ستحل علينا الذكرى (33) لمأساة وجريمة التهجير الجماعية التي قام بها أوغاد وغلمان عصابات العبث التكريتي الأعوج وبقيادة مشنوقهم الأهوج عار العراق والعرب.
لم يقترف الكورد الفيلية ذنباً لكي يعاقبوا بمثل هذه العقوبة سوى أنهم أناس مسالمين ومواطنون مشبعين بحب العراق وجزء لا يتجزأ من القومية الكورديه المضطهده وممن أسلموا و أمنوا بدين خاتم الرسل والأنبياء محمد وأنتهجوا نهجه وتمسكوا بولاية أهل بيته الطيبين الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.عاقبتهم السلطات الشوفينيه العنصريه الطائفيه الغاشمة لرفضهم لطغيان الشوفينيين الفاشيين وعدم أنضمامهم لحزبهم الفاشي الفاجر
مرت 33 سنة وجراح الكورد الفيليه يزيد الزمن الأغبر في غوارها ولا يراد له أن يندمل, , ولسان حالهم يقول هل من ناصر
ينصرنا؟ هل من شريف ينتصر لنا ممن ظلمنا؟
وللأنهم أبوا ولم يخنعوا ولم يتنازلوا لشروط وأملائات العبث المندحر فكان جزائهم ما حصل لهم ولا زالت نتائجها الأليمة ليومنا وساعتنا هذه,لماذا ؟
لسان الحال الكورد الفَيليَة ( اليوم ) يقول يا ليتنا كنا بعثية ومن الرفاق وممن حمل الأنواط وشارات الحزب ومجرمين وسفاحين وقاطعي رؤؤس ومفخخين وفدائيي صدام ورجال الحرس الخاص والمهمات الخاصه ونصدر فتاوى التحريض الطائفي وفتاوى القتل والنحر الطائفي , لعلها تكون الوسيلة او لعلها تشفع لنا و يلتفت ألينا ( أحدهم) ونأخذ حقوقنا بكل تفاصيله من أمتياز ورواتب تقاعديه ووظائف ومنح وعلاوات وبعثات وكراسي ومقاعد وزارية وبرلمانيه (كما أخذها من هم على الوصف السابق)
( لسان حالنا يقول )
يا ليتنا كنا ؟ لكانت اليوم
بعد مرور 33عاماً خير شفيع لنا ( في المنطقة الخضراء ) والقائمين عليها في عراقنا الجديد ؟؟
مرت 33 عاماً والكورد الفيلية يخادعون أنفسهم ويمّنون أنفسهم بأن أبناء جلدتهم من شركاء الوطن سينتصرون لهم وينصفونهم ؟؟؟ شركاء لطالما تمشدقوا بمظلوميتهم ورفعوا قميص عثمانها ف يالمحافل كدليل صارخ على أجرام زبانية العار والشنار العبثي العوجاوي,, ولكن ما أن أعتلوا صهوة خيولهم نسوا وتناسوا وتجاهلوا كل ما قطعوه من وعود ومن معسول الكلام ورجعوا الى سالف
ما كان يفعله أسلافهم من سراق الكرسي والجاه والسلطه
لماذا ؟ لماذا كل هذا؟ لماذ ا هذا الأجحاف ولم هذا البخس؟
ألم يكن الكورد الفيليه لكم عوناً للجميع وبدون أستثناء (
تيارات دينية شيعية وتيارات يسارية علمانية وقومية كوردستانية )في كل نازله؟ لم هذا كله؟ هل تعتقدون يا ساده يا كرام أنكم تحسنون صنعاً بأفعالكم هذه؟ هل تتصورون أنكم ستهنؤن بلذيذ العيش وأنتم تتربعون على كرسي السلطه في منطقتكم الخضراء وتتحكمون برقاب الشعب وتنتهجون ما كان سلفكم ينتهجه ويشرعه ويفعله ؟؟ صدام عار العراق والعرب المشنوق والغير مأسوف عليه سلب الكورد الفيليه جميع حقوقهم بجرّة ( شخطة ) قلم وأبعدهم الى وراء الحدود, واليوم وبعد عشر سنين عجاف
( من سقوط صنم العوجه) لا زال الكثير من الكورد الفيلية لم يحصلوا على حقوقهم المسلوبه والمغتصبة (
وأنا أحد هؤلاء) , ألم يكن بمقدور أحدكم أن يخطوا هذه الخطوه بعيدا عن الروتين والفساد الأداري أن يعيد ما تّم سرقته في وضح النهار الى أهله ومع أعتذار لما حصل؟؟ ولكن من يعتذر ومن يتوسل الصفح ؟33 عاماً مضت ونخدع أنفسنا بأنه سوف يتم الأعتذار لنا ويعاد لنا أعتبارنا ويقدم الجناة الحقيقيون الى أقفاص الأتهام ومحاكمتهم والقصاص منهم,,, وتبيّن فيما بعد أننا كنا مفرطين في تفائلنا ونعيش أحلاماً وردية , ونجهل نية أصحابنا ورفاق السلاح وشركاء النضال والمسيرة الجهادية ا
وا أسفاه وا أسفاه وا أسفاه للزمن البائس بسنينه وأشهره وأيامه وساعاته المثقله بهموم الوطن وفراق الأحبة وأمتهان الكرامه وغربة الديار والتي قضيناها ونحن نحمل أرواحنا على أكفّنا ونحن نجاهد ونناضل ضد الشرذمه البعثيه الشوفينيه الغادرة فراح قسم منا يتسلق سفوح الجبال وأخر يغطس في عمق الأهوار ويصوب فوهة بندقيته لعدو ظالم ساهم في قتل العراقيين وأباد فيها الحرث والنسل وروت دماء الكوردي الفيلي المغدور ربى الرافدين من أعالي قممه وسفوح جباله الى أهواره وحقول القصب والبردي التي تغطيه,
وكانت النتيجه أن سقط وولى الى غير رجعة صنم عوجتهم في 9 نيسان 2003وهي بحّق قدرة ومشيئة وحكمة العدل الألهي الذي أنتصر لعباده المظلومين ( لجميع مظلومي العراق الذي طالهم ظلم وبطش وقسوة هدام العراق وعصاباته الأجراميه ولقد أرانا الله القادر العادل عجائب قدرته فيهم وأدخل الفرح والسرور على قلوبنا بسقوطه وأندحاره ) فصادف سقوط الصنم في اليوم الذي أعدم فيه شهيد الحق والعدل وألأنسانية السيد محمد باقر الصدر وأخته المجاهدة بنت الهدى رحمهما الله واليوم نفسه هو أيضاً ( رسمياً ) الأيذان
ببدأ الحملة الغاشمة الظالمة لتهجير العراقيين من الكورد الفيلة
( 9 نيسان ِ أبريل 1980) الى الحدود الأيرانية بحجة التبعية الأيرانية بعد أن تم تجريدهم من كل ما يملكونه من وثائق ومستندات تثبت أصالتهم العراقيه أضافة الى سلبهم ونهبهم
( كانت أيضاً بمشاركة البعض من ضعيفي النفوس من العراقيين والسلطات الغاشمة تغض الطرف عن أفعالهم) جميع ما يملكونه من أموال منقوله وغير منقولة والأدهى والأنكى من كل هذا أنهم عمدوا الى أعتقال أكثر من 40 ألف شاب منهم من سن 18 الى 40 عام وتم تغييبهم والزج في غياهب السجون والطوامير في نقرة السلمان( صحراء السماوه) وأبو غريب وسجن معسكر الرشيد والفضيليه أو الزج بهم في حقول الألغام على جبهات القتال ( والتي عثر فيا بعد على وثيقة صادرة من الجيش الشعبي بقيادة المشنوق طه ياسين رمضان الجزراوي ) الذي كان يخاطب صدام بضرورة أعتبار هؤلاء شهداء القادسية على حد قوله ويصار الى دفع رواتب لهم؟؟ (وهو ف يعين الوقت يذكر بأن أهالي هؤلاء قد تم تهجيرهم الى أيران) ؟؟ وكذلك أخضع الكثير الى تجارب الأسلحه الكيماويه ليقضي الكثير منهم حتفهم جراء ذلك ليلاقوا رب عادل وقادر يشكون اليه ما وقع عليهم من ظلم وبغي وغدر أرتكبتها بحقهم عصابات التكارته العوجاوية والبعث الشوفيني
مرت هذه السنين العجاف ولا زلنا ننتظر من يعتذر لنا ويؤبن ضحاينا أو يدّلّنا على رفات أو شاهد لـقبر أحد ضحايانا أو
يخبرنا عن ما جرى لـــ أعزّتـنا اللذين فقدناهم وهم في عمر الزهور ؟
لم يعاد لنا أي أعتبار لا مادي ولا أخلاقي ولا معنوي ولازال الكثير منا يعيش حالات الهجره القسريه مشتتاً في بقاع الارض ولازال البعض يعيش تحت الخيام في مخيمات التهجير القسري في أيران والحال نفسه في العراق على الرغم من وجود وزارة للمهجرين والمهاجرين ( ولكنها كما يقول المثل العراقي أسمه بالحصاد ومنجله مكسور) ومن له القدرة على سباقات المارثون فليجرب حظه العاثر مع وزارة الهجرة والمهجرين
من المفارقات التي تبعث على الأسى والحزن والضحك أحياناً أن يصار ألى التلويح بقميص الفيليه العثماني وأظهار مظلوميته (
وهذا أمر جيد وحسن في حد ذاته) ولكن بيت القصيد هو أن البعض (
يتذكر ) مظلومية الفيلية كلما شارفنا على أبواب الأنتخابات سواء كانت مجالس محافظات أو مجلس نواب,,ففي الأمس القريب عقد مؤتمر لنصرة القضيه الفيليه نظمها وأشرف على تغطية فعالياتها مكتب السيد الحكيم ( مشكوراً) وراح الخطباء يلقون كلماتهم ويشيدون بدور الفيليه وما جرى عليهم من ظلم ووووتهميش وأقصاء وحيف الى أخر الكلمات الحماسيه المؤثره والتي تدغدغ المشاعر وهي كسابقاتها في أيران أو العراق بعد سقوط صنم العوجة ,,
واللافت للنظر أن المؤتمر أو التجمع المشار أليه غاب عنه الكثير من رموز ونشطاء الكورد الفيليه والذي بذل الكثير منهم نشاطاً غير مسبوق للتعريف بقضيتهم العادلة , بل كان الحاضر الرئيس هم أعضاء المجلس الأعلى وزعيمهم السيد عمار الحكيم الذي رعى أفتتاح أعمال المؤتمر أضافة الى الىممثلين من رئاسة الوزراء والحركة الكوردستانية , . عقود مرت والتهميش قائم ومستمر ,, ويعقد مؤتمر لنصرة الكورد الفيليه في 2013 والممثلين الحقيقيين للكورد الفيليه غائبون عنه بل هم مهمشون ومنسيون لماذا؟ هل هم مجهولوا العنوان والهوية مثلاً؟ أم ماذا؟
نعم لا ننكر بالمطلق ما أنجز (
ولم يكن بمستوى الطموح ولا بمستوى الجرائم البشعة التي أرتكبت بحقنـــا ) وكما قلت لقد سعت حكومة العراق الجديد وحكومة أقليم كوردستان للعمل بأصدار بعض التشريعات وتعيين وزير (
لـمرتين فيما مضى ولو انهما لم يفعلا شيئاً للمهجرين من الكورد الفيليه على الرغم من أستيزارهما للهجره والمهجرين بل راحا يعملان بشكل جاد لمنفعة الأرهابين من البعثيه وعوائلهم الهاربين الى سوريا والاردن ومصر , بحجّة المصالحه الوطنيه, ولم نلقى أستعداد أحداً من ساسة العراق الجديد لمصالحتنا ؟؟ ؟ ) وحصل الكورد الفيلية وللمره الأولى في حياتهم على منصب بعنوان سفير ( وهو الوحيد ) أضافة الى بعض التسهيلات التي تتعلق بأعادة التوطين ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب ولا اللائق ولا ترقى الى تضحيات وحجم المأساة التي طالت الكورد الفيلية
نأمل أن يخطوا الساسة العراقيون خطوة حقيقة لأنصافنا ويعترفوا بعمق الفاجعه (
صدر تشريع قانوني بأعتبار قضية التهجير جريمة ضد البشريه ولكنها وللأسف الشديد لم تترجم على أرض الواقع ولم ترى النور ) هنا مطلوب من الجميع الأعتذار لجميع من ألحق الظلم والحيف بالعراقيين
و الكورد الفيلية منهم وكل من ساهم في قتلنا وتهجيرنا ونهبنا وأمتهان كرامتنا
وأدميتنا ( سابقاً ولاحقاً) , نعم عليهم واجب الأعتذار والأعتراف بالخطأ ومن اعترف بذنبه لا ذنب عليه
ولابد بعد كل هذه السنين على الكورد الفيلية أن يراجعوا أنفسهم فيصلحوا الخلل الذي هم فيه فالحق يؤخذ اذا كان وورائه مطالب ولا يعطى وليس بالتمنيات تسترجع ما سلب وما أغتصب
ورحم الله شهداء الكورد الفيلية وكافة الشهداء الأصلاء النجباء من عرب وكورد وتركمان الذين ناضلوا من أجل العراق والعراقيين وحريتهم ورفعة شأنهم
وهذه الأخيره نضعها جنباً الى جنب في خانة الأمال
طارق درويش
ناشط في مجال حقوق الأنسان للكورد الفيلية
نيسان
مقالات اخرى للكاتب