Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
في سايكولوجية التظاهر
الأربعاء, أيلول 2, 2015
عمار رياض لفتة

 

 

التظاهر سلوك جمعي يطغي عليه الطابع الانفعالي وينتشر بالعدوى و يصل إلى حدود الشغب أحيانا لرفض قرارات أو إجراءات حكومية تعسفية.

وتعتبر هذه الظاهرة ردود أفعال طبيعية بناء على نظريات علم النفس بيد إنها تظهر على شكل احتجاجات وصرخات في سلوك الفرد منذ طفولته للتعبير عن الرفض للمواقف الاجتماعية التي لا تنسجم مع تطلعاته ورغباته .

إن سلوك التظاهر حظي باهتمام عال من دارسي علم النفس السياسي والاجتماعي لغرض تفسير الدوافع التي تقف وراءه للتنبؤ به و السيطرة عليه وإدارته بالشكل الذي يخدم المصالح الاجتماعية العليا ولذا عملت مراكز البحوث والدراسات على توظيف مكتشفات العلوم النفسية والمعطيات العلمية لإجهاض هذا السلوك الجمعي تارة وإعادة إنتاجه مخابراتيا تارة أخرى لإسقاط أنظمة سياسية أو لنشر الفوضى في هذه البلدان  أو تلك .

الطبيب الفرنسي (جوستاف لوبون) في كتابه المعنون (نفسية الحشود) يقول (أن الأفراد يفقدون ذاتيتهم في المجموعة وبالتالي السيطرة على انفسهم) فمحرك العواطف والغريزة, هي القوى الأولية  المسؤولة عن نوع النشاط الذي يصدر من المجموعة، اذ إن الإنسان يفقد جزءا من هويته الذاتية عندما يقرر الانضمام لمجموعة من الناس .

وتنص نظرية (الهوية الجماعية) لعالمي النفس تاجفل و تيرنر على أن الانتماء للمجموعة يخلق الإحساس (بالذات الجماعية) فكلما أرتبط الفرد أكثر بالمجموعة كلما تميز بصفاتها وقيمها ومعاييرها، و هي التي تؤدي إلى سيطرة سلوك المجموعة على السلوكيات الفردية لينسجم لاشعورياً مع الآخرين ويصبح أكثر ميلا لمجاراة الأغلبية.

هذا و قام الدكتور فليب جي من جامعة غلاسكو لدراسة التغييرات التي تطرأ على سلوك الفرد عند انضمامه لمجموعة من خلال إجراء تجربة نفسية شهيرة تم  اختيار عدد من طلبة الجامعة وقام بتوزيعهم بشكل عشوائي على مجموعات من الحراس وأخرى من السجناء والذين سوف يقطنون في مبنى شبيه تماما بالسجن, أوقفت التجربة بعد مرور ستة أيام من بدء التجربة لأن سلوك الحراس أصبح عدائيا والحقوا اضرارا  نفسيا وجسديا بالسجناء. يتبين من ذلك إن الفرد السوي يتحول إلى إنسان عدواني بهذا الشكل السريع عندما ينضم إلى مجموعة , فيفقد القيم الذاتية بكل بساطة و يفكر بطريقة جماعية .

  فهذه الدراسة توضح الكيفية التي يتبدل فيها السلوك الإنساني عندما يفقد الكثير من حسه الفردي للمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية تحت تأثير العقل الجمعي , فقيام شخص بعمل تخريبي سيدفع الآخرين الموالين لتلك المجموعة إلى تقليد هذا السلوك لينتشر بسهولة في هذه المجموعة وسيقودها أسوأ الأشخاص الموجودون فيها حينها تصبح القوانين والمعايير ارتجاليه وعبثية.

 وان انتماء الأفراد للمجموعة الفوضوية العبثية يجعلهم أقل إحساسا بالمسؤولية تجاه تصرفاتهم، ويعطيهم شعورا خاطئا يبرر لهم سلوكهم طالما يتحركون تحت مظلة المجموعة, لذا فنحن بحاجة إلى فهم الكيفية التي تؤثر فيها الجماعة على الفرد لفهمها و ادارتها بشكل صحيح.

وتشير الدراسات النفسية الى إن تمتع الفرد بالاستقلالية الفكرية تسهم بشكل كبير في حصانته من الانجرار العاطفي خلف الآخرين.

وهذا يتطب تعزيز رغبة الفرد  في الاستقلالية الفكرية منذ مرحلة الطفولة المبكرة وتعليمه اساليب تكوين آرائه وقناعاته الشخصية بعيدا عن التأثير العاطفي للآخرين اضافة الى تعزيز احترام التفكير المنطقي و النزعة العقلانية لدى طلبة المدارس من خلال تحفيزهم على طرح تساؤلاتهم حول ما يدور في اذهانهم وتشجيعهم على البحث عن أجوبة جديدة لتلك التساؤلات وتكوين آراء خاصة بهم.

و لعل أهم الإشكاليات المطروحة حول التظاهرات التي تجري حاليا في البلاد هي :-

اولا : ازدواجية العواطف التي تتمازج فيها الانتماءات الحزبية والطائفية بالحاجات الأساسية للفرد و في مقدمتها حاجة الأمن والخدمات.

ثانيا: غياب الأهداف المحورية التي من شأنها توحيد الخطاب بين هذه الجماهير الغفيرة التي تعاني من آلام وامال المشتركة.

ثالثا: إن التظاهرات تتمحور حول السلطة و يغيب عنها لغة الحوار ليحل محله لغة الصراع و التسقيط السياسي والاستهداف الأعمى لجميع مكونات المنظومة الحكومية ومؤسسات الدولة.

رابعا: إنها تفتقد إلى وجود القائد رغم كثرة القادة وعدم وجود فكرة او مطالب محورية موحدة تعبر عن الجماهير كافة.

 

 

بيد إن الرصد السايكولوجي لهذه التظاهرات من خلال تحليل الشعارات والمطالب المرفوعة والجمهور والداعمين له مع دراسة البيئة التي تحتضن المتظاهرين فنجدها بيئة وأماكن لإنتاج التطرف والتعصب السياسي التي تدفع بالجمهور إلى المزيد من المطالب غير المتناهية والعنف لتحقيقها بسبب التوظيف السياسي للجماهير الغاضبة و المنفعلة حيث تحرك بمحركات مختلفة لتحقيق المكاسب السياسية بعيدا عن أصل المطالب التي خرج لأجلها المتظاهرون .

و في الختام إن عملية التوظيف الجماهيري للأهداف السياسية لا تحمد عقباها إذ إن هذه الجماهير سرعان ما تنقلب على قادتها بسبب العاطفة الجمعية التي تتغلب في هذه الحالات على التفكير الفردي بعد أن يفقد ذاتيته في المجموعة لتنتهي بنتائج وخيمة وباهظة الثمن قد يدفعها المتظاهرون و يجني أرباحها السياسيون.

كما أود أن أبين أن هذه المحاولة لم تكن نقدا لأحد أو ردا لآخر، وإنما هي محاولة علمية يراد منها تقديم الرؤى والأفكار الأكاديمية لصاحب القرار من اجل خلق بيئة سياسية واجتماعية سليمة تتعايش فيها كافة الأطراف بأمن وسلام بعيدا عن ثقافة العنف والصراع.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.52905
Total : 101