Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
انشغلنا بزيد وعمرو ونسينا مصائبنا
الأحد, تشرين الثاني 2, 2014
صالح الطائي

 

على مر التاريخ؛ كنا نبحث عن أمر ما نشغل به بالنا، قد يكون أتفه من أن يستحق أنْ ننشغل به، ونغفل عن كل الأمور المهمة والخطيرة الأخرى، ولذا تجد بيننا من يهتم بجمع أسماء السيف ليكتشف أنها تنوف على 64 اسما، بل يجد في قواميس اللغة العربية بحدود 300 اسم للسيف، وكل اسم له معنى يختلف عن الآخر، بالرغم من أن عمل السيف واحد، جنبنا الله وإياكم شر السيوف وفتكها.!

أما الخيل فأطلقوا عليها أسماء حسب عمرها،وأسماء تصف أنواع مشيها، وأسماء حسب أصواتها، وأسماء حسب مراتبها في السبق.!

ولا تختلف أسماء الجِمال، فقد أورد الثعاليبي في كتابه "فقه اللغة" ترتيبا لسن البعير، فقال: "ولد الناقة ساعة تضعه أمه سليل، ثم سقب وحوار، فإذا استكمل سنة وفصل عن أمه فهو فصيل، فإذا كان في السنة الثانية فهو ابن مخاض، فإذا كان في الثالثة فهو ابن لبون، فإذا كان في الرابعة واستحق أن يحمل عليه فهو حق، فإذا كان في الخامسة فهو جذع، فإذا كان في السادسة فهو رباع، فإذا كان في العاشرة فهو مخلف ثم مخلف عام، مخلف عامين فصاعداً، فإذا هرم وفيه بقية، فهو عود، فإذا ارتفع عن ذلك فهو قحر، فإذا انكسرت أنيابه فهو ثلب، فإذا ارتفع عن ذلك فهو حاج، لأنه يحج ريقه، ولا يستطيع أن يحبسه من الكبر، فإذا استحكم هرمه فهو كحكح"

مثل هذه الأمور شغلتنا إلا ما ندر عن وضع كتاب في علم الأخلاق، أو علم الاستنباط، أو طلب العلم؛ أو الطب أو الحكمة أو الفضاء؛ لأنها أخذت الكثير من وقتنا؛ ونحن نسعى لكي نحفظ ما جُمع ونبحث عن أصوله وجذوره عمرا طويلا.

ومن هؤلاء الذين فتحوا على الأمة بابا من تلك الأبواب التي لا نفع فيها ولا دفع؛ مؤرخ اسمه محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفي محيي الدين، أبو عبد الله الكافِيَجي، ولد سنة 788 وتوفي سنة 879 هجرية (1386 ـ 1474 ميلادية) ترك هذا المؤرخ كل ما كان يدور، وانشغل بقضية أرقت لياليه.!

قال عنه السيوطي في كتابه "بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت: "لزمته أربع عشرة سنة، فما جئته من مرة إلا وسمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك.

وقد قال لي يومــاً: أعرب: (زيد قائم)؟

فقلت: قد صرنا في مقام الصغار، ونُسأل عن هذا!

فقال لي: في (زيد قائم) مئة وثلاثة عشر بحثاً.

فقلت: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها، فأخرج لي تذكرته فكتبتها منها".

فأمة تنشغل في إعراب الصفة التي كان عليها زيد هذا المجهول المعروف؛ لا يمكن أن تتقدم في المسار الصحيح مثل باقي الأمم، بل يمكن لمباحثها الغريبة هذه أن تقتل باقي المباحث التي تتعلق بحياة الناس وعقائدهم وقيمهم وأخلاقهم، ولذا لا غرابة أن يذبح أحدنا الآخر، ما إن يغضب عليه، أو يغضب منه، لأي سبب تافه، أو لأي خلاف يقع بينهما.!

ورحم الله زيدا وعمرو فقد كانا ممثلان بديلان مبدعان خلدهما تاريخنا المستباح بعد أن أدخلناهما حتى في كلمات أغانينا، كما في أغنية: "إن جاء زيد أو حضر عمرو ... طب وإحنا ما لنا ... إن شاء الله ما حضروا"

وعن سبب اختيار هذين الاسمين (زيد وعمرو) دون سواهما، قال الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن السبيهين في شرح متن الأجرومية، باب العطف، بعد أن ذكر حروف العطف: "فإن عطفت على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت , تقول: قام زيد وعمرو، ورأيت زيداً وعمراً، ومررت بزيد وعمرو، وزيد لم يقم ولم يقعد".

وقال موضحا سبب اختيار هذه الأسماء دون غيرها: "هذه الثلاثة الأحرف لا يمكن تسكين الحرف الأول لأن العربي لا يبدأ بساكن ولا يبدأ بالحرف الأخير لأنها محل الإعراب، فلم يبق إلا تسكين الأوسط، ولذلك الاسم الثلاثي المكون من ثلاثة أحرف ساكن الوسط هو أخف الأسماء، ولذلك صار النحويون يكثرون التمثيل بزيد وبعمرو"

والغريب أن الحجج التي يسوقها النحويون غالبا ما تكون واهية؛ حتى أنها أصبحت مضرب المثل، إذ قيل في المثل: "أوهى من حجة نحوي".

فضلا عن ذلك اتخذ الناس النحاة هدفا للتندر والفكاهة ربما بسبب تشددهم هذا، وقد نقل ابن الجوزي عن المبرد، أن رجلا قال لهشام بن عمرو الغوطي: كم تعد؟ قال: من واحد إلى ألف. قال: لم أرد هذا. قال: فما أردت؟ قال: كم تعد من السن؟ قال: اثنان وثلاثون, ستة عشر من أعلى وستة وعشر من أسفل.‏ يعني أسنانه. قال: لم أرد هذا. قال: فما أردت؟ قال: كم لك من السنين؟ قال: مالي منها شيء, كلها لله عز وجل. قال: فما سنك؟ قال:عظم. قال: فابن كم أنت؟ قال: ابن اثنين أب وأم. قال: فكم أتى عليك‏؟ قال: لو أتى علي شيء لقتلني. قال: فكيف أقول؟ قال: قل: كم مضى من عمرك.

والغريب أيضا أن زيدا وعمرو نفسيهما ما نجيا من عبث العابثين، بعد أن نالا شهرة لا يحسدان عليها، فقد أورد الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في شرحه لمتن "قطر الندى وبل الصدى" لطيفة تقول أن حاكما جائرا غضب على النحويين فقرر تأديبهم بالحبس، فأخذ يرسل عليهم واحدا بعد آخر ويسأله: "لماذا يضرب زيد عمرا دائما، وليس العكس؟ وكانوا قد أجمعوا على قول أن الأمر ليس أكثر من مثل يضرب لتقريب المعنى، فلا يقتنع برأيهم، فلما دخل عليه آخرهم وكان ذكيا فطنا قال للحاكم: أنا أجيبك لكن بشرط .!

فقال الحاكم: أنفذ شروطك بعد الجواب.

فقال النحوي: نحن نجعل عمرا مضروبا دائما لأنه سرق حق غيره.

فقال الحاكم: وما سرق؟

قال: سرق الواو من داود، فإن داود حقه أن يكتب بواوين لأنها تنطق عند ذكره، خلافا لعمرو فإنه ينطق بدون الواو ولكن يكتب بها.!

فأعجب جوابه الحاكم الذي سأله: وما شرطك؟

قال: تطلق سراح أئمة النحو اللذين في سجنك. فأطلق سراحهم.!

وأخيرا ألا ترون أني أشبه كثيرا أجدادي القدماء؛ بعد أن تركت ورائي كل تلك الأحداث الساخنة مثل مناسبة عاشوراء، وأحداث المناطق الساخنة وما يدور فيها، وردود الفعل الشعبي على تهجم النائب السابق طه اللهيبي على أهل العمارة ووصفهم بالهنود، وقضية وصول فيروس مرض "إيبولا" إلى الشرق الأوسط وطرقه أبوابنا غير الموصدة، وغيرها لأكتب هذا الموضوع؟!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43562
Total : 101