Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
الاثنين, شباط 3, 2014
حسين القطبي

قوات سوات، معززة بطائرات استطلاع امريكية، وجنود عراقيون تثقل اكتافهم معدات الكترونية، لا يستطيعون ان يحدوا من حركة مقاتلي داعش، او اخراجهم من مدينة الفلوجة، هذا بعد ان استطاعت قوة بسيطة من ميليشيات كردية شكلت على عجل، من طردها من كل مدن وقصبات كردستان السورية، بدأ من المخافر الصحراوية على حدود العراق وحتى بساتين عفرين غربا، حيث تندى النسائم هناك من رطوبة البحر المتوسط.

ان يفشل الجيش العراقي، وقبله السوري، وثم تخيب كل التعزيزات الامريكية في مقارعة مقاتلي داعش في الفلوجة، بينما تتقهقر امام عدد من مقاتلي ومقاتلات البيشمركة السوريين في تربه سبي وسري كاني وديريك. الا يدعو ذلك لوقفة تأمل، او تساؤل عن حقيقة ما يجري على الارض، وما هي الاجندات التي تلعبها داعش مع الحكومات في ما اطلق عليه سابقا بـ "الهلال الشيعي"؟

ظهور داعش المفاجئ في سوريا قلب موازين المعادلة لصالح نظام بشار الاسد، وشل المعارضة، فقد انشغل منذ انطلاقة مشواره بالحرب ضد معارضي النظام في حلب والرقة. ثم توجه الى كردستان ودخل في حروب جانبية. هذا القتال المتشعب سمح لقوات النظام بتلقف الانفاس والعودة من جديد، وكان بمثابة طعنة من الخلف ضد قوى المعارضة السورية، في ذات الوقت الذي كانت فيه ضواحي دمشق بقبضتها.

وظهور داعش في العراق قلب الموازين ايضا، وتلاعب بالرأي العام، فشعبية السيد المالكي التي كانت في اسوأ الاحوال منذ وصوله للحكم قبل ثمان سنوات، بدليل نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، انتعشت فجأة، فقد خفتت الاصوات التي كانت تعارض ترشيحة من جديد لولاية ثالثة، تدريجيا، حتى استعاد توازنه، وتفرد من جديد بخيار الناخبين في اوسع مناطق العراق (جنوبا).

داعش اذا، كانت هي الحل الغامض، او الجن الذي ظهر فجأة، من لا مكان، ولا زمان، لينقذ ليس فقط رؤوس كانت في طريقها للرحيل، وانما النظام الاقليمي الجديد برمته، ويعيد التوازن لمحوري المنطقة، الشيعي بقيادة ايران، والسني بقيادة السعودية.

اي ان هذا التنظيم "الارهابي" يلعب دورا ايجابيا، من وجهة نظر القوة العظمى، في الحفاظ على توازن الشرق الاوسط الجديد، ويساهم بقسط وافر في منع تفرد محور على الاخر، سواء كان لقادة هذا التنظيم دراية بدورهم التاريخي هذا ام لا.

وفشل الجيش وفرقه الخاصة المدربة وفق احدث التقنيات، والمعززة بالدعم الامريكي، في دخول مدينة الفلوجة يثير تساؤلا، ويشير الى احتمالين لا ثالث لهما.
اما ان الجيش عاجز بالفعل، وضعيف، للحد الذي يفشل في دخول مدينة عراقية، او انه قادر ولكن اسلوب الضرب الذي يتبعه هو دغدغة فوق الحزام، قد يكون الهدف منها مشاغلة الرأي العام، فقط، او ربما استقطاب القيادات الداعشية للمدينة من اجل الاجهاز عليها مستقبلا؟

فاذا كان الجيش عاجزا، فان العجز لا يأتي من ضعف التسليح، ولا من قلة الموازنة العسكرية، ولا فقدان الحافز النفسي للمجندين، فالعراق يشهد فورة عسكرية معززة بمشاعر طائفية غير مسبوقة. وانما العجز، منطقيا، يأتي من قيادات الجيش، والاصابع تشير هنا الى القائد العام للقوات المسلحة شخصيا، وهو رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، فهو غير عسكري اساسا، ولابد ان يكون الحلقة الاضعف، وهو الذي يتحمل مسؤولية الفشل في حرب الانبار.

اما اذا كان العكس هو الصحيح، اي ان الجيش قادر على توجيه ضربات عسكرية قوية وقاتله لميليشيا داعش، خصوصا وان الاخيرة تتجمع في حدود مدينة تكاد تكون خالية من السكان، فان ذلك يشير باصابع الاتهام الى قيادة الجيش ايضا، لماذا هذا التقاعس، او ما هي الاجندة التي تقف خلف حماية الارهابيين وهم على مرمى حجر؟

اي لو كان الجيش العراقي غير قادر على هزيمة ميليشيا الفلوجة، فلماذا بدأ الحرب في الاساس، لماذا هاجم ساحات الاعتصام، ولم تكن حينها سوى تظاهرات سلمية، ولماذا جر النزاع من سلمي الى عسكري؟
ولو كان الجيش العراقي قادرا على هزيمة هذه المجموعة فلماذا هذا التكاسل في توجيه الضربة الحازمة التي تنهي القتال وتحقن الدماء، وقد اصبحت الحرب باسابيعها الاخيرة اشبة بمصارعة ثيران مقززة لا تفرز من جلودها سوى قيح الطائفية؟

بنظرة واقعية للاحداث، وبعيدا عن الشد الاعلامي، فلا داعش، ولا اية ميليشيا اخرى بامكانها اختطاف مدينة، وان الجيش العراقي المزود باحدث الاسلحة، وبالمعنويات "الطائفية"، فضلا عن تقينة الاستطلاع الامريكية، قادر على سحق اي تمرد من هذا النوع خلال ساعات قليلة فقط.

الا ان الدور السياسي الذي تلعبه داعش، وغيرها من التشكيلات الارهابية، منذ تغييرات عام 2003 الى اليوم هو الدرع الواقي للحكومة العراقية امام رياح الربيع العربي، فلا سوء الخدمات، ولا انقطاع الكهرباء، ولا فقدان الماء الصالح للشرب، ولا كل المصائب التي يعيشها العراقيون اليوم يمكن ان تحركه، او تدعوه للاعتراض، مادامت داعش في الوجود.

اكثر من هذا فان هذه الميليشيا، ومن خلال اصطفافها الطائفي، تتلاعب باراء الناخبين العراقيين بما يضمن الولاء للسيد المالكي، وكل يوم يمر من حرب الانبار يزداد رئيس الوزراء شعبية، وتزداد فرص بقائه لولاية ثالثة.

لهذا السبب برأيي لا يفرط المالكي ولا الامريكان بداعش، قبل الانتخابت القادمة، لانها تحفظ للاول بقائه في الحكم، وللثاني بتوازن المحورين، ولهذا السبب لا يستخدمون الجيش لسحق راس الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37142
Total : 101