الاخراج ليس مجرد كاميرا في اليد او لحظة توثيق لمحيط من خلال الصورة انما رؤية فنية تحتاج الى ذكاء وبراعة في ترجمتها من خلال عين المخرج او المصور لا يمكن ايصالها الا من خلال الفهم الدقيق لتبعيات تلك اللحظة او الحالة التي يراد انعكاسها للجمهور,ليس من السهل تصديق كل ما يمكن رؤيتها من خلال الكاميرا الا اذ كان صاحبها صادق في التقاطها...لدي نموذج حي لمخرج شاب لم يسمع صوت العادات والتقاليد التي كبر من خلالها ولا يلتفت الى مجتمع محافظة لا يتحمس لهكذا فنون الا ان ايمانه بموهبته واصراره  وصدقه مع نفسه تخطى الحواجز والقيود والصعوبات الاجتماعية والمادية ليكون واحد من ابرز لجان التحكيم الدولية للاخراج السينمائي ..نوزاد شيخاني  مخرج عراقي كوردي من قضاء الشيخان مقيم في المانيا منذ العام 1997,حاصل على شهادتين بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة صلاح الدين في أربيل ودبلوم في الاخراج وصناعة الفيلم من اكاديمية ماكروميديا في مدينة ميونخ بألمانيا,وفي حوار مع نوزاد عن بداياته,اجاب قائلاً:    بدايتي الفنية كانت منذ صغري بسبب تأثري بمسيرة والدي الفنية نظراً ان والدي باحث تاريخي ومختص في شؤون الايزيدية قد زرع فينا حب الفن والانسانية أينما كانت وتوثيق تاريخ الآباء والأجداد بالصوت والصورة  مما ترجم هذا الحب الى اقتحام عالم السينما وتحقيق الإنجازات في المحافل الدولية,وبالحديث عن الصعوبات التي واجهها خلال مسيرته الفنية حيث بدا بمقولة  برناردشو (غزارة في الأنتاج وسوء في التوزيع) انا مشكلتي هي غزارة في الأعمال الفنية والنشاطات الدولية والأفكار والمشاريع الفنية التي اتحملها على نفقتي الخاصة دون اي دعم من أية جهة,ولا شك  ان اي عمل فني يكون مكلف كيف اذا  كان الحال في انتاج فيلم سينمائي طويل يتم تصويره في دولة أجنبية بعيدة وكثرة السفر الى مواقع مختلفة  والمشاركات العديدة والسعي من اجل تحقيق إنجازات دولية في مهرجانات الافلام السينمائية,فان من اهم الصعوبات التي واجهتني هي النفقات المادية التي تكلفني خاصة لا نجد في العراق هناك مؤسسات تدعم العمل السينمائي ,وهنا دائما اطرح على نفسي هذا السؤال , الى متى سأتحمل عبء هذه النفقات لوحدي دون اي دعم مادي ولوجستي من الوطن والمجتمع الذي انتمي اليه.  أليس جل أعمالي من اجل الفن وخدمة الانسانية وتمثيل الوطن بافضل صورة في المحافل الدولية؟            واضافة بصمة ابداع على السينما الكوردية من خلال انتاجي واخراجي لفيلم الروائي الطويل "تورن" في جورجيا وهو انتاج اول فيلم سينمائي ايزيدي؟ وخلال الحوار سالته عن مدى اهمية تواجده في لجنة التحكيمية للافلام السينمائية في المهرجانات الدولية ,اجاب مشكورا انه اول مخرج سينمائي ايزيدي على مر التاريخ تختاره مهرجانات الافلام الدولية ان يكون رئيسا للجنة التحكيم وعضوا في اللجنة المشرفة على المهرجانات الدولية لاكثر من سبع مرات والبقية تاتي والتوفيق من الله.  اما عن ماهية اختياره الاخراج وخاصة العمل السينمائي,ولم اتفاجئ باجابته حيث قال:روح القيادة كانت ملازمة معي منذ نعومة أظافري ،هكذا نشأت وهكذا تعلمت من الحياة ولهذا كنت متفوقاً دائماً في دراستي تأهلت ان أكون مهندساً لكن روح الفن وصناعة الافلام كانت لا تفارقني أبداً لذا تابعت دراستي الفنية في بغداد وأكملتها في المانيا وتفرغت تماماً للإخراج. اما لماذا العمل السينمائي؟ السينما هي الفن السابع التي تتربع على عرش الفنون وهي سحر الجمال في الحياة ومهما بلغ الفيلم في تصوير الحياة لكن تبقى السينما هي رؤية للواقع واللغة الجميلة التي تفهم معانيها جميع الشعوب.  تكلم عن اهم الانجازات التي قام بها وهو انتاج واخراج الفيلم الروائي الطويل ”تورن" الذي يحكى عن أصالة الآباء والأجداد من خلال تلك القيم والأعراف المتجذرة في التاريخ والتراث والدين وبالتالي الى ولادة صناعة السينما الايزيدية,وايضا اختياري عدة مرات رئيساً وعضواً في لجنة التحكيم لمهرجانات سينمائية دولية عديدة, كما كان لي الشرف ان أكون المصور الشخصي للسيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق في الكثير من جولاته الاستراتيجية في اوروبا وأميركا. ومن مؤسسي رابطة السينمائيين الاكراد في اوربا وصاحب فكرة اتحاد السينمائيين العراقيين والمغاربة (قيد التنفيذ), اما عن المشاركات قال: مشاركاتي في مهرجانات الافلام الدولية متنوعة ما بين رئيس اللجنة التحكيمية وعضو في اللجنة المشرفة على المهرجان وضيف شرف وكمقدم لورشات عمل دولية في مجال الاخراج السينمائي اضافة الى المشاركة في العديد من الندوات السينمائية الدولية,ولم يختصر الامير على ذلك فقد حصلت على جائزة احسن ثاني فيلم من قبل اكاديمية ماكروميديا الالمانية. وشهادة تقديرية من فضائية كوردستان وجوائز عديدة من المهرجانات الدولية منها تتعلق برئاستي للجنة التحكيمية ومنها ما يتعلق بالنزاهة والاداء المتميز واخرى من خلال عضويتي في الاشراف على بعض المهرجانات الدولية واخرى خاصة بورشات العمل السينمائي وتم تكريمي بشهادة تقديرية من قبل مركز لالش الثقافي والاجتماعي في المانيا بالاضافة الى شهادة تقديرية في الهندسة من خلال المشاركة في التصميم والاشراف على بناية تكوين الطاقة في تونس العاصمة ثم جزيرة جربة السياحية في تونس,اما عن جائزة الاخيرة جاءت من منافسة محلية كبطل اقضية محافظة نينوى في الشطرنج وبطل محافظة نينوى وبطل الثالث على العراق.   وفي ختام الحوار تكلم عن اخر مشاريعه والتي تتضمن مونتاج والموسيقى التصويرية لفيلم الروائي الطويل "تورن" وتوزيعه وعرضه في صالات السينما في اوربا وامريكا والدول العربية اضافة الى اقليم كردستان العراق واشراكه في مهرجانات السينما الدولية, بالاضافة الى مشروع ملحمة سنجار وهو عبارة عن عمل فني ضخم يتكون من فيلم قصير مع سمفونية وفيديو كليب,العمل من إخراجي بينما كلمات  الشاعر الغنائي المعروف أديب جيلكي و ألحان الموسيقار العالمي دلشاد محمد سعيد و  فيلماً روائياً جديداً تحت عنوان ”نجوم لالش“ ونحن الان في مباحثات مع جهات رسمية من اجل تسهيل مهمتنا في تنفيذ هذا العمل السينمائي الكبير كما هناك مشاريع سينمائية وفنية اخرى في طريق التنفيذ.   نموذج رائع لشاب عراقي اعتمد على امكانياته المادية والمعنوية لايصال حلمه الى العالمية وتمثيل الفرد العراقي باحسن صورة في المحافل الدولية.