يهتم بعض العراقيين بالشأن المصري كثيرا ، بل ويعولون على المصريين كثيرا ، في رفع الغمّة عن هذه الأمّة ،ومع الإستعدادات الحثيثة ليوم الثلاثين من حزيران /يونيو (الآن ) ، تابعوا نشطاء حركة (تمرد ) بإعجاب وتمنيات و(حسرات ) على أوضاعهم العراقية وجماهيرهم التي تغط بسبات عميق،بل أن بعض العراقيين من شدّة حماسهم أرادوا أن يوقعوا بدورهم على مذكرة (تمرد ) التي تدعو الى رحيل الرئيس المصري محمد مرسي العياط !!،وحسب مصادر نشطاء تلك الحركة فأنهم ولحد الساعات الأخيرة من يوم 29 حزيران ، قد بلغ عدد الموقعين على سحب الثقة من الرئيس مرسي أكثر من 22 مليون مصري ومصرية ، وكالعادة تم التشكيك بالرقم وبأهداف الحركة وشبابها من قبل مناصري الرئيس الأخوانجي والأحزاب الإسلامية التي إتحدت بكل قوة خلف رمزها الذي يريد أن ينفذ تدريجيا وبإسلوب خبيث أسلمة المجتمع المصري أو ( أخونته ) حسب توصيف الأخوة المصريين ، والتشكيك هو معروف وليس مستغربا ً ، وهو اتهام المعارضين بأنهم من (فلول ) حسني مبارك ونظامة ، وانهم صهاينة وماسونيين وصليببين، و(خمرجية ) و ( بلطجية ) وفاسدون وعملاء للأجنبي ..الخ .
يقول الباحث العراقي الدكتور رشيد الخيون أن حزب الدعوة العراقي الذي يترأس الحكومة العراقية هو النسخة الشيعية لحركة الاخوان المسلمين المصرية ،وهو لم يجانب الصواب بذلك ،فكلاهما فشلا في ادارة بلدين لهما عمق حضاري وتاريخي مع ثروة بشرية عظيمة ،وبدلاً من التنمية والاستثمار والعمل الوطني الجاد والاصلاح والاستفادة من الخبرات المحلية والاجنبية ،توجها الى إبتداع الازمات والتسفية والتسخيف والتجهيل واثارة الخلافات الجانبية بين أفراد المجتمع وهياكله ومؤسساته،والنتيجة هي الهرولة والانطلاق الى الوراء وإلقاء اللوم على أعداء وهميين مع السماح لظاهرة الفساد المتنوع بالانتشار دون أي محاسبة ومتابعة .انهما حركتان تعملان من أجل الآخرة .
لقد نجح الإسلاميون في العراق في تغييب وتجهيل الناس وإشغالهم بالطائفية والزيارات الدينية والحرب الأهلية والتفجيرات والمحاصصات وزرع الأنانية والعصبية العشائرية ، فخمدت الروح العراقية غير المتدينة المتمردة أساسا ًواستسلمت لواقع الحال بعد أن تهالكت بسبب الأحداث العظيمة المتتالية (حروب ، حصار ، إحتلال ، نزاع طائفي ) ، أما في مصر فحاولوا ولم ينجحوا ،إستخدموا نفس الأساليب وفشلوا أمام الأزهر والكنائس والسينما والغناء والفكاهة وحب الحياة ، فلايمكنهم الحكم سوى بصناعة أزمات داخلية او خارجية ، فمشاريعهم لا تتجاوز إطالة اللحى وكي الجبهة وخرقة رأس المرأة ونقابها وفرجها ..!!
العراقيون المدنيون بكل صنوفهم وتوجهاتهم ينظرون الى هذا اليوم ، الثلاثين من يونيو / حزيران ، كبداية طازجة جديدة للنجو من الغرق في العتمة والجهل ،صحيح أن الحدث مصري بجدارة وإمتياز وهو في القاهرة وأخواتها المدن المصرية ، وبعيد عن بغداد ، لكن نبض الحياة والأمل هو القاسم المشترك بين الحاضرتين والحضارتين ، بين دولتين عريقتين ، وبين شعبين مسّروقين مقهورين ومظلومين منذ عقود ..!!
مقالات اخرى للكاتب