وسلامُ لأوطان الناس جميعاً.
مقالات اخرى للكاتب