إن كان فى وسائل الاعلام ما هو مميز دائما ، فسيبقى الاعلام الرسمى المصرى هو المستحوذ على هذا اللقب قديما وحديثا ، فمصر الرائدة فى مجال الاعلام البصرى والمسموع والمقروء قديما ، مازالت أيضا فى الريادة حديثا .. لكن بشكل مغاير تماما على ما كانت عليه فى الماضى !
هذا التميزالفريد والغريب لا يقتصر فقط على ما يتم إذاعته فى كثير من الأحايين (جمع: أحيان) من أخبار لا تتصل بالحقيقة من قريب أو بعيد ، أو يقوله مراسلو التلفزيون أو الاذاعة فى إتصالاتهم من مواقع الحدث ، والتى يبدو على البعض منهم أحيانا من كلامهم أنهم فى مواقع أخرى غير أماكن الأحداث ، حتى المتصليين من السادة المشاهدين لا تتفاداهم الغرابة .. ولعل أحد أشهر المتصلين بالتلفزيون الرسمى المصرى هو "تامر بتاع غمرة" ، والذى بات من ايقونات التضليل والزيف الذى مارسه التلفزيون المصرى بحق المتظاهرين وثورة 25 يناير !
لكن إن قلنا أن المذيعين والمراسلين وكل أهل مهنة الاعلام الرسمى هم مجرد موظفيين فى الدولة ، وينفذون ما يؤمرون به ، و لو إفترضنا جدلا أنهم أيضا لا دخل لهم بشأن المتصلين من المشاهدين وما يعبرون عنه من أراء ، فإن ثمة شئ باقى يمكن التحكم فيه ولو بالقدر اليسير ، وهم ضيوف البرامج والفقرات ، صحيح ان هناك قوائم طويلة للممنوعين من الظهور فى الاعلام الرسمى ، لكنى أقصد هنا أنه حتى المسموح لهم بالظهور يتفوهون بما لا يفقهون ، وإن فقهوا فإنهم يقولوا ما لا يتقبله عقل أو منطق .
فى لقاءها على شاشة التلفزيون المصرى الذى يموّله الشعب من أموال ضرائبه ودخل الدولة القومى ، خرجت المستشارة "تهانى الجبالى" لتفجر مفاجأة .. أو كما وصفتها "هدية" الى الشعب الامريكى ، وهى : ( ان شقيق الرئيس الامريكى الغير شرعى "قبل أن تصححها الى: الغير شقيق" هو أحد مهندسى الاستثمارات للتنظيم الدولى للاخوان المسلمين ) ، ولهذا السبب الوجيه فأمريكا لا تريد مواجهة هذا التنظيم حتى ألان !
ما يثير الاستغراب فى الامر هو : كيف لوكالة الاستخبارات الأقوى والأوسع انتشارا فى العالم (سى آى أيه) أن تغفل أمر كهذا يخص رئيس دولتهم ؟ ، بل كيف لوسائل الاعلام الامريكية ذائعة الصيت والبارعة فى التقصى أن تفوّت أمر كهذا دون أن تدرى به ؟ ، وكيف للشعب الامريكى أن يعيد إنتخاب أوباما للمرة الثانية مجدداً الثقة به ؟! .. من المؤكد أن الحزب الجمهورى كان يتمنى لو أن السيدة الجبالى قد أعطتهم هذه "الهدية" مبكرا بعض الشئ حتى يستغلوها فى كبح جماح أوباما وإلحاق الهزيمة به ، لكن يمكنهم تدارك الأمر بإعطاءها عضوية شرفية لحزبهم .. فقد تفيدهم كثيرا فى المستقبل بمثل هذه الهدايا النادرة !
لكن ما يلفت النظر فى حديثها ، و ربما كان ليمثل المفاجأة المدوية و الصدمة الحقيقية للشعب الامريكى الطيب المضحكوك عليه من قِبل أوباما وحزبه .. هى أن أخو أوباما "غير شرعى " .. لكنها تداركت هذه النقطة وصححتها .. فهو أخ "غير شقيق" فقط ! ، و ربما لهذا تنفس الصعداء كثيرُ من الأمريكيين .. بعد أن تم التصحيح ، وعلى وعدٍ بمزيد من الهدايا سينتظرون !
مقالات اخرى للكاتب