بعد ما شاء القدر بوصول (نخبة) سياسية الى سدة الحكم و استطاعوا ان يبدعوا في احداث الازمات لهذا البلد المنهك و ارتفاع غير منطقي في الرسم البياني لحساباتهم المالية الخارجية و الداخلية خلق لدينا جيلا واعدا لتكملة مابداته هذه النخبة و بشكل مشرعن باعتبار ان تلك النخبة كانت عند الشارع العراقي هي الامل الموصل الى الرفاه الحياتي و الفوز الاخروي لكنه تفاجئ بان سرقة المال العام ليس عندهم بحرام كما كان يعتقد بل هو مباح، لذا اليوم يحاول الكثيرون ممن لم يصلوا الى حكم او سلطة او قيادة جاهدين نحو بلوغ القمة مهما كان الثمن لينهل من خزينة الدولة التي حُرم منها خلال عهدي صدام و الدعوة الاسلامية. لذا اليوم كل محروم في الخارج او الداخل ينتظر الفرصة ليقضم قضمته من هذه الكعكة فالتخسا المبادئ و لتسقط الاخلاق لان اصحاب المقال السابقين الذين كانوا يوجعون رؤسنا بخطبهم الرنانة باسم المبادئ المزعومة هم اليوم اول الراكضين نحو السلطة و جلب الثراء لهم و لمن دار حول فلكهم فلِم ابقى الوحيد المتمسك بتلك الشعارات و هذا لسان حالهم فلا تستغرب فقد اكون انا او انت ايضا من المنتظرين. اذن المحرومون تحولوا الى بطون تغلي فيها نارا بما سرقوه من المال العام و ملعونون دهرا لما اصّلوه في طرق النهب المشرعنة لهم و لاصحابهم و لابنائهم. كما انهم تجاوزوا كل الخطوط الحمراء و المبادئ التي كانوا قد تواضعوا عليها فلم يعد لديهم هما سوى رغباتهم العاطفية و المالية و الساحة خير شاهد على حجم الفضائح التي نسمعها و نراها فها هم اليوم انصار الحكومة كشروا عن انيابهم ضد اي شخص مهما كانت مكانته بمجرد انه حاول ان يصحح مسارا هم لم يروه بسبب العمى الذي اصابهم تحت شعارات رنانه و قد عوضت الخطوط الحمراء بخط واحد هو المالكي لانه املهم في سرقة المال العام الذي كانوا يقولون انه ملك الشعب بل جعلوه ملك الحزب الواحد لان الشعب الظاهر اختزل بالدعوة و ان لم ينتموا كما كان سابقا شعارا دون تطبيق. فيا محرومي العراق لا تتعجلوا الثراء على حساب الاخر فانه زائل لا محال لان المثل الشعبي القائل (( مال اللبن للبن)).
مقالات اخرى للكاتب