حين دخل الرئيس الامريكي روزفلت ذات مساء على مكتب مضيفه رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الذي اصر على اقامته في( 10 داوننغ ستريت) فؤجئ به وهو يجلس عاريا تماما على كرسي هزاز انسحب حينها روزفلت خجلا لكنه عاد بعد سماع تشرشل وهو يدعوه قائلا :- ياسيادة الرئيس ليس لدى بريطانيا العظمى ماتخفيه عن حليفتها الولايات المتحدة الامريكية !!!.
هل بقيت لدى الساسة العرب سنه وشيعه والاكراد في العراق مايخفوه عن بعضهم البعض وعن الشعب بعد ان سقطت حتى ورقة التوت وامست الحقيقة عارية تماما وهي اننا ماضون نحو التقسيم ؟.
هناك حقيقة لابد من الاعتراف بها عند البحث عن افاق مشروع الدولة والسلطة في العراق وهي ان الحاضر والمستقبل هو حاصل جمع الماضي مع الممكنات الكامنة في طيات حاضر ابعد مايكون عن عين السياسي والمراقب القادرة على ابصارها او لتدعي مجرد لمسها او الامساك بخيوطها .
عراق اليوم هو محصلة عقود طويلة لاناس ونخب واحزاب لم يجترحوا اي استباقات او معجزات تراكمية للبناء المتماسك قادر على المباغته ومنع الاستغراق في تداعيات المشروع السياسي الماركسي, والقومي والديني الطائفي. لان الشروط التي تحاصرنا قصفت المشروع الوطني بالصميم ووصلت الى النخاع بعد 9- نيسان ابريل 2003 .وما كان بالامس خطا احمر اصبح في الحاضر اخضرا صارخا بعد طرح مشروعالاقاليم الثلاث .وبات اي انتقاد لاستحقاقات التجزئة والانفصال بالتوجس حتى واعادة رسم الخارطة الداخلية تحت مسميات مختلفة لدى المكون الاخر مدعاه للتورط بمواجهة اتهامات لاتحمد عقباها في الشوفينية والتبعية على غرار مقصلة العداء للحزب والثورة سابقا التي اعادة صياغتها بعض ضحايا الامس والسلطويون اليوم بوعي او دون وعي .
لكن الانتقال من حالة المطالبة بالمشروعيات القومية والطائفيه في اطار الدولة الواحدة وصولا الى حالة الحكم الذاتي في 11 اذار التي اتسع نطاقها وفقا لنصيحة السياسي الامريكي غاليبريث الى مفهوم الحكم الذاتي الذي يفتح الباب امام الكونفدرالية بخروج صارخ عن جميع التفاهمات بعد اعلان مشروع دستور كردستان الذي يؤكد اغلب الدستوريين ان الكثير من فقراته الاساسية تتقاطع مع دستور الدولة العراقية ليضاف له اليوم بعد ثوره العشائر مفهوم دوله سومر الشيعيه والاماره السنيه
لم يبق اذن اي ثوابت معصومة تخلينا عنها من اجل الوفاق والتوافق الذي وصل اليوم الى طريق مسدود بعد ان دخلنا مرحلة التهتك السياسي واستمرار ضعف المركز امام قوة الاقليم والتحاور بين القوة العظمى والجارة الشرقية على حاضر ومستقبل العراق في داخل بغداد نفسها دون حياء او خجل بل وصلت الصفاقة الى قيام احد السياسيين العراقيين الى نفي كون العراق جزء من الامة العربية .
انه قصف متوالي على الثوابت العراقية منذ حرب الخليج الثانية التي اصابت النخاع الشوكي وتسببت في شلل الامة وفتحت الباب امام متوالية من السياسات المركزية والشعارات الوطنية التي بات الحديث عنها يقود الى تهمة الخيانة العظمى والعداء لديمقراطية جيفرسن وحق الشعوب في تقرير مصيرها دون ان يلتفت احد الى حقنا في الحفاظ على مجرد كياننا الوطني .
الم تكن الديمقراطيه هي السحر الذي اطاح بوحده بلاد الرافدين ؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب