تحدد تصاريح السادة المسؤولين أفكارهم و معتقداتهم التي تصل الى أسماع الناس، وهناك كم كبير منهم من يتلاعب بضمائر المواطنين ويحاول كسب ودهم بدهاء سياسي محنك كونهم أصحاب خبرة في التعامل مع شعب انتهك وتم تدميره بالكامل.
لقد وظف الساسة طاقاتهم لمصالحهم الخاصة زاعمين انها تحقق منافع عامة بوعود مؤجلة وإخفاقات أوجدت لشعب يريد أن يحيى بعدالة ويسترد حقه الذي غبن فيه، فكانت ديمقراطية من نوع جديد مفصلة على مقاسات من وضعوها لتجلب النفع الكبير لهم من دون الآخرين من أبناء الشعب المضطهد الذي يعاني الويلات وينتظر الرحمات.
لقد مضى أكثر من عشر سنوات مورست خلالها أكبر عملية تزوير ضدنا عبر كلمات وعبارات مصفوفة ووعود زائفة تأتي من ساسة متمرسين بحرفية، حتى وصل الأمر الى تجزئة الشعب وجعلهم متضادين بعدما استعرض الساسة قوتهم من أجل الحشد الجماهيري.
لقد وجد في العراق الجديد عباقرة كبار في التدليس والتحريف يستحقون بجدارة هذا اللقب وهم سلاطين الكذب واسياد الشرح والتضليل والتبرير ، حتى باتوا يمررون عبر وسائل الأعلام اكاذيب ليس لها صلة من قريب او بعيد بالواقع وعبر ايجاد اثر ولو ضئيل لدعّم ادعاءاتهم , فهي مجرد اتهامات باطلة وعارية عن الصحة ومستوحاة من الخيال الطائفي الخصب ، أكاذيب لايمكن إثباتها او نكرانها وهذا غير متوفر في وطننا بعد ان دمر الوطن ثقافيا ومعرفيا وانتهت البنية التحتية له.
ومازالت هناك اعتقالات عشوائية تمارس ضد المواطن البسيط اضافة الى السب والشتم الذي تمارسه تلك القوات على الدين والهوية وتعتقل الابرياء بجريرة المجرمين ما ادى الى حدوث شرخ في النسيج الاجتماعي ، وتصاعدت وتيرة حملات الاعتقال ذات البعد الطائفي مع ردات الفعل بتأثير التصاريح التي يتعرض لها المواطن العراقي .
ونحن نقف هنا ونتسأل ، متى يقتص الشعب من هؤلاء المهرجين وتجار الكلمة بالدم العراقي ؟ حتى ضاعت مفردات الحياة والتعايش السلمي مع ان مجريات الاحداث تشير وبما لايقبل الشك بالضد من ذلك ؟ .
ولما نعيشه اليوم من انتعاش جديد للتهاريج والاكاذيب استغلت بشكل بالغ القساوة فولد عداء حاد لمكون مهم في المجتمع في إشارة الى اجواء الخوف التي خلقتها الحكومة واستثمرتها التنظيمات والمليشيات المسلحة .
والحقيقة التي لابد ان نتذكرها كل يوم ونحن نفكر بالمفارقة التي تدور حولها الأخطاء والخطايا ، لأن الاخطاء الحكومية صارت اخطر على العراقيين، من أي مؤامرة قد يحوكها الخارج.
ولذلك فإن الوقت يبدو مناسباً لشريحة واسعة من المحللين، للتعامل وبدقة مع الوصف الحالي، ذلك لأنه خارجٌ اليوم عن مطالب عقلاء الطائفة، الذين يشعرون بأنها من يورطهم في معارك مجانية مع بقايا الشعب لينسوا وينشغلواعن كل الفشل في خطط الانفاق والتنمية، فعل الجميع ممن يستخدمون ألسنتهم ان لاينسوا التجارب السابقة ويضعون نصب أعينهم ان كل كلمة تسجل عليهم ويجب ان تعود المياه مهما طال الزمان وان للسان عورة يجب ان تصحح وان لا ينسى ان الحياة دولاب واليوم هو في اعلاه وغدا لابد ان يكون في اسفله. ولقد صدق الشاعر حين قال:
لسانك لاتعب به عورة إمرء .. فكلك عورات وللناس ألسن
مقالات اخرى للكاتب