Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المحكمة الشعبية-4
الأربعاء, أيلول 2, 2015
فخري مشكور

على باب القاعة تجمّع الناس لقراءة اعلان من هيئة المحكمة يعلن فوز عدد من القانونيين باختبار الذكاء في دراسة تقرير مجلس التحقيق العسكري لمعرفة الضابط الرفيع الذي خَطَف الشاب المراهق عبد الله، والمؤتمرين بأمره : الجندي الذي نفذ عملية الخطف، والضباط الذين استلموا الفدية من والد المخطوف، والمسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الذين تستروا على الخاطف.

بعد دخولهم قاعة المحكمة بقليل افتتح القاضي الجلسة الثالثة وقال:
الفائز الاول في اختبار الذكاء يتقدم ليرأس هيئة المحكمة بدلا مني.
ثم نزل القاضي من منصة القضاء ليجلس مع الجمهور وسط دهشةٍ كهرَبتْ الجميع ...كيف يترك الكرسي بهذه السهولة! وبهذه السرعة! ودون عراك وصراع، وجرٍّ وعرّ! ودون رهن البلاد والعباد على مائدة القمار!؟.

تقدَّمَ القاضي الجديد الفائز باختبار الذكاء وكان أوّل إجراء قام به هو انه دعا القاضي السابق للجلوس جنبه باعتباره مساعدا له يستفيد من خبرته!

اشياء تشبه المعاجز لم يسمع بها ولم يحلم بها العراقيون...هذا يتنازل عندما وجد من هو افضل منه، وذاك لا يستغني عن من سبقة ويوظف خبرته في سبيل انجاح المهمة دون ان يكون ابنه أو أخاه أو صهره، ودون ان يكون من حزبه او طائفته او قوميته...

فجأةً صفق احد الحاضرين فتبعه على الفور كل الحضور وغطت عاصفة التصفيق جو المحكمة.

بعد ان هدأ التصفيق تكلم القاضي الجديد قائلاً:

اقترح عليكم ان لا تصفقوا مبكـّراً. لا تصفقوا لاحد قبل ان تختبروا اداءه. صحيح انا نجحت في اختبار الذكاء، لكني لم انجح بعد في اختبار المنصب...انتظروني حتى انجح في اختبار الكرسي والدينار ثم قرروا...هل نسيتم الذين صفقنا لهم وهم خارج المنصب ماذا فعلوا بنا بعدما نالوه؟

ثم استدرك قائلاً: اللهم الا اذا كان التصفيق لزميلي الذي ترك مكانه لمن يراه أفضل منه ولم يتمسك بالكرسي..اذا كان الامر كذلك فهو يستحق التصفيق.

وانطلقت ايضا موجة جديدة من التصفيق.

بعدما سكتت الأكف تحدث القاضي الجديد:

ألا يلفت نظركم انني استلمت مهمتي الآن وباشرت العمل فوراً دون ان أحتاج وقتاً للنظر في ملف القضية لكي ادرسها قبل ان أعتلي المنصة؟ من يعرف سر هذه السرعة في العمل يتقدم امام المكرفون ليجيب
تقدم احد الحاضرين وقال بسرعة:

طبعا تستطيع مواصلة المحاكمة قبل ان تقرأ أية ملفات، لأن كل ملفاتها معلنة على الهواء، وما مضى من جلساتها شاهده الجميع، وما فعله المتهمون يعرفه الجميع، واكتوى بناره الجميع، ولأن الجرم الذي ارتكبه الفاسدون لا يحتاج الى كثير وثائق ولا عظيمِ جهدٍ لاثباته، فشهود الجريمة ملايين العراقيين وآثارها في كل مدينة وشارع وحي، وفي كل دائرة حكومية... ولا يحتاج اثباتها وادانة الجناة الا الى الذكاء....انت تحكم في قضية في غاية الوضوح، وما ادعاء المسؤولين صعوبة الايقاع بالفاسدين الا دليلاً على غبائهم، او مشاركتهم.

هنا قام المدعي العام وقال:
اطلب من سيادة القاضي ان يوافق على اضافة المتحدث الى هيئة الادعاء.
وافق القاضي وبدأت باقي الاجراءات.

***

كما هو المتبع بعد تحديد التهمة توجه القاضي الى محامي الدفاع عن المسؤول الاول:

باعتبارك مكلفاً بالدفاع عن المتهم، يجب ان نسمع رأيه في قرار التجريم، هل يرى نفسه مذنباً أم بريئا؟

وقف المحامي وقال:

سيادة القاضي
لقد كلفتموني بمهمة شاقة فيها الكثير من جهاد النفس وتأنيب الضمير. انني اصارع نفسي لكي اتمكن من تمثيل موقف المتهم ونقل آرائه في التهم المسندة اليه دون ان أراه ودون ان أسمع منه.

وواصل المحامي قوله:

لقد بذلت جهوداً مضنية وانا احاول الوصول اليه او الاتصال به لكي اتفق معه على خطة الدفاع عنه، واحصل منه على ادلة النفي لكي اعارض بها ادلة الاثبات، لكني فشلت لا بالوصول اليه فقط، بل حتى ايصال رسالة اليه. ان المحكة الموقرة تدرك تماما استحالة الوصول الى اي مسؤول من مسؤولي العراق الجديد، وهذا جعل مهمتي مستحيلة، بالرغم من انني بذلت المستحيل لفتح قناة تواصل معه، لكي اقدم له خدمة هي لمصلحته، لا لأطلب منه خدمة لمصلحتي.

وقمت بالاتصال ببعض المقربين منه علهم يساعدونني فاكتشفت انهم غيّروا ولاءاتهم نحو الذي حلّ محله ولم يعد احد منهم يهتم بالدفاع عنه.
امام هذا الوضع فاني اطلب من هيئة المحكمة ان تعفيني من المهمة، وتوكّل غيري للدفاع عن متهم لا يمكن رؤيته ولا الحديث معه.

وجلس محامي الدفاع ليسمع رد القاضي.

بعد مشاورات قليلة بين اعضاء هيئة المحكمة قال القاضي:
هذه مشكلة حقيقية، المحكمة تعلم انه لا يمكن لغير السفراء الاجانب وممثلي الشركات الكبرى او رؤساء الكتل النيابية اللقاء بأي مسؤول كبير، لكن المحكمة لا يمكن ان تواصل محاكمة شخص دون حضوره او حضور محاميه، وقد اعلنـّا عن قبول اي محام يدافع عنه فلم يتقدم احد... البعض اعرب عن استعداده للدفاع عنه فقط اذا كان القاضي مدحت المحمود.

ضحك كل الحاضرين.

قال القاضي:

لقد حاولت المحكمة الاتصال بالمتهم عن طريق تلفونه الخاص، لكنه لم يجب، وبعثت له رسالة نصية تخبره عن هوية المتصل والغرض من اتصاله، ورجته ان يجيب فلم يجب.
ثم بعثت له رسالة نصية تخبره بضرورة الحضور او توكيل محامي عنه، ثم ابلغته انها وكلت عنه محاميا على نفقة المحكمة واعطته اسم ورقم المحامي للتنسيق معه، كما ابلغته انها وضعت خط تلفون مفتوح تحت تصرفه لكي يتصل بالمحكمة اثناء الجلسة ليدلي بما عنده علناً حيث يستمع الحاضرون وهيئة المحكمة، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل.
لذلك ترى المحكمة ضرورة استمرار محامي الدفاع في مهمته مستعيناً بالمعروف من آرائه ومواقفه المعلنة من خلال تصريحاته ومؤتمراته الصحفية ولقاءاته، وتطلب من المحامي تقمّص شخصيته للاقتراب من افكاره قد الامكان. ويبقى خط التلفون المفتوح جاهزا لكي يتصل المتهم بالمحكمة متى اراد.

اضاف القاضي:

المحكمة لا تعتقد ان المتهم لم يسمع بهذه المحكمة ولا بالحراك الشعبي الذي افرزها، فاذا كان لم يسمع بالأحداث المهمة التي تدور في البلاد، واذا كان لا يدري ماذا تريد الجماهير، فكيف تصدى لمسؤولية المنصب الاول في الدولة؟
والتفت القاضي الى المحامي قائلا:-
حسب توقعك هل يرى موكلك انه مذنب ام بريء؟
انه يرى نفسه بريئا، وان ما نسب اليه من تهم هي تهم كيدية لا صحة لها على الاطلاق،. يعتمد موكلي في براءته على نظرية " الاختصاص الوظيفي " وهو يرى ان الفساد الشامل تتحمل مسؤوليته الجهات ذات العلاقة، فالفساد في الكهرباء يجب ان يحاسَب عليه وزير الكهرباء، والفشل في الامن تحاسَب عليه الجهات الامنية، والسرقات في وزارة التجارة يحاسب عليها وزير التجارة، وهكذا الفساد في وزارة النفط والعقود النفطية، والفساد في وزارة التربية والخارجية والسفارات وباقي الوزارات ومجالس المحافظات....اما هو فرئيس وزراء وليس محافظاً ولا وزير نفط او وزير تجارة او وزيرا اخر.... ولو قلنا ان رئيس الوزراء هو المسؤول فما معنى تعييننا لوزراء في الوزارات المختلفة؟ موكلي يرى ان رئيس الوزراء ليس مسؤولا عن فساد حكومته. موكلي يعترض اصلاً على البحث في ملفات الفساد بصورة علنية، فهو يرى ان هذه الملفات يمكن بحثها وتسويتها بين الكتل السياسية خلف ابواب مغلقة، اما اطلاع الشعب عليها فيؤدي الى انهيار العملية السياسية.
اذن موكلك يرى نفسه بريئا
نعم، موكّلي يرى أنه بريء
وهل من ادلة على براءته؟
نعم، هو يطالب بولاية ثالثة لكي يثبت فيها براءته.
تقدمت ام عبد الله وسلّمت القاضي وثيقة جديدة أمر القاضي باستنساخها كاختبار ذكاء جديد ووضعها تحت تصرف كل راغب من الجمهور او وسائل الاعلام، ثم اعلن ر فع الجلسة







مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4386
Total : 101