تعتبر حدائق ابو نؤاس المتنفس الوحيد للعوائل البغدادية التي تقضي بعض اوقاتها للترويح وقضاء اوقات ممتعة بين اشجارها وحدائقها الخضراء وازهارها الملونة بعد ان عملت امانة بغداد على اعادة تأهيل هذا الصرح البغدادي الجميل، الا ان هذه الايام تبدو الحيرة واضحة على وجوه العوائل التي تحاول قضاء تلك الاوقات في حدائق ابو نؤاس، وهي تبحث عن مكان للجلوس فيه، اذ تحولت تلك الحدائق في الاونة الاخيرة الى ملاعب لكرة القدم من قبل الفرق الشعبية والمجاميع الشبابية، مما يثير انزعاج رواد المتنزه وادى ذلك الى ابتعاد العوائل والبحث عن اماكن اخرى بديلا عن حدائق ابو نؤاس التي تعتبر ارث حضاري وذاكرة بغداد، ويضاف الى ذلك انتشار النفايات في كل مكان وعدم وجود حاويات لرميها مما تضطر بعض العوائل الى جمع مخلفاتها المتبقية من طعام وقناني الماء والعودة بها الى منازلهم، في حين ان امانة بغداد صرحت قبل فترة "بهدف المحافظة على جمالية ونظافة هذه المنطقة السياحية فدوائر الامانة تباشر بتطبيق نظام صارم للنظافة حيث تم نصب عدد كبير من حاويات النفايات الثابتة والمتحركة فيما تقوم فرق من الدائرة بجولات تفتيشية على المحال التجارية والمطاعم المنتشرة على إمتداد الشارع للتأكد من ان تجميع النفايات يتم في حاويات يجري إفراغها من قبل العجلات التخصصية التي يتم تسييرها بشكل يومي من قبل الدائرة للقيام بهذا الغرض"، ولكن ماذهبت اليه تصريحات امانة بغداد غير صحيحة، ويستطيع اي شخص ملاحظة ذلك، وايضا من الامور الاخرى التي تستهجنها العوائل هو منع تجوالهم بالقرب من نهر دجلة ومنعهم من التقاط الصور بحجة دواعي امنية وحماية المنطقة الخضراء وكذلك عدم صيانة العاب الاطفال التي تعاني الاهمال وكأن هذا الاهمال متعمد.
نقول لامانة بغداد لا تدعوا المواطنين الى هجرة الق بغداد وعنوانها والابتعاد عن حكايات شهرزاد لشهريار، وهو ليس بالامر الصعب فقط منع لعب كرة القدم ووضع الحاويات وعتق ضفاف دجلة.
مقالات اخرى للكاتب