مللت يا عزيزي العويل
حول عفن جثمانك
تقت للرقص خارج المقابر
كرهت النواح طويلا وراء الأشباح
جفت الأحداق من عطر السوائل.
دعني أتوشح بكبريائي الحريري
. أنتعل بسماتي المزركشة
دعني أطرد عفاريت الهم
عن وجهي الملائكي
دعني أبعد القهر..ورخص الوفاء
عن شطآن دمي
دعني أصالح صحرائي وأوديتي
وسهولي داخل بحر قلبي
دعني أرمم صخوري
لتنكسر عليها مراكب العابرين
دعني أبيد عطشي
بخمر دنياي وحدي.
دعني أحرر جوعي الأسير
بين تفاصيل جسدي
دعني أمحو بماء ناري
وشم حروف اسمك على جلدي
دعني أرتل تعاويذ الجن
..وأتلو صلوات الإنس
لترحل بقايا أنفاسك عني
أبتلع أقراص الخيبة والفشل
فقد طالت مرارتها في حلقي
عملاق رأيته ذات مساء وادع..
في شهر من الأشهر الحرم
على واجهتك فسجدت..بعمري
رفعت رأسي لأجدك مسخا يدب
مسكينا بالإشفاق أدمى جوارحي
دعني ألتقط بقايا روحي..
فالحلم الوردي الذي أهديتك
حوله الفأر في عينيك
إلى أحلك كوابيسي.
الطريق انشقت هوة سحيقة
ابتلعت بقية إيماني
طفت بي عارية
أمام حشد مذهول
رفعت أنا رأسي أميرة
قطرت في شفتيك
بعض دم حيائي علني أهديك.
نسجت من كلمات السخط سياطا
سلخت جلدا عليك مات
علني أدميك
تفننت في عبوديتي لعهدك كرها
أرهبتك حروفا صارخة وثورة بكماء
علني أحييك
دعني ..ظلك يحجب الشمس عني
دعني فقد رسمت أنت لي ..جحيما
وطرزت أنا عباءة من دمي
علني من مخالب ماضيك أحميك
فتحت القلب لك ملجأ
جعلته مهدا لقطع من عمرك لأرضيك
عشقت دمك حيثما حل
اغتصبت العقد بختم المعابد
فتهت أنا فيك.
فسخت العهد بتراتيلك
دست الكلمات المقدسة
مترنما بأعذار مارد هزيل
رأيت أنا كف الزمن يلهب تقاسيمك
يسم جبينك الكالح بخط من دخان مقيت
يصرخ لعنة .في زمن وشيك
دعني..يا مجنونا بالعظمة..
كفر وضل سواء السبيل.
أحفر الأرض حتى آخرها
لأداري سوأتك.
دعني أبدأ رسم لعنتك
أيها البائس الرعديد.
دعني أعيد صياغة تاريخي..
دعني أترنم بأمجادي
أعود طوعا لأعرافي
وألوح فخورة لأجدادي.
دعني..بشموخي
أعيد نحث الجبل داخل شرياني.
أبصق ازدراء ..بقايا تذكر مخجل
توهج بهتانا يوما بيعض البريق.
أنفث سما زعافا
على سدنة المعابد
المزيفة بين ملامحك.
أوقف فتاوى الوهم المتسربة من فيك.
ألقي زي الشغف المهترئ عن عمقي
أنتصب قديسة لأفنيك.
فقط أطلق صوتي الشجي..
شحرورا يداعب الأعالي ..
أفرح الدنيا كلها حولي .
وبصمت مهيب...يليق
بجنازة شيطان يرتجف...وهو رجيم.
عهد علي لأنصبن لك داخلي..
أبهى سراديق العزاء
وبكل الندب والتطبير ..والعويل
