البصرة مدينة تغفوا في اقصى الجنوب تحت ألسنة الماء المالحة , بين حرمان وخيرات متناثرة تسرق من تحت اقدام اهلها , مدينة لطالما قطعت من جسدها لتطعم كل العراقيين أن الوقت لرد الجميل لها وان تعاد الحياة لنخيلها من وقف ميتاّ لم ينحني , مظلمة كبيرة عليها لأن من يعطي يختلف عمن يأخذ، الوقت حان كي تحظى البصرة بجزء من خيراتها، مشروع البصرة عاصمة اقتصادية لم يأتي من خلفية سياسية وانما جاءت ايمانا من ان الواقع الاقتصادي في العراق اذا ما اريد له النهوض فلا بد ان يبدأ من البصرة، تجارب الدول التي حققت طفرة نوعية باقتصادها وذلك باعتمادها على مدينة ذات عمق استراتيجي، وهي تمتلك هذا العمق الاستراتيجي والتنموي، ومكانتها كونها المنفذ المائي الوحيد للعراق وأحتوئها على 80% من المخزون النفطي العراقي ومخزون غازي كبير وبتوفيرها نسبة 70% من الموازنة العامة للبلاد و نسبة سكانية عالية بما يقارب 3 ملايين حسب تقديرات عام 2010 م , وحدود ادارية مع ثلاث دول مجاورة مع ايران و السعودية والكويت وحدود داخلية مع ميسان وذي قار والسماوة .
ميناء العراق الأوحد، ومنفذه البحري الرئيسي، تزخر بحقول النفط الغنية ومنها حقل الرميلة وحقول الشعيبة وحقل غرب القرنة وحقول مجنون ونهران عمر ، وبحكم موقعها حيث تقع في سهول وادي الرافدين الخصيبة، فإنها تعتبر من المراكز الرئيسية لزراعة النخيل ( التمر ) بشكل رئيسي والرز، الشعير، الحنطة، الدخن بشكل ثانوي، كما تشتهر بتربية قطعان الماشية، تقع على أرض اما سهلية رسوبية اوصحراوية. ،
للبصرة أسماء كثيرة سميت بها وذكرت بأمهات الكتب، فمن ذلك كان تدعى بالخريبة قبل الفتح الإسلامي (بسبب وجود مدينة قديمة خربة قريبة من الموقع)، وبعد بنائها سميت بأسماء كثيرة منها أم العراق، خزانة العرب، عين الدنيا، ذات الوشامين، البصرة العظمى، البصرة الزاهرة، ثغر العراق الباسم، الفيحاء، قبة العلم، كما تدعى الرعناء وذلك لتقلب الجو فيها أثناء اليوم الواحد وخاصة في فصل الربيع، وتجمع مع الكوفة بالمصرين، إذ أن كل من البصرة والكوفة كانتا تعتبران أعظم أمصار العالم الإسلامي بدون منازع - قبل بناء بغداد - كما تجمع مع الكوفة أيضاً ويطلق عليهما العراقيين أو البصرتين.
· أما معنى اسمها الحالي فقيل فيه الكثير من الأخبار منها : الأرض ذات الحجارة الصغيرة فقد قال الأخفش في البصرة :حجارة رخوة إلى البياض ما هي وبها سميت البصرة. وردها يعقوب سركيس إلى السريانية وقال أنها تعني الأقنية أو باصرا (محل الأكواخ). وقيل انها سميت بصرة لأنها كانت تقع على مرتفع من الأرض حتى كان من يقف في ذلك الموقع يستطيع أن يرى ما حوله,توأم البصرة فينيسيا - ايطاليا , باكو - اذربيجان , جيمستاون وفرجينيا وتكساس وهيوستن - امريكا , دبي – الامارات , ألوسان - كوريا الجنوبية
وكل هذه المعطيات والامتيازات تؤهل مشروع البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق الذي يمهد لانطلاقة اقتصادية عراقية تبدأ من محافظة البصرة، هناك امور غير طبيعية تقف امام مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ولكن بدأت في الحركة الفعلية والمنتظمة مثل التقاطعات السياسية وعدم تمريره في مجلس الوزراء لأجل غير مسمى , المشروع يتكون من قسمين الاول البنى التحتية للمشروع العمراني والثاني المكانة الاقتصادية لهذه المحافظة في العالم والذي على اساسه اختيرت بأنها العاصمة الاقتصادية, ويمثل جزءا من رد الجميل لهذه المحافظة المعطاءة، ومن الضرورة اللقاء الوطني عند هذا المشروع والانطلاق منه بعيدا عن المزايدات، وعلى كل من له رأي من المختصين والمثقفين ووسائل الاعلام الى انضاج المشروع ودفعه الى الامام, لكون البصرة دفعت بالتضحيات الكثير ولا بد من رد الجميل لها .
مقالات اخرى للكاتب