الأحداث السياسية ساخنة جداً، والصمت قاتل، أما الخلافات القديمة، بين المالكي والعبادي وعصرها الجديد، قد لاحت آفاقها جراء الإقتتال السياسي، من أجل المكاسب الشخصية، مع أن عروشهم الملونة بالجريمة، باتت أكثر إحمراراً من السابق، أما وقد تفرد العبادي ببعض من القرارات، لوح الآخر بإشعال سباق التحالفات المشبوهة، للقضاء على العملية السياسية.
أسباب كثيرة ومعقدة، أصبحت ظاهرة على السطح، لا يمكن إخفائها، منها عدم تفعيل الجانب التشاوري، مع الأعضاء حزب الدعوة ودولة القانون، وإتهامة بالتفرد في إتخاذ القرارات، دون الرجوع اليهم.
إن التأكيد على ضرورة موافقة العبادي، على طلب الدعم من التحالف الرباعي، في المنطقة لمحاربة الإرهاب، والقضاء على داعش بأسرع وقت، سبب آخر وحساس، لما يتعرض له رئيس الوزراء من ضغوطات، خاصة الجانب الأمريكي وبعض الكتل، لذلك فالمزيد من الشد العصبي، والتصعيد أحياناً لا تصب في مصلحة الدولة، بهذه المرحلة العصيبة.
التوافق والشراكة الوطنية، والتعايش السلمي، والحوار والتسامح، والخطاب الوطني والمواطنة، موضوعات في غاية الأهمية لعراق اليوم، إلا أنها حذفت من قاموس الساسة، أو أنها غير موجودة أصلاً، لأن الأحزاب والكتل، والأطراف المشاركة، في العملية الديمقراطية الجارية في العراق، إنما تعكس مبادئها التي تشكلت على أساسها، إلا ما رحم ربي.
بوابة الإصلاح التي دخلنا منها هذه الأيام، تجعلنا نتقدم في السير قدماً، بالإتجاه الصحيح، نحو الإصلاح الفاعل والمؤثر، ولكن بشرط أن يتم مناقشة كل القرارات، بطريقة عقلانية وموضوعية، وعدم فرض إرادات الحزب الحاكم، على القرار السياسي، الذي يصب في مصلحة الشعب بكافة أطيافهم.
الخلافات الدعوجية سواء، أكانت بالتصريح أم بالتلميح، فهي مضرة بالبلد، إذا لم يتخذ السيد حيدر العبادي الموقف الصحيح، الذي كان من المفترض إتخاذه منذ فترة، ثم أن التفويض الذي منحه حزبه له، حجم كثيراً من شخصية رئيس الوزراء.
خطوات الإصلاح الحقيقي، تبدأ من خروج الأمير، على طاعة حزبه المستبد، الذي خلفت شخوصه الملائكية الفاشلة، كوارث ونكبات دفع ثمنها العراق والعراقيون، من الدماء والأشلاء
.
ختاماً: على دولة القانون، وحزب الدعوة خاصة، تجاوز الخلافات التي أخذت تقتحم الأبواب، وتعصف بالبلد الى ما لا يحمد عقباه، والتركيز على الجهد الوطني المبذول، للقضاء على الإرهاب، الذي أستفحل أمره، بسبب عقد من الفساد، والهدر، والترهل، في امن وأمان الشعب العراقي، الذي لم يكمل أفراحه، بتجربته الديمقراطية الحديثة.
مقالات اخرى للكاتب