تستخدم كلمة"حنقبازيات" الدارجة كثيرا, للدلالة على أفعال أو حركات أو مواقف, بهلوانية تمثيلية مصطنعة, لا تخلوا من المبالغة.
يكاد يمتلئ العمل السياسي في العراق, بكثير من التحركات والمواقف التي لا يمكن وصفها إلا بكلمة"حنقبازيات".
هي طريقة اعتادها ساستنا, للتفاوض فيما بينهم, أو لتحريك شارعهم القومي أو الطائفي, أو استثارة مشاعر كل هؤلاء, قوميا وطائفيا..بل وحتى عشائريا, لأغراض مكشوفة, ولم تعد خافية على احد.
نتيجة لطيبتنا الساذجة أحيانا, مع خلطة عجيبة من جهل بالحقوق والواجبات, وسلبية اتكالية اختيارية, وعاطفية مندفعة..أنطلت تلك الحيل علينا كثيرا, رغم أننا في عقلنا الباطن نعرف أنها تمثيل مصطنع, مبني على حقيقة صغيرة غلفت بعناية بسلسلة من أكاذيب لا نهاية لها.
تبنى المواقف, وتتصاعد المشاعر وتغلي..فيضيع ما تبقى من محبة وتألف تحت الأقدام المندفعة التي لا تعرف ماهو أصل الموضوع, فيما الساسة وفي جلساتهم الخاصة, يضحكون فيما بينهم, ربما علينا..أو ربما فرحا بنجاحهم في خداعنا!.
حادثة جامع قرية الزركوش في ديالى, جريمة بكل معنى الكلمة, وليست منفصلة عن ما حصل في قاعدة سبايكر, فالدم هو الدم..لكن جريمة سبايكر, مجزرة طائفية بحقد دفين, أثبتت بما لا يقبل الشك, أن هناك من لا يقبل أن يعيش مع الأخر..وهذا لا مكان له بيننا..ولا بين البشر حتى!.
أما حادثة الجامع, فهي حركة :حنقبازية", لكنها دموية..ومن نفذها,هو نفس منفذ جريمة سبايكر, نفس الهمجية, لكن لأهداف لا تتعلق بالحقد الطائفي, أو القومي أو الديني, وإنما لأغراض سياسية تافهة, تتعلق بتثبيت سلطة عصابة شاذة, وبيان قدرتها على الانتقام.
مساكين رواد الجامع المنكوب, فدمهم سيضيع, كما ضاع دم شهداء مجزرة سبايكر..فكما علّمنا ساستنا, في التفاوض يمكن التنازل عن أي شي لأجل..المصلحة العليا!.
ربما سيحصل ذلك,أو تقام حملة لجمع التبرعات لهم, ويعوضون ببضعة ألاف من الدنانير..لكن هل تظنون أن العدل الإلهي, ستضيع عنده تلك الحقوق؟
ولا يعاقب الجناة..وساستنا؟.
مقالات اخرى للكاتب