اقدمت عمليات بغداد وبعد زيارة ميدانية لاحد قياداتها الامنية مع جمع من ضباطه الى عدد من احياء مدينة الشعب وبعد وقوع حادث ارهابي استهدف مؤذناً في احد مساجدها الى اتخاذ اجراءت امنية في الظاهر وعقابية في الباطن ,عندما حولت تلك الاحياء الى سجن كبير حبست فية ابناء تلك الاحياء ولم تترك لهم سوى منفذ وحيد عامر بالمطبات ,تجده مزدحما ليل نهار . على ما يبدو ان العقليات "الجبارة "في عمليات بغداد تلتزم بالقاعدة الشعبية القائلة "الباب التي تاتيك منها ريح اغلقها واستريح"ولاتكلف نفسك عناء البحث عن الجناة واجراء تحقيق مطول قد تصبح مطالبا عن تقديم نتائجه للمسؤولين الاكبر منك في السلم المهني . الناس في تلك الاحياء رفعوا ايديهم بالتضرع الى الباري عز وجل لينقذهم من هذه "الحبسة" والتي باتت تشكل هما لابناء المنطقة خاصة وان تقطيع اوصال تلك الاحياء شملها من الداخل ايضا ولم يقتصر على خارجها فاذا اراد احدهم زيارة اقاربه في الفروع المجاورة او التبضع من السوق الواقع خلف داره وجب عليه المرور بسيطرات عدة والوقوف بطوابير طويلة بانتظار ان ينهي المكلف بالسيطرة مكالمته العاطفية ليسمح بمرور السيارات . ان واقع الحال بمدينة الشعب وكما في بعض المناطق البغدادية التي عانت من ضربات الارهاب لاتبشر بالخير وان التذمر وصل الى اقصاه في ظل عدم سماع شكاوى المواطن من هذه الاجراءات التعسفية والتي تعاقب الابرياء وتتغافل عن المجرمين , فالمواطنون من أصحاب الأعمال الحرة والتجارية غالبا ما يتعرضون إلى خطر فقدان مصدر قوتهم ورزقهم بسبب العمليات الإرهابية وما يتلوه من اجراءات غير محسوبة من قبل الاجهزة الامنية ,فقطع الأرزاق كقطع الأعناق وقد برع الإرهابيون في تنفيذ كلتا الجريمتين ساعدتهم بذلك الاجراءات التي تتخذ عقب كل عملية ارهابية من خلال غلق تلك الاماكن المستهدفة بحواجز كونكريتية لا تبقي ولا تذر . كان قراقوش وهو وزير لصلاح الدين الايوبي اتسمت شخصيته بالحمق والتسرع بقراراته يمتلك صقرا يعتز به ويهتم بتربيته، الا أن الصقر طار من احد خدامه ولما أبلغ بهذا الخبر صاح قائلا: أقفلوا حالا أبواب المدينة حتى لا يجد الصقر وسيلة للفرار، فيعود لي..!,وهذا تماما ما طبقته عمليات بغداد كي تصطاد ارهابيين نفذوا جريمتهم منذ عدة اشهر ومازلنا بالانتظار .