يفضح الحلف الغربي بقيادة امريكا نفسه خلال مناوشات كذابية مع عصابات تتوسع في البلاد العربية كالفايروسات تنتشر وتتكاثر بصورة لايصدقها العقل مطلقا ً فلقد برزت في الأراضي السورية واحتلت مدن مهمة في العراق وحاولت مع الحدود اللبنانية وظهرت بصورة علنية في الأراضي المصرية والليبية وقد تظهر في مناطق أخرى ،ولكنها للأمانة لم تتجه بأتجاه الأراضي السعودية رغم ان الطريق كانت أكثر من ميسرة بعد انسحاب الجيش العراقي بأتجاه بغداد عقب احتلالها للمدن العراقية .
امريكا وحلفها الغربي :
ادعت امريكا انها تحارب هذه العصابات وانها تقيم حلفا ً يشترك فيه الغربيون ودول الخليج والأردن ،وسرعان مابدأت الطائرات الأمريكية تصول وتجول وتلعب بكامل الحرية في الأجواء العراقية والسورية ،وتناقلت الأخبار ان امريكا وحلفاءها تود تسليح الأكراد لمقاومة داعش وان امريكا تغازل العراقييون السنة ،التي تحتل داعش أغلب مدنهم المهمة ،لأجل تسليحهم وتكوين فصائل قتالية منهم وايضا ًلمقاومة داعش ،كما تناقلت الأنباء ومن أكثر من جهة قصص هبوط طائرات مجهولة محملة بالمؤن والعتاد في اراضي تحتلها داعش .
وفي أمريكا تناقلت الأنباء ان أمريكا لاتزال تعد وتسلح عناصر المقاومة السورية ،وبعد مراحل الأعداد تدخلهم الأراضي السورية ليتحولوا الى فرسان دواعش !
وفي الكيان الصهيوني تورد الأنباء التعاون البليغ بين هذا الكيان وفرسان داعش والنصرة ،من حيث التعاون العسكري واللوجستي وتسهيل مهمة هذه العصابات في مسك الأرض والتغلب على الجيش السوري .
وعلى الجانب التركي علاقات تركية داعشية مصيرية وفتح واسع للحدود رغم مايلحق بالبلاد من اذى بأعتراف مسؤوليها ،كما قيل ان هناك تدريبات داعشية جرت على الأراضي الأردنية .
في مصر داعش ايضا ً
في مصر سمعنا ان هناك من أكتشف وجود لعبة ضد العرب لتخريب دولهم واحداث الفوضى فيها ،متناسين ان مايسمى بالجامعة العربية كانت أول من نادى ومن القاهرة مشجعا ً ومرحبا ً بالقوى الغربية أن تأتي لتخلص العرب من الجمود والديكتاتورية ، ولم يكن وقتها أبطال الجامعة العربية يدركون ان داعش ستصل عروشهم وستطال كراسيهم .
بالأمس القريب نادى مسؤول مصري بارز،بعد وصول الزحف الداعشي لمصر ،بتوحيد الجهود العربية ضد داعش وخاصة الدول التي تتعرض للغزو الداعشي ولكن يظهر انها دعوة عربية تشبه مايصدر عن قمم العرب ،يعني (هواء في شبك ) لافعل لها ولاصدى ،ومن حقنا ان نساءل قادة العرب الحاليين لماذا عندما يتنادى كل من امريكا والغرب على أمر فأنه سرعان ما يتنفذ وبلمح البصر حتى وان كان من الأمور الصعبة العصية ،وأبسط وأقرب مثال على ذلك اتفاقهم على حصار روسيا ولانقول حصار دول العالم المتخلف ،فحصار روسيا يؤثر فيهم أيضا ً ويضر بأقتصادياتهم ولكنهم يتعاهدون على ذلك رغم الأضرار التي تلحق بهم من جراءه ،فما بال العرب لايستطيعون ان يتناخوا ويهبوا هبة رجل واحد لدرء خطر قد دخل بيوتهم وأضر بحالهم وهدد مستقبلهم .
حول العراق حصار أمريكي :
ماذا تحاصر أمريكا في العراق ؟
إذا كانت أمريكا تصالح الأكراد وتزودهم بأحدث الأسلحة مع ما يعرفه العالم اليوم من توجهات كردية استقلالية ومشاققة للحكومة المركزية في العراق وأطماع في ضم أراضي عراقية واسعة للعلم الكردستاني ،كما تهادن أمريكا العراقييون السنة وتقيم قاعدة عندهم بحجة محاربة داعش ،وتمد داعش بالمؤنة والأستمرار لأطول مدة ممكنة بالمغازلة العبثية معها والتي تسميها مواجهة للقضاء على داعش ،إذن فمن الواضح انها تحاصر الحكومة المركزية لتحقيق أهداف خاصة في العراق الواضح منها لحد الأن هو :
- العودة لأحتلال العراق وإقامة القواعد العسكرية فيه .
- تجزئة البلاد بتقوية أجنحة الكرد والتي هي ايلة للأنفصال ،وتمتين وتقوية الأصوات الداعية لأنفصال العراق السني على غرار الكرد .
- تسهيل إمتلاك موارد البلاد وخاصة النفط حيث يعتبر العراق الأحتياطي العالمي لهذه المادة التي بدأت تنضب في الخليج .
- قمع التوجهات الأيرانية والروسية والتركية والبريطانية في العراق .
وبعد فلا يهم كم من البشر يموت أو يصاب أو يهجر ولايهم الخراب الذي حل وسيحل بهذه البلاد مادامت الأمبراطورية الدموية تستمر بأمتصاص دماء هذه الشعوب التي تبدو مغلوبة على أمرها تحت همة المخططات والدسائس الأمريكية والغربية من جهة ومن جراء ضعف من يقود البلاد فيها من جهة أخرى .
مقالات اخرى للكاتب