قبل الانتخابات كان عدد المشاكل المتعلقة بها 4 فقط ، مشكلة اجراءها في اجواء آمنة ، مشكلة الحضور القوي للناخبين ، مشكلة العد والفرز بلا تلاعب ، مشكلة قبول كافة الكتل بالنتائج وعدم الاعتراض بقصد العرقلة ، الآن تجاوزنا مشكلتين وبقيت مشكلتان ، نزاهة العد والفرز ، وقبول النتائج ، الغريب ان المفوضية اعلنت حاجتها الى عشرين يوما او شهر لاظهار النتائج ! وهذه مدة لا وجود لها في اي انتخابات في العالم الا في افغانستان . هناك من يضرب اخماسا باسداس حول تشكيل الحكومة المقبلة ، الحكومة السابقة لزمها 10 أشهر لتحسم باتفاق اربيل ، كم تحتاج الحكومة الجديدة وهل يلزما اتفاق اربيل جديد ؟ تشكيل الحكومة يحتاج الى توفير اغلبية عددية داخل البرلمان الجديد ، ولأن اي كتلة الآن عاجزة لوحدها عن توفير تلك الاغلبية اي 165 مقعدا ، ولأن الكتل الكبيرة متقاربة في عدد مقاعدها ، لذا لابد من بناء تحالف لهذا الغرض ، ولابد ان تتحول احدى الكتل الكبيرة الى نواة لبناء ذلك التحالف ، ولتسهيل فرز الكتلة التي تشكل النواة سيكون الجميع ميالين الى الكتلة التي تتوفر فيها الشروط الآتية : 1- ان لاتكون قد جربت حظها في ادارة البلاد ثم فشلت في معالجة الملفات الرئيسية مثل : الفساد ، الأمن ، الخدمات ، الكهرباء ، الفقر ، البطالة ، أزمة السكن وغيرها . 2- ان لا تكون لها خصومات وتقاطعات سابقة مع اي كتلة او مكون سياسي . 3- ان لاتكون لها مشاكل مع المرجعية الدينية ومواقفها وتوجيهاتها . 4- ان لا تكون متهمة بصناعة الازمات واستغلالها والعيش عليها . 5- ان لا تضم في صفوفها شخصيات فاسدة ومشهورة بفسادها او شخصيات هربت الى خارج العراق بما سرقت من اموال البلد . 6- ان لا تكون متهمة بالمحسوبية ومنح المناصب الحساسة لابناء العشيرة والاقرباء والاصدقاء . 7- ان لاتكون لها مشاكل مع المحيط الاقليمي . هذه الشروط عندما تنطبق على اي كتلة كبيرة يمكنها ان تشكل نواة لتحالف نيابي لتشكيل الحكومة ، الشروط السبعة تضمن تحقيق التغيير المنشود ، وتكوين فريق عمل قوي ومتجانس . اذا انجزت ترتيبات ما بعد الانتخابات بهذه الطريقة فمن حق اي مواطن ان يتوقع خيرا ، والا فقد تتحول الانتخابات الى وسيلة لمكافأة الفاشلين وتكريم الفاسدين ...