في الحلقة الثالثة من برنامج الذاكرة السياسية التي اذيعت يوم الجمعة 25,9,2015لازالت قناة العربية التلفازية تقدمها أسبوعيا,وخصصتها لمحاورة الضابط والمسؤول العراقي المخضرم اللواء غازي عزيزة,تطرق الاخيرالى بعض الأمور,والتي يمكن ان تكون عنوانا مختصرا يفسرتفاصيل كثيرة.
واهم مافي الموضوع بمجمله ان السيد عزيزة,لم يكتفي,كغيره,بتوجيه التهم جزافا,أويلجأالى السب والشتم’كماتعودنا ان نسمعه,من تجارسوق الاعلام ,الذي اصبح’شبيها بسوق هرج اعلامي’بل قدم ’كعادته دلائل موثوقة تدل على جديته وصدقه’حيث ذكرأسماء معينة ووصف احداثا’ثبت انها وقعت فعلا’لكن لااحد’وجد تفسيرا منطقيا لها,فساهم بوضع النقاط على الحروف’وقرب الحقيقة الى ذهن المراقب السياسي الذي اخذته الحيرة !
لقد تبين من خلال سرده احداثا معينة وقعت تحت سمعه وبصره أيام تولي المالكي مقاليد السلطة,حيث اكد’وبشكل لالبس فيه,ان اهم اهداف رئيس الحكومة الستراتيجية,كان تكوين سلطة طائفية’حتى لوبالاستعانة بمن كانواارتكبوا جرائم إبادة جماعية, في جنوب العراق,التي كشفت عنها المقابر الجماعية,ضدالذين انتفظوا على حكم صدام حسين عام 1991,وخصوصا ان احدهم,كان يشغل مديرأمن الناصرية,بينما ابعدوبشكل قسري كل المسؤولين السابقين من أبناء السنة,حتى من الذين كانوا معارضين لصدام,وبذلك فقد شرح بشكل غيرمباشرأسباب ضياع العراق,وغرقه في الفوضى وانعدام الامن والسقوط في هذا المستنقع الاسن,لقد تسبب المالكي بسياسته الرعناء وقصر نظره في إعادة ازلام النظام السابق,وتسليمهم مقاليد السلطة الأمنية,متوهما انه يستطيع شراء ذممهم وتسخيرهم لتحقيق غاياته المريضة,لذلك فقد اصبح الملف الأمني واقع بشكل كامل بيد من اخرجهم الامريكان من الباب وادخلهم المالكي من الشباك,والمشكلة الأكبروالاشد تعقيدا,انه ساهم أيضا,وبغباء سياسي منقطع النظير,بفتح باب العراق للإيرانيين وسلمهم العراق على طبق من ذهب بعد ان عجزوا عن الاقتراب من حدوده رغم المؤمرات والحروب الطاحنة’متوهما انهم سيكونون سنداوحماية له,فساهم في خلق حالة من الاشتباك الأمني والمخابراتي والأ جنداتي بين فرقاء عقائديين,واصبحوا يصفون حساباتهم ويتبادلون المؤمرات والقتل وتصفية الخصم على ارض العراق,فاحرقوها على أهلها.

المهم ان حلقات البرنامج لم تكتمل,وهناك 3حلقات أخرى,وسأتابعها باهتمام’لأكون فكرة كاملة عن حقيقة ماجرى,خصوصا ان السيد عزيزة ,كان ضمن الحلقة الضيقة المحيطة بمصادر القرار في فترة زمنية محورية مفصلية حرجة,وانه انسان حيادي,اثبت مواقف مشرفة,ولم يتهاون ولم يساوم رغم ان ماكان معروض امامه مغريا حقا,ورغم انه كان يستطيع ان يتسلق’ويصبح رقما مهما في معادلة السلطة,لكنه فضل حياة التقشف,والتي ىتليق بماضيه المهني,وحرم حتى من راتبه التقاعدي,وكأحدى وسائل الضغط

مهما طال الزمن’ومهما تمادى المجرمون’الا ان الحق لابد ان يظهر يوما’وينطلق النور من بحر الظلمات فجأة ,ليبدد الظلام وينشر النور,وصدق الامام علي كرم الله وجهه عندما قال:-ماضاع حق وراءه مطالب