الجنرال وفيق السامرائي لاني قلت له انه ينتمي الى عسكرتارية الدولة التي قادت صدام الى كل حروبه الخاسرة وتسللت الى المالكي وحولته من رئيس وزراء مدني الى مارشال عسكري يفرض كل خيارته بقوة العسكر لإخضاع كل خصومه السياسيين حتى اصبح الكرد في اعلى يد ، وانتقض السنة ونمت داعش حتى أصبحت اكبر الإخطار التي تواجهها البشرية في القرن الواحد والعشرين اتهمني ايضا بأنني أمرر أجندة داعش .
حسنا سيدي الجنرال اسمع انت والمدعشين أمثالك : والله ان قطرة دم جندي عراقي يقاتل لأجل الوطن تساوي عندي رأس أمير مجرمين داعش وكل من يشاركه المنطق بكل اتجاه بالرغم من انه بامرة قيادة تتملكها شهوة السلطة والانتقام تضعه في حروب لا ينبغي ان يكون فيها ، لكني من معايشتي لتجربة عراق ما بعد ٢٠٠٣ أدرك يقينا ان تدعيش الارض سيدخلنا في مأزق لن نخرج منه ابدا وسيترك مآسٍ لن تنتهي حتى بتقسيم الوطن الى أشلاء لن تلتأم ، وجراح لن تندمل ابدا
داعش سيدي الجنرال لم تعد تشكل اكثر من ٥٪ من المسلحين وان كان لها من الفعل القتالي ما يفوق ٦٠٪ واكثر منه بحكم شهوتها للقتل والخراب واستثمار الاحتقان الطائفي الذي صنعته سياسات تفتقر للحد الأدنى من الحكمة وبعد النظر وانا مسؤؤل عن هذا الكلام
معايشتي للتجربة العراقية وستراتيجية بترايوس في إنقاذ العراق من الحرب الاهلية التي كادت ان تودي به بعد ٢٠٠٦ تجعلني أصر ان الحل الوحيد في العراق هو التفتيش بدقة عن كل المسلحين الآخرين غير داعش والاستعداد بحكمة وشجاعة لإيجاد مقاربة سياسية معهم لأجل ضمان انخراط البيئة القلقة المتحالفة مع داعش صراحة او ضمنا في حرب محتمة معها مستقبلا او على الأقل إبقائها محايدة في هذه الحرب التي لم تعد خيارا عراقيا فحسب وانما خيارا محتما على المجتمع الدولي كله وكل القوى الإقليمية بالرغم من كل تقاطعها في المصالح والتوجهات ..
سيدي الجنرال انت تقول انك اكثر المتضررين من الوضع السياسي الراهن بالرغم من انك لاتزال تتقاضى مخصصات مستشار في رئاسة الجمهورية مقدارها عشرة الآلاف دولار أميريكي شهريا عدا نقدا ، لكني انا الذي اتهمت عشر سنوات كاملة بالتشيع والخيانة ليس جديدا علي ان اتهم باالداعشية منك ومن عمتهم حمى الطائفية عن تشخيص العلة ومعالجتها علاجا حقيقيا لا يهمني ما تقولون طالما اني لا ازال وفيا لوطني ودم ابنائه من أقصى حدود الشمال لأقصى حدود الجنوب .