رغم أن تعاليم ديننا الحنيف تُوجب علينا التفائل ، حيث الحديث الشريف : ((المؤمنون متفائلون)) ، ورغم ان الشعب بحاجة لمن يأخذ بيده ويضعه حيث التفائل ، ورغم ان السياسيين في ظاهرهم دائماً متفائلين ويُكذّبوا على بعضهم البعض ، ورغم انّي أتمنى صادقاً من كل قلبي أن أكون مخطئاً هذه المرّة . . . لكن . . أسألكم ، هل يختلط الماء بالزيت عند الخلط ؟؟؟؟
أرى اليوم أن الوضع السياسي العراقي أصبح بأقطابه وزعماء الصدفة فيه ، قد أصبحوا مثل الماء والزيت ، لايمكن لهما أن تتجانس مكوناتهم مهما حاولنا وحاولنا ، لأن القاعدة الكيمياوية لكل من المركبين تتنافر مع الأخرى ، وهذا ماقصدته اليوم بعد أن شاهدت دولة الرئيسين المالكي والنجيفي ، يُصافح أحدهما الآخر بيد ، ويحمل سكيناً بالأخرى متربصاً لينقض على غريمه ليطعنه ويُزهق حياته باليد الاخرى .
لقد خرجت إمكانية السيطرة على الموقف من الطرفين ، حيث التدخل الخارجي ، والمال السياسي ، والخوف من المجهول ، والأجندة الإقليمية التي ترتبط بخارطة الشرق الأوسط الجديد ، وإنعدام الثقة ، ومفاهيم الإستعمار الحديث الذي يغزوا الشعوب من داخل مكوناتها ، ومصلحة الكيان الصهيوني وتأثيره على القرار الدولي ، كلها مجتمعة جعلت الحل شبه مستحيل ، حيث إستفحل الخبيث بالجسد العراقي .
ففي عالم الطب يكون آخر العلاج هو البتر ، للتخلّص من إنتشار المرض الخبيث ، ونحن اليوم مُطالبون ببتر كل من ركب الموجة وعلى فيها لنفسه وجماعته ، لنُبقي باقي جسد العراق سليماً معافى قبل أن يتغلغل به المرض الخبيث .
سيُحاول البعض ان يلبس لباس الحكمة بعد إجتماع أمس لكنه سيجد أن هذا اللباس قد ضاق عليه وأصبح خانقاً له ، وسرعان ماسيخلعه ليتنفس من جديد ، ويبدأ معركته الجديدة .
وسيبقى الحل كما نرى بيد الشعب العراقي الذي عليه واجب التغيير في الإنتخابات القادمة ، وإلّا سيبقى الأمر على ماهو عليه ، ويبقى كل فريق متخندق بطائفته وقوميته وحزبه ، ويبقى اولاد الخايبة من الابرياء والفقراء ينزفون دمهم ضريبةً لبقاء قادة الصدفة في مواقعهم ، وتبقى الدولة شبه دولة ، ويبقى من فيها أشباه رجال ، يتسابقون بالسيّئات والمنكرات ، او سنبقى نتأمل زائر فجر جديد يدخل القصر الجمهوري ، ليذبح به من يذبح ، ويهرب منه من يهرب ، ليُطلّ علينا صبح جديد نستمع به للبيان رقم واحد .
والله من وراء القصد .