سمعنا الكثير عن وحشية عصابة داعش الارهابية وايغالهم لتنفيذ جرائم مروعة تنم عن ظلامية النفوس المملوءة بالحقد للحياة .. جرائم وفتاوى يسوغون من خلالها جرائمهم فيتجرأون على الله ورسالاته بتقديس الحياة .. ومن ابشع واشنع ما سولت به نفوس عناصر هذه العصابة جرائمهم بحق النساء في المحافظات التي دنسوها وتأثير ذلك عليهن وعلى عوائلهن بل على المجتمع بشكل عام ..جرائم تم استعراضها في اطار فعالية كريمة اقامتها شبكة مكافحة الاتجار بالمرأة ومنظمة حرية المرأة في العراق تحت شعار ( تأمين ملاذ آمن للنساء في المدن المحررة من داعش ) .. مشاهد تجسد مدى المرارة والقسوة والهوان والخوف الذي تعيشه المرأة وهي تجد نفسها حامل بجنين جراء عقد زواج قسري وصوري من رجل لاتعرف غير اسمه الحركي الذي ينادونه به .. لن نناقش هنا صحة وشرعية هذا الزواج كونه باطل بكل الاعراف الدينية والوضعية ، غير ان الواجب يدعونا الى توجيه نداء الى المرجعيات الدينية ومن كل المذاهب لانصاف المرأة وانقاذها من ظلم العادات والتقاليد العشائرية والمجتمعية التي تبرر قتل هذه المرأة كغسل للعار وهي التي سلبت ارادتها واهينت ومرغت كرامتها بالتراب عندما عاملها الارهابي الداعشي كسبية وعبدة وتاجر بها في اسواق عار هذه العصابة وشنارها .. تقول احدى الناشطات ان من الصعب تحديد عدد الضحايا من النساء اللاتي قتلن من قبل العشيرة بعد ان تم تحرير عدد من مدن العراق لكنني وكما توضح الناشطة امتلك معلومات مؤكدة ان عشيرة واحدة قتلت ثلاثين امرأة خشية العارفي ساعة واحدة !!. ناشطة اخرى تشير الى نساء ولدن اطفالاً ولايعرفن اسم والدهن الحقيقي ، كما ان اخرى اكدت ان الداعشيين كانوا لايتورعون عن زرع المتفجرات في اجساد الاطفال حديثي الولادة وامام انظار سكان المناطق التي كانوا قد دنسوها !! .. اضافة لاسلوب تبادل النساء في ما بينهم لانهن من ما ملكت ايمانهم اخزاهم الله فهم يحرفون شرع الله !!
مشاهد وصور مروعة لنساء لاحول لهن ولاقوة فهن وبعد تحرير مناطقهن يعشن وضعاً صعباً ومعقداً حيث القتل مصير غالبيتهن من دون ان يتفهم الاهل او تعي العشيرة انهن مجبرات ولسن مخيرات ، بل ان بعضهن وبالوثائق تعرضن للقتل او لتشويه الوجه لوقفهن بوجه من تاجر بهن .. ما عرض في المؤتمر من وقائع يدعو الجميع خاصة الجهات المتخصصة في وزارتي الداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية ورجال الدين ، الى التسيق مع منظمات المجتمع المدني لانقاذ النسوة البريئات .. وحسناً فعلت مجموعة الشرقية عندما اطلقت منذ وقت مبكر حملة ( كريم النسب ) .. لكن مجموعة الشرقية وحدها لايمكنها وحدها ان تغطي تبعات جرائم الدواعش الارهابية بحق كل مرأة عراقية مسلمة او مسيحية او آايزيدية ، فهم بخستهم لم يفرقوا بين هذه وتلك !
نعم ومطلوب حملة كبيرة لانصاف نساء تعرضن للظلم والقهر ..لاندعي ان الامر سهلاً في مجتمع ما زلت التقاليد والاعراف تحتل حيزاً كبيراً في عقول ابنائه .. فحتى توفير ملاذ امن لايمكن ان يكون حلاً لمشكلة كبيرة .. لكنه اضعف الايمان .. ولعن الله عصابة داعش الارهابية ومن صنعها ومولها وساعدها .
مقالات اخرى للكاتب