من بين ماكان يردده صدام حسين في العديد من كلماته ولقاءاته لازمة معروفه إذ كان يقول : (الحمد لله من وصلناكم هذا الحال) !! ...وكان علينا أن نخشى الحسد من(عيون الماتخاف الله ولا تصلي على النبي) ... فقد بلغ بنا الرجل قمم لم نكن نحلم ببلوغها لولا (قيادته الحكيمه) !! , وليس أدل على ذلك من المقابر الجماعيه وأعداد السجناء وسكان المنافي وضحايا الحروب وآلاف المعاقين والأرامل وألأيتام ....ومقطوعي صيوان ألأذن كبدعه عقابيه ربما لم يسبقه لها أي طاغيه , وهي إنجاز مميز يحسب له دون سواه , بهذه وشبيهاتها من المنجزات (الكبرى) كان الرجل يتبجح ويطلب منا أن نلهج بمدحه ونغالي بفروض طاعته وإتباعه ,... وبعد أن تدخلت جيوش العالم بقيادة أمريكا (بشأننا الداخلي) وأزاحته عن صدورنا بذات الطريقه التي تمكن بها (عبعوب) من إزالة الصخره العجيبه .. تنفسنا الصعداء وبدأنا نحلم بغد أفضل , غد ليس من بين مفرداته المدح والثناء ولايكون فيه الفرد وطن , لكن رياح (المهاويل والمخابيل) جاءت بما لاتشتهي سفن الخيرين
فقد تحول( الديموقراطيين) ببركات هذا الثنائي الى (صدامات) تُريد منا إعادة العباده والتابعيه دون منجز يُذكر, صناعتنا خراب وزراعتنا جدب وليس من مصدر للعيش غير (ممية النفط) ...دماء وحرائق وأرض محتله وضياع غير مسبوق لهيبة الوطن وتفكك عرى ألإخاء بين مكوناته ومع هذا تجد (المهوال) يستقبل أي (نكره) من صناعات الزمن (البريمري) بأهازيج المدح وألأطراء حد التأليه أحيانا عند وفوده على أي محفل وقد يقع (المسكين) في شباك (وهم) بأهميته التاريخيه بل إن المهوال قد أصبح موهوما بنفسه لفرط ما أُغدق عليه من مكرمات فتصور إنه أطول قامة وأعلى كعبا ب(معلقات) منتجه (ألأدبي !!) من الجواهري والسياب ومصطفى جمال الدين وغيرهم من قامات الشعر العراقي الخالده , ولو قيل له إن هناك جائزة نوبل مخصصه للأداب لما توانى في لوم لجانها لعدم شموله بها إسوة ب(ماركيز ونجيب محفوظ) ,لم لا ؟ أليس هومبدع (المدح في زمن الكوليرا) ؟ ...
أما (المخابيل) فليس ماشهدته قبل أيام نموذجهم الفريد لكنه بعض مما يفعلون , مشادة بين شخصين لاتدل هيأتيهما إلا على مادون خط الفقر كان أحدهما يدافع عن (س) بصفته أشجع رجال هذا الزمان ويرد عليه ألأخر بأن (ص) هو ألأشجع ولولاه لكان ماكان من ويل وثبور وعظائم ألأمور !!! , تلاسنا وتشاتما وكاد ألأمر أن يتحول الى قتال بألأيدي ستعقبه بالضروره ال(بي كي سي) ومشتقاتها لولا لطف الله وتدارك العقلاء من الحضور ... العجيب إن أحدهما أتى على ألأخر بكل المفردات الموجعه الجارحه دون أن يمس أي منهما صنميهما المثيرين للعراك !!! , ذكرني موقفهما ب(حماده) الذي كان يعمل (حمالا) في محل أحد تجار الشورجه في ستينيات القرن الماضي , كان بريء طيب يحترم ولي نعمته حد التقديس وحين بلغه نبأ موت ذلك التاجر المسن , ضرب رأسه بالجدار ومزق ثوبه المهلهل ولطم على صدره وهو يصرخ (أني ضعت أني ضعت .. لعد شبقه بيها الدنيا , لكم عمي الحجي مات وممشتري القصر اللي راد يشتريه بألأعظميه !!) إقترب منه أحد زملاء المهنه وهمس بإذنه : (حماده يرحمه الأبيك هوعمك لومشتري القصر يسكنك بيه ؟ متكولي شبيك خابص نفسك أنت عايش بالعربانه اليوم عنده باجر عند أبنه أشو تخبلت بلا داعي) .... ذُهل حماده من هول ماسمع , فهل يُعقل إن هناك من يلومه على فعل مافعل , إعتقد إن الشيطان قد تلبس ذلك الرجل الذي همس بأذنه ... فلا يمكن أن يكون هناك إبن أنثى في كوكب ألأرض لايحزن لعدم شراء الحاج لقصر ألأعظميه .
مقالات اخرى للكاتب