اافاق سياسيو العراق على ضحيج الشارع الساخط عليهم والمتوعد .... ودخلوا في مرحلة الانذار فبادر الاذكياء منهم بترحيل سرقاته واهله خارج البلد متهيأَ للهروب والنجاة بجلده المتشح بالحرام .... فيما تعلق الاغبياء منهم بحبل احزابهم علها تسحبهم من مستنقع المسائلة ...
المتابع لحركة الغليان الشعبي يلاحظ انها منحت للفاسدين والمفسدين فرصة عمرهم في التخلص او التملص من عار افعالهم الوسخة .... ذلك لكونها لم تأت بغتة فتبهتهم ... انما جاءت على مدى اسابيع ...... الشارع العراقي يغلي ويفور واسهمت المرجعية الدينية في تعئبته سلميا .. بالمقابل انتبه السراق على صرخات الشعب المنكوب بهم .....
فما كان من العبادي الا النهوض من سبات الحكومة فعمد الى اجراءات تحفظ ماء الوجه وتلافيا لغضبة الجمهور الذي كشف عورتها وسلط عليها الانظار ...... فبادر الى نسف الهالة التي احاطت بالاحزاب الحاكمة فاعترف بسوء الادارة السياسية وتبديد قدرات العراق (النفطيه) التي تعرضت ( للفط ) قادة الاحزاب وازلامهم وتصفير خزينة البلاد من ايراداتها التي صح فيها المثل العراقي ( اللي نقر نقر ... واللي طار طار) ...
وبما ان الجماهير استبشرت خيرا بحزم الاصلاح فانها باتت تترقب الايفاء بالوعود ....... والسؤال هو :- ان زراعة الامل سهلة على قائلها ... فهل هي كذلك عند التنفيذ ......؟؟؟؟
ان البلد نخرته افة الفساد من اقصاه الى اقصاه بسبب زمرة لا تعرف الحياء او الخوف من الله .... المحزن بالامر انهم ارتدوا الدين والوطنية جلبابا تسربلوا به وضللوا جماهيرهم بشعارات عريضة في ذات الوقت عمدوا على تجاهل واجباتهم الوطنية والدينية التي تفرض عليهم الانتقال بالبلد من حالة الاحباط الى حالة النهوض .... عكسوها تماما فانتفخت كروشهم من السحت والمال الحرام وافقروا الشعب ....
هل سيتمكن العبادي ان يصلح ما افسدته الاحزاب وزمر المنتفعين ؟؟؟
هل سيتمكن من اخلاء المناصب التحاصصية ليحل محلها رجال اكفاء .... وكما يقول المثل العراقي :- (اعطي الخبز لخبازه ) ؟؟؟؟
هل سيتمكن من اصلاح الفساد الاداري الذي عشعشت فيه خفافيش الاحزاب؟؟؟
هل سيتمكن إرجاع مباني الدولة التي تربعت بها احزاب الحكم والمعارضة ....؟؟
هل سيتمكن من كسر شوكة الداعين الى التقسيم؟؟
هل سينجح في ايجاد قضاء عادل مستقل ( عراقي الهوى) ولا يتاثر يسطوة هذا او ذاك ؟؟؟؟؟
ان الدستور خرج من رحم امريكا فهي التي نسجته وجعلته مفتاح التقسيم والشرذمة .... فهل العبادي قادر على طرح دستور يحفظ للمواطن والوطن كرامته وسيادته ويبعد عنه شبح التقسيم
هل يمتلك العبادي تعويذة يطرد بها ابالسة الطائفية والعنصرية والعشائرية والقومية ؟؟؟؟ لنكتفي بعراقيتنا والتباهي بها ؟؟؟؟ هل ينجح بانتزاع القضاء من مخالب الاهواء والانتماءات
اذا تمكن العبادي من كبح جماح الاحزاب المتغلغلة في جسد الحكومة ونجا من بطشها فان العراق فيه الكثير من اصحاب الكفاءات وكل في مجال اختصاصه فان البلد سيستعيد عافيته وينهض من كبوته بعد ان تسترد الاموال المسروقة ويحاسب كل (حرامي ) امام الملأ .... عشرات المليارات من الدولارات طارت باجنحة قادتنا الذين ءاتمناهم وارجاعها لتصرف على مشاريع حقيقية .... اصلاح القضاء وتطهيره من قضاة يفتون بما تهوى احزابهم
إعادة مباني الدولة التي (كوشت ) عليها احزاب تدرعت بسلطتها ... ومراجعة العقود المبرمة منذ الاحتلال ولتاريخنا هذا .... ومحاسبة شريفة عادلة لكل التماسيح التي نهشت جسد البلد الغالي
العبادي مهمته تكاد مستحيلة لانه منتم لحزب وغرماؤه كذلك ( والسالفة تعبانه) كيف سيمكنه الانفلات من هيمنة حزبه وهل الاحزاب المستفيدة ستبتهج وتبارك ؟؟؟ كلا بالطبع
أذاَ مالعمل ؟ لقد وعد بتعديل الدستوراو طرح البديل .. وعد بازاحة لصوص العراق ومحاسبتهم ... وعد باستقلال القضاء ... وعد باسعاف الخدمات الضرورية والبنى التحتية وعد ووعد ... والجماهير بشوق الانتظار لعراق تختفي فيه خفافيش الفساد ...... الجواب : - ممكن ذلك بعد حظر الاحزاب واعلان حالة الطواريء كما كان نوري السعيد يفعل (انا امزح ) لان الاحزاب هي الاخطبوط الملتف حول جسد العراق لا خلاص منه الا بمعجزة الهية...
ان لم يتمكن العبادي بتمرير (حزم الاصلاح ) قسيكون التكهن بغد العراق مبهما....
مقالات اخرى للكاتب