تعلمت من والدي تغمده الباري برحمته, أن أخوتي هم أهم شيء في الدنيا, وأنهم بالنسبة لي يجب أن يكونوا بعد المعصومين, ومالهم من قدسية في نفوسنا, كمحبين وأتباع لأهل البيت, عليهم أفضل الصلوات وأتم التسليم.
عندما كنت صغيرا, لم أكن أفهم كثيرا, ملحمة تضحية الإمام الحسين عليه واله افضل الصلوات وأتم التسليم, ولأن والدي كان يدرك, حكم العمر ودرجة الإستيعاب, كان يقرب لي الصورة, بأن يجعلني أتخيل لو أن كل حدث حصل في الطف, جرى على أحد أخوتي أو أخواتي.
ليقرب لي, هول و وفداحة, ما جرى على السيدة العظيمة, زينب بنت أمير المؤمنين عليها وعلى أبيها وأخوتها أفضل التحيات, بأن يجعلني أتصور أن حدثا منها جرى على أختي الكبرى, التي ربتني, وكانت تقوم مقام والدتي, كنت أبكي وأطلب منه أن يتوقف, لأني كنت أبكي حد الإختناق, ولا أستطيع تقبل إستيعاب تخيل ذلك.. فقط تخيله!.. فكيف بها روحي فداها وهي عاشته لحظة بلحظة!؟.
لأني أحب اخوتي كثيرا, ولهم مكانة خاصة جدا في نفسي, فقد كانت طريقة تعامل العباس, مع أخيه الإمام الحسين, عليهما أفضل الصلوات تسحرني.., بل أكاد أغيب بعالم أخر, فهو لم يقل له يوما أخي.. ودوما كان يناديه بسيدي, أو يا أبن رسول..., أدب عجيب, يكاد لا يصدق, وكأنه جندي مطيع, وليس أخا له, وأبن لأمير المؤمنين!.
هذا جعلني أتسأل, عن أي تربية نالها هذا البطل, وأي بيئة خلقت هذا الإيمان المطلق, والولاء اليقيني, بإمامة أخيه, حتى لا يجرؤا.. أو لا يقبل أن يناديه بأخي.. فقط نداء!.. وأي جنود أمتلك سيد الشهداء, في معركة الطف, وبأي روح كانوا يقاتلون!.
كنت أستمتع بأخوتهم وكيف يتعاملون, من جانب عائلي أخلاقي, الإمام يعرف قدره وما يحمل من شجاعة, وطاعة وولاء, وإقرار بل.. ذوبان بإمامته, وهو يعرف ان أخيه هو إمام, مفترض الطاعة, وأن له دورا مرسوما, في أعظم ملحمة سيسجلها التاريخ.
دوما سأظل أستمتع.. حد البكاء, بمشاعر الاخوة الصادقة, الرقيقة الحنونة الدافئة, بين الإمام الحسين وأخيه العباس, وكليهما مع عقيلة بني هاشم.. فقط منظور اخوي أسري بحت.
أي أب.. وأي أم.. نتاجهما, هذا النموذج !
إنهم علي وفاطمة.. وأم البنين.. وجدهم الرسول الاكرم محمد عليهم افضل الصلوات واتم التسليم.
قيل قديما.. إن عرف السبب.. بطل العجب.
مقالات اخرى للكاتب