نشرت وسائل الاعلام مؤخرا" خبرا" مفاده ، ان رئيس اللجنة المركزية لما يعرف بالمشروع الوطني العراقي جمال الضاري ، وصل الى العاصمة الاميركية واشنطن بعد تلقيه دعوة من الادارة الأميركية الجديدة ، و يتضمن جدول هذه الزيارة عددا" من القاءات مع مسؤولين اميركيين وأعضاء من الكونغرس الأميركي و رؤساء اللجان فيه ، إضافة الى القاء محاضرات في عدد من المعاهد المتخصصة بالعراق و مستقبله ، فضلا" على اجراء عدد من اللقاءات مع اهم وسائل الاعلام 0
و من أعلاه ، لا أعرف كيف إن السياسيين المشاركين في العملية السائدة في العراق ، راحوا يستخدمون إذا جازت التسمية فتوى : الحلال أو الحرام ، وفقا" لما يرتأونه أو ما يرونه مناسبا" لهم أو غير مناسب ، على الرغم من أن هؤلاء مزدوجو الولاء ، بين أميركا و إيران ، كما هو حال نوري المالكي ، أو كما هو حال غيره من الذين صاروا مزدوجي الولاءات ، سنة و شيعة و من مختلف الأطياف و الأثنيات 0
فالإدارة الأميركية الجديدة أو بالأحرى إدارة ترامب ، لم تعد كسالفاتها من الإدارات الأميركية ، التي راحت تستقبل هؤلاء الرماديين ، الأمر الذي أتاح لهم إستخدام سياسة ( اللعب على الحبلين ) ، أو كما يقول الشعر العامي العراقي ( تبجي أو تحبحب بيك وإتغامز الذاك ) ، إذ إن الإدارة الأميركية الترامبية ، إتخذت موقفا" صارما" من هؤلاء ، و فحواه إن لم تكن معي ، فأنت ضدي ! 0
و هذا ما يُفسر الإستقبال الإستثنائي و الخارج عن البروتوكول الرسمي ، عندما خرج الرئيس الأميركي ترامب من مكتبه ، الى ساحة البيت الأبيض ، كي يستقبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، كونه أحاديّ الولاء و ليس مزدوجا" ، أي إنه حليف خالص لأميركا ، بعكس سلفه المالكي سابق الذكر ! 0
ف ( الماجدة ) النائبة عن دولة القانون عالية نصيف علقت بالقول ، ( اعتقد عندما تكون هنالك مثل هكذا لقاءات يجب ان يكون اعتراض من الحكومة العراقية ) 0
بينما قال النائب عن كتلة بدر النيابية ، ( لا فض فوه ) حنين القدو ، ( و مثل هذه الدعوات سوف يكون لها تأثير كبير على تماسك الشعب بكل مكوناته ) 0
و إما ( أبو السيادة ) النائب عن دولة القانون ، رزاق الحيدري فقد حذر قائلا" ( اذا تبنت رئاسة ترامب او اي شخصية امريكية حكومية او حزبية في امريكا ، هذا التوجه فانه سيمس السيادة العراقية ) 0
و عليه لا أدري ، لماذا ثارت ثائرة المعترضين على زيارة المعارض جمال الضاري لأميركا ، حتى إن تعليقاتهم نمت عن سفاهة و سماجة و خبل ، فبربكم : ما علاقة هذه الزيارة بالسيادة العراقية التي هي أصلا" منتهكة من كل حدب و صوب ؟ ! 0
ثم لماذا هذا التحامل و كل هذا الغيظ على سياسي ، لم ينافسهم يوما" على مقاعدهم في البرلمان ؟ ، حتى لو كان هذا السياسي في خطابه و موقفه معارضا" للوجود الأميركي ، و منتقدا" للسياسة الأميركية ، التي كانت وراء ماحصل و يحصل في العراق ، و قد تحدث مليا" عن موقفه هذا حيال أميركا ، و الدافع الذي يجعله في نفس الوقت يعمد الى الحوار مع الأميركيين ، فهو يقول في أحد لقاءاته : ( لا نغازل الولايات المتحدة بقدر ما نريد من واشنطن أن تتحمّل مسؤوليتها ، لأن الذي يحصل الآن في العراق بفعل الإرهاب الموجود فيه ، هو بسبب الاحتلال الأميركي وما نتج منه 0
فحين نتحدث مع العرب أو الأميركيين لمساعدتنا في حلّ مشكلتنا ، فهذا يعود بالنفع علينا نحن كعراقيين ( 0
و يضيف (و علينا الذهاب و محاورة الأميركيين كعراقيين ، لا بصفة شخصية ، سواء أنا أو غيري ، و نقول لهم أنتم صنعتم هذه الجريمة في العراق ، و عليكم مسؤولية قانونية وأخلاقية ) 0
و لهذا ، فإن زيارة أميركا ، ليست حكرا" على مسؤول أو شخص أو حزب أو طائفة أو قومية ما ، خصوصا" و أن أميركا" و منذ إحتلالها العراق ، شرعت أبوابها لمن هب و دب ، سواء من مستوطني المنطقة الخضراء أم من غيرهم ، بغرض زيارتها و الإلتقاء بمسؤولي إدارتها ، و بالتالي علام هذا التحسس من زيارة سياسي معارض للسياسة الأميركية في العراق ، قبل أن يكون معارضا" للعملية السائدة في العراق ، التي هي أساسا" من نواتج الإحتلال الأميركي ؟ 0
2
و على منتقدي هذه الزيارة ، أن لا يجعلوا زيارة أميركا حكرا" عليهم و حسب ، لأن هذا الإحتكار لم يعد موجودا" ، لدى إدارة ترامب ، التي إتخذت موقفا" حاسما" و حازما" ، أمام مزدوجي الولاء و المواقف ، بل إنها و من خلال تصريحات الرئيس الأميركي الجديد ترامب في هذا الجانب ، على هؤلاء أن يختاروا بين أميركا و إيران ... فليس هناك منطقة وسطى ما بين الجنة و النار ، كما يقول الراحل نزار قباني ، و بالتالي فإن جمال الضاري يزور واشنطن ، و هو يحمل أرث جده الوطني ( ضاري الحمود ) ، في مقارعة الإحتلال البريطاني ، بينما أنتم أيها المعترضون و المعلقون بالضد على زيارته لواشنطن ، ما هو أرثكم الوطني و التأريخي ؟ ، ما عدا نهب و سرقة و إذلال العراق ، الى حد توصيله الى هذه الحال المزرية ، و هو البلد الذي قيل عنه يوما" : ( لم يذكر الأحرار في وطـن .. إلا و اهلك العلى ذكـر ) 0
عن دولة القانون، رزاق الحيدري اذا تبنت رئاسة ترامب او اي شخصية امريكية حكومية او حزبية في امريكا، هذا التوجه فانه سيمس السيادة العراقية
مقالات اخرى للكاتب