Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
البجعة العفيفة
السبت, كانون الثاني 2, 2016
خالد القشطيني

أشرت في مقالتي السابقة إلى خيانة اللقالق٬ وكيف أن الإنجليز يعتبرون نزول لقلق على البيت شؤًما ينذر بخيانة زوجية. هذا نادر في عالم الطيور. فالمعتاد فيها الإخلاص ودوام العلاقة الزوجية. يبلغ هذا الإخلاص أوجه في طيور البجع.. تلك الطيور التي تقضي جل حياتها تسبح على سطح الماء شامخة برقبتها الطويلة ومنقارها الأحمر الدقيق وريشها الأبيض الناصع. ولهذا فكثيًرا ما سميت بالطيور الملكية. وبالفعل يعتبر كل البجع في بريطانيا ملك الملك والملكة. ويعاقب من يمسه بسوء شر العقاب. إنها الطيور الملكية. وردت أساطير كثيرة عن عفة البجع والبجعة. يقال إن البجعة إذا مات زوجها تلتزم بالحداد طيلة عمرها. تنطوي على نفسها. ويقال إنها في الأخير تغني أغنية شجية وتموت. وهكذا يصف الأدباء والفنانون آخر عمل رائع ينتجونه بأنه كان «أغنية البجع» من لدنهم. شهدت مثلاً رائًعا من هذه العفة البجعية أثناء عملي في الـ«بي بي سي» في كفرشم. وكانت كفرشم قصًرا تاريخًيا تحيط به غابة كثيفة من الأشجار والأزهار٬ وأمامه بحيرة جميلة اعتاد زوج من طيور البجع العيش عليها أو بجوارها. كثيًرا ما كنا نرمي إليهما بالخبز والكعك فيسبحان نحوه ويأكلان وينظران إلينا شاكرين.. وهل من مزيد؟! مثلما عاش هذا الزوج من البجع في غابة كفرشم كانت هناك أزواج من الأحياء الأخرى٬ أرانب وثعالب وضفادع ونحو ذلك. ويظهر أن ثعلًبا من الثعالب لم يحترم حرمة الجوار٬ فهجم على البجع الذكر وقتله وأكل لحمه بعد معركة غير متكافئة. رأت الأنثى ما حصل لزوجها فانكفأت على نفسها وتراجعت إلى زاوية مطلة على البحيرة. قضت الأيام التالية تقف على الشاطئ وتنتظر عودته٬ ثم تعود لزاويتها٬ تجلس وتلقي برأسها على ظهرها وتغمض عينيها دون أن تأكل أي شيء مما نلقيه لها. بدأ النحول والضمور يدب عليها وتقضي جل يومها نائمة خائرة. لكنها استفاقت فجأة٬ وقفت على رجليها وسارت نحو البحيرة. «أبشر!»٬ هتف القوم واستبشروا خيًرا بها. لكنها لم تنزل للماء٬ وإنما سارت الهوينى٬ وئيدة متثاقلة نحو موقع المقتل. ما زال هناك شيء من بقايا زوجها٬ شيء من عظامه وجلده. تقدمت نحوها٬ وراحت تحفر فيها بمنقارها ومخالبها: «انهض يا حبيبي!.. قم.. فحبيبتك تنتظرك٬ والبحيرة تنتظرك.. والحياة ما زالت نضرة»!.. ولكن هيهات. ومن مات قد فات. أدركت البجعة ذلك وعادت إلى زاويتها. لا فائدة. لا بد أن نجد لها ذكًرا. اتصلنا بمكتب البجع في البلاط الملكي: «أوه! هذه مصيبة. بجعة أرملة!».. لكنهم بعثوا رجلاً خبيًرا ومعه بجع ذكر شاب وراح يقدمه إليها بأناة وبدبلوماسية٬ ولكن دون جدوى. راحت تنفخ بوجهه كلما قطع خطوة نحوها٬ وأخيًرا انتفضت وهجمت عليه بمنقارها.. «ابعد عني!.. واحترم حالتي». جدد الرجل المحاولة في اليوم التالي حتى يئس من مسعاه وعاد من حيث أتى. مرت أيام وشاع الخبر في كفرشم٬ لقد ماتت البجعة الأرملة ولحقت بزوجها.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45561
Total : 101