اتسعت وتعاظمت ظاهرة الهجرة الى خارج البلد مع تردي الاوضاع وخاصة الامنية حتى باتت هم العديد من العوائل والكثير من الشباب فالأعم الأغلب منهم يعلل اللجوء الى الهجرة وترك الوطن بقلّة او انعدام فرص العمل مع ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة والحرمان وصعوبة الحصول على سكن الى غيرها من الامور التي لا تجد لها اختلافا عند اغلب الشباب بالاضافة الى اسباب قد تكون شخصية او مبررة لدى عوائل معدودة
هنا لا بد للحكومة من وضع حد لتلك الظاهرة التي ستعمل على افراغ البلد من الطاقات الشبابية العاملة وايضا الكفاءات والاختصاصات الكثيرة التي سيتحول انتاجها وعملها لصالح الدول الاخرى التي تتجه اليها وبالتالي فأن الامان المنشود سينعكس سلبا على البلد الذي فقد امانه ومواطنيه ,,هذا من جانب ومن جانب اخر لا بد من التذكير "ان نفعت الذكرى" اننا بذلك نعيد زمن وحكم الطاغية الذي عمل ببطشه وحكمه الدكتاتوري على تهجير ابناء البلد قسرا لا طوعا فرغم اختلاف الظروف الا ان النتيجة واحدة فالشباب يسلكون شتى الطرق الوسائل والتي نعرف انها غير مشروعة وتعتمد على التهريب والاستعانة بأناس سماسرة همهم الوحيد هو الحصول على المال وبالتالي نلاحظ ما يحصل من غرق جماعي وقتل العديد من الارواح نتيجة الهجرة غير الشرعية وبطرق خطرة
ما نرجوه من الحكومة هو ادراك خطورة تلك الظاهرة وتأثيرها السلبي على البلد كذلك العمل على وضع خطط صحيحة وناجحة وعملية لأصلاح ما فسد وتنشيط حركة العمل والاستثمار وايجاد فرص عمل لاستيعاب الشباب العاطلين ومحاولة السيطرة على تلك الظاهرة لا تشجيعها بطرق غير مباشرة
ومن المهم جدا ان نذكر اصحاب الموضوع بأن الهجرة وترك البلد في تلك الظروف ليست حلا ولا موقفا صحيحا فالبلد يمر بمرحلة صعبة وعصيبة بحاجة الى التكاتف والصبر والتلاحم وليس التفرق والهرب من الواقع ففي الوقت الذي يموت فيه العراقيون اثناء الهجرة ويتحملون الذل والهوان والجوع من اجل ترك البلد نجد في الخط الموازي ابناء الحشد الشعبي الذي يتحملون ظروف اقسى واصعب من اجل العيش بأمان والحفاظ على شرف وكرامة الوطن, فعليكم ان تتحلوا بالصبر والقوة وجدية الموقف وان تعيدوا النظر بموضوع ترك البلد لان الامان والكرامة والحب والعيش لا يكون الا في بلدي مهما كانت الظروف
مقالات اخرى للكاتب