الفيس بوك هذا البرنامج الذي اخترق حياة كل منا ونحن في عصر التكنولوجيا السريع حتى أصبح الحياة الثانية التوأم للحياة الحقيقية , حيث أن هناك الكثير من الحرية التي ترافق هذا البرنامج مما شكل سلاح ذو حدين , وبما أن هناك أسس للمجتمع بنيت عن طريق الدين والأخلاق والأعراف الاجتماعية , إلا أن هناك من يريد الانفلات عن تلك الأسس الطيبة الذكر وهي محببة إلى كثير من الناس باعتبارها الأمن والأمان لكل ما ينتج من اتصال حضاري بين بني البشر .
وصل الأمر في بعض المنشورات إلى التلفظ بألفاظ الشارع السوقية والتي ننتقدها لدى الصبية في الشارع لما تشكل من تعدي لفظي أمام حالات الرقي التي نريد . ونضرب مثلا في قضية عملية خالد العطية الأخيرة , حتى باتت النكتة الأولى في مجتمع الفيس بوك العراقي , حيث شكلت في أكثر المنشورات , هروباً واضحاً من رقابة المجتمع الأبوية وهروباً من الالتزام بصيغة الألفاظ النقية من الشوائب المخجلة ... والذي يثير الامتعاض ان الكثير من المعلقين هبّوا بقوة إلى مثل هذه المنشورات معلّقين بنكات أزاحت مجموعة من القيود , وكأن أبواب الحرية الكلامية قد فتحت على مصراعيها , فِهبوا أيها المكبلون بين جدران التربية والخلق الرفيع لترموا (بالإرهاب اللفظي) عرض الحائط ! .
والذي يثير مرة أخرى أن بعض النساء إستهوتهن فكرة حرية اللفظ في قضية خالد العطية فتطلق قطار حرف الهاء طويلا !!! لتعبر عن راحتها وإعجابها بالباب الذي فتح بعد قضية العطية إن لم تشارك بصراحة لتبدي ما تريد من الكلام حتى وإن كان مخدشاً للحياء .....
وصل الأمر في حينه إلى المرور في هذه القضية إلى ما قد التصق ظلماً بالمطرب سعد الحلي من حالة الشذوذ ليرمي كل من يريد بسهمه وتعليقه بالطريقة التي يهوى آملا في الحصول على قطار حرف الهاء الطويل هذا ! ....
من جانب آخر استهوت بعض المثقفين فكرة نشر صور فاضحة ترافق بعض منشوراتهم لأجل الحصول على اكبر عدد من اللايكات والتعليقات والإثارة المجانية على حساب الذوق العام الملتزم باسس الأخلاق المجتمعية التي لا نريد أن تغادرنا أمام تسونامي الفيس بوك والانترنت الهادر ...
نحن في خطر أمام تهديد الذوق الأسري ومحددات الأسلوب الذوقي الكلامي لتقبل حرية لم تتحدد بقانون جبري إلا الاخلاق في مجتمع هلامي بين شاشة ولوحة مفاتيح تدعى الكيبورد الصامت ... لكنه ناطق بكل حيثيات الحياة الجديدة النامية سريعاً بين أحضان الحواسيب ....
في الختام نقول لخالد العطية وأمثاله الذين استغلوا أموال الشعب المهدورة في قضاء حاجاتهم الخاصة إتقوا الله في شعبٍ يحتاج لكل دينار صرفت على أجسادِكم النتنة ..
مقالات اخرى للكاتب