ننظر بدهشة إلى ما يجري في قناة فضائية عراقية ورابطة تكونت فيها تعني بشؤون الشباب الخريجين العاطلين عن العمل , حيث باشرت بتقديم معونات ماليه تصل الى 150 الف دينار شهرياً , مقابل تقديم مستمسكات رسمية تثبت البطالة مع شهادة التخرج من الكلية او المعهد , بعد إرسال رسالة نصية إلى رقم خاص للقناة ليظهر اسم المرسل في قوائم أسماء المرشحين للمعونة المالية هذه ليستلمها العاطلون وبطريقة منظمة وبتجمعات جرت في قاعات مؤجرة في بغداد تستخدم للأعراس . هذه العملية الهادفة في مساعدة هؤلاء الناس وهم ليسوا بالقليلين في دولة الشلل في الإنتاج والعطاء حيث ينخر الفساد دوائرها وسوء الإدارة في قيادات وزاراتها ومؤسساتها مما استوجب أن تخرج الوردة من بين الصخور فتكون صيحة بوجه حكومة كان الكرسي والسلطة والمقاولات الهم الأوحد في زمن تكالب السيء والطالح والكالح على شعب ليس له حول ولا قوة إلا الرضوخ لأقدار كأنها رياح عاتية على سفينة تائهة ..
تقوم القناة الفضائية بنشر أسماء المرشحين بشكل وجبات يومية ومن ثم قسموا إلى مجاميع صغيرة لسهولة الاتصال بهم , ونقف عند هذه الفقرة فنقول تصل الأعداد في هذه الرابطة المفاجأة إلى مئات الألوف في بغداد فقط وبحسبة بسيطة نجد أن المدفوع من الأموال يصل إلى عشرات المليارات من الدنانير إضافة إلى الوعود بتهيئة الوظيفة وقت أن الوزارت ودوائرها في شلل تام من أن تهيئ وظيفة لمواطن عراقي متعذرة بإقرار الميزانية وعدم تخصيص الأموال اللازمة حيث يخرج لنا الوزير ليقول ليس لديه صلاحية تعيين لعدم وجود درجات وظيفية مخصصة , طيب كيف تضع مثل هذه الرابطة نفسها بهذا الموقف المحرج والوعود الرنانة برعاية وتسهيل مهمة تعيين العاطلين .
وهنا نقول نحن لسنا ضد أي مبادرة خيّرة من شانها تقديم المعونة لكثير من العاطلين لكن من سلامة الأمور أن تكون واضحة أمام الناس . برغم أن المعلومات التي وصلت , هذه المبادرة يقوم بها رجال أعمال عراقيين لانتشال جيش الخريجين من البطالة بعد أن أغلقت الدولة الأبواب , واقتصار التعيينات على المعارف والأقارب وعن طريق الرشاوى .!
هذا اليوم تم إبلاغ بعض المنتمين إلى الرابطة أن العملية هذه تابعة لإحدى الكتل الانتخابية وستقدم في حالة فوزها بالانتخابات بعد أن تكسب ود المجتمع العراقي وشريحة العاطلين الواسعة ..امتيازات الوظيفة والمنصب والتامين على الحياة وقطع الأراضي والشقق السكنية وراتب تقاعدي وغرف للمتزوجين الجدد وسكائر شهرية ! والدخول مجانا الى المشاريع المستقبلية , ولا ندري ما هي هذه المشاريع المستقبلية .
نقول أن أعمالكم هي توصلكم إلى قلوبنا وإيماننا بكم , وليس المبلغ المالي المؤقت الذي تحول إلى شرط الاستمرار , عند الانتماء إلى كتلتكم الداخلة إلى الانتخابات .
نعم شعاراتكم جميلة في بناء العراق والابتعاد عن الطائفية والإخلاص للعراق الواحد وشعبه , لكني لم افهم أن يكون المنتمي خالصاً مخلصاً للعراق الواحد وشعبه و (لكتله عراق التغيير) , وكيف يكون العاطل عن العمل والمنتمي للكتلة ملزماً بكسب اكبر عدد من المنتمين لها .
أسئلة تطرح , أين هي المشاريع التي سيتم فيها تعيين العاطلين ؟ , ومن أين لكم هذه المليارات في زمن قل فيه العطاء وكثر فيه الابتزاز .
كثيرون حول المنصب وقليلون حول الوطن – غاندي -
مقالات اخرى للكاتب