Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مَن سَجَن الطفل البصري في قفص الدجاج
الثلاثاء, كانون الأول 2, 2014
د. ناهدة محمد علي

لم يحدث إطلاقاً أن تعامل المجتمع العراقي بقسوة شديدة مع الأطفال دون السادسة ويحدث هذا ما فوق هذا السن , مع أن أساليب التربية العربية تؤكد على أن ( العصا لمن عصى ) , إلا أن المجتمع العراقي كان معتدلاً دائماً في شدة تعامله مع الأطفال , وأفرز هذا المجتمع أقوال شعبية مثل ( خد وعين ) للدلالة على
أهمية توفير الحنان والحزم معاً للأبناء في التعامل الأُسري كذلك أقوال أُخرى مثل ( لو كبر إبنك خاويه ) وهذا يدل على لزوم مصاحبة الوالد للولد بعد بلوغه والإقتراب منه وتربيته من خلال الصُحبة والصداقة الأبوية , إلا أن شدة قسوة الظروف الإجتماعية التي مرَّ بها المجتمع العراقي دفعت إلى المزيد من القسوة نحو العنصرين الضعيفين في المجتمع واللذين هما الأطفال والنساء .
بالأمس قابلت إحدى الصديقات والتي بادرتني بقولها , أكتبي أُكتبي عن هذا الطفل العراقي البائس , قلت : وما الجديد في الأمر , قالت : إطلعي على الفيديو وسترين العجب . وبعد أن إطلعت على فيديو الطفل هذا , بقيت واجمة وظننت أني سأُصاب بنوبة قلبية , وقمت لأشرب كأساً كبيراً من الماء ولأُريح قلبي , وماذا رأيت ؟ , أتصدقون أن عائلة عراقية بصرية قد حبست على سطح المنزل وفي قفص للدجاج طفلاً في الثالثة من عمره , لأن أُمه قد تركته لعمته بعد أن قُتل والده . كان الطفل الصغير جاحظ العينين واجم الوجه لا يستطيع الكلام أو الوقوف والمشي والحركة , إشتد به الهُزال ولم يكن فاهماً بما يجري من حوله , وربما كان يأكل مما يأكله الدجاج . وقد أُلبس بعض الملابس من قِبل إدارة المستشفى , وحينما وضعه الشرطي على الفراش كان يبدو وكأنه أصغر من عمره . لقد فضح أمر هذا الطفل أحد أولاد الجيران الذي تسلق السطح لصيد الحمام , نُقل الأمر للشرطة ثم إلى مستشفى الفيحاء في البصرة . تزاحم العراقيون الشرفاء لمساعدة هذا الطفل والتبرع له من الداخل والخارج , كلُ يريد أخذه لتربيته . كان هذا الطفل في المدينة التي إشتهر أهلها بالكرم والنبل والشفافية وهي مدينة الشعر والشعراء , ولا أدري لِمَ تصل القسوة بالفرد العراقي إلى الحد الذي يُعامل به الطفل اليتيم معاملة الحيوانات البيتية . كان سبب قسوة هذه العائلة هو المال والأرث , وربما كان إنتشار السجون في مدن العراق وعلى مدى المراحل السياسية المختلفة كان أحد أسباب هذا التفكير الإجرامي , حيث عانى أهل الجنوب من الظلم والإضطهاد لسنوات طويلة والذي أدى إلى تخشيب الحس الإنساني لدى البعض منهم , فهم يكررون ما مورس عليهم , يكررونه في داخل بيوتهم ومع زوجاتهم وأبنائهم وفي شوارعهم ومحلاتهم حيث تكثر المتاريس والبوابات بين منطقة وأُخرى , وتكثر نقاط التفتيش بين شارع وآخر حتى أصبح العراق سجناً كبيراً . ويكرر الفرد العراقي هذا في داخل نفسه حيث يبني لها سجناً يحميها حيناً ويحاصرها حيناً آخر , لأن كل حركة مفاجئة قد تنتهي بكارثة , لذا حجّم الفرد العراقي تفكيره وحركته وجعل مركز إهتمامه المال والطعام والشراب , وأخذ يسعى لطلب المال وبأي طريقة كانت وكل الطرق مشروعة ما دامت تريح كاهل هذا الفرد , وأصبح الأطفال أثقال لا تتحملها النفس العراقية , وأصبحت مصاريفهم أثقال , وحركتهم وتفكيرهم الطفولي المرح ثقل كبير للإنسان العراقي الحزين والمُكبل .
إن التحليل النفسي لعملية تعذيب طفل يؤكد على وجود مرض نفسي أُصيب به الشخص المُعَذِب في طفولته وهو يستفرغ ما مُلأ به , وهناك تقارير عن وجود الكثير من عمليات التعذيب والقتل الجماعي العائلي والقهر العائلي من قِبل الزوج أو الأبناء الكبار وهما العنصران القويان في العائلة , ويُمارس العنف أيضاً على الآباء الشيوخ الغير قادرين على الحركة والأكثر شيوعاً ممارسته على الأطفال الصغار ومثال على ذلك حبس الأطفال في القبو أو في الظلام , إطفاء السكائر على جلودهم و تقييدهم ومنعهم من قضاء حاجاتهم , تجويعهم وإستخدام التيار الكهربائي لتعذيبهم , أو رميهم من فوق مرتفع كأسطح المنازل . ويحدث هذا لدى الأقوام المتحضرة والبدائية , فقد ذكرت وسائل الإعلام النيوزيلندية بأن البعض من سكان الجزيرة الأصليين يقومون بإطفاء سكائرهم على جلود أطفالهم أو رميهم بالهواء عدة مرات حتى يُغمى عليهم , أو وضعهم في غسالة الملابس , هذا بالإضافة إلى القهر الجسدي الجنسي .
إن الفرد العراقي قد إمتص الكثير من الآلام وها هو يعصر إسفنجته فوق رؤوس أطفاله كما حصل في حالة الطفل البصري , لكن هذا لا يمنع من وجود الكثير من الفقراء الذين يعانون ويكدحون لأجل توفير الحياة الأفضل لأبنائهم , ويدخل في هذا أساليب التربية البيتة والرؤى الدينية والمستوى الثقافي والتعليمي .
أخيراً لا أعتقد أن شرطة البصرة قد ألقت القبض على الجناة بفعل أمر إداري أو بأمر القانون ! لكن دوافعهم كانت إنسانية وأبوية فطرية نبيلة وما بعد هذا فالمسؤولون نائمون على فراش من حرير وليتقلب أطفال العراق وفقرائه على الجمر , وليتحول البعض منهم إلى ذئاب بشرية , ولتنتشر الميكيافيلية في العراق ولتطبق المقولة الوحشية القديمة ( إذا جاءني الطوفان وضعت إبني تحت قدمي لأنجو )



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.5019
Total : 101