والله دماؤهم حمر نقية كما هي دماء كل شهيد، واطفالهم ايتام كما كل طفل فقد اباه، ولهم كما الجميع امهات تبكي واباء تفر منهم دموع الرجال، نساؤهم يرتدين السواد ويبكين الثكل.انتصارتهم لا تنجز بسهولة، فيها ايضا رصاص وصواريخ، ومنهم اسرى يتعذبهم وحوش داعش، ومنهم معاقون يمشون باطراف صناعية.لم نجد صوتا يعزينا بشهيد، ولم نجد مهنئا بنصر، الذين عزوا وهنأوا مسؤولون غربيون، لكن عراقيين كثر وكثر جدا لم يريدوا ان يعزا، رغم اني اؤكد ان عائلة شهيد كردي ستفهم”انا لله وانا اليه راجعون” دون ترجمة، فالمشاعر الصادقة تتجاوز حاجز اللغة، مثلها مثل السعادة بنصر لو باركوه لنا ولانفسهم.فمثلما جرت التهنئات المتتابعة بفريق الوطن الكروي بالفوز، ومثلما تسارع المستشارون الصحفيون للنشر السريع العاجل رغم الانشغال بالحرب، فان عين اولئك يمكن ان يكونوا بموقع صحيح من الحدث فيعزون بشهيد يحمل سلاحا وبلا مقابل ليقتل وحوشا تشرب الدماء مثل داعش لقتلها او تقتله، ثم ليخرج علينا صوت نشاز لا يعرف الا الشتائم و التخوين.ان عزيتمونا فستخففون المصاب و ان لم تعزوا فنحن نحمل مصابنا ومصابكم طالما ان انفونا تشم الهواء و تستقيم شموخا دون ان نصعر خدا لاحد.وان هنيتمونا بالنصر نزداد املا، وان رفضتم التهنئة فنحن ننتصر لاننا تعودنا النصر او الشهادة. المهم ايها الاخوة، العزاء ليس حراما ولا عيبا، والتهنئة ليست بدعة.
والسلام.
مقالات اخرى للكاتب