قبل فترة ليست بالوجيزة أستبشر أهل سنجار ذات الأغلبية الايزيدية خيراً بتحرير منطقتهم بسرعة البرق التي نالت ظلماً وجوراً - من تنظيم داعش الذي انسحب بلمحة البصر تاركة دولتهم الاسلامية المنشودة -  أكثر من باقي الطوائف المتكونة من القضاء حالها كحال الطائفة الشيعية في قضاء تلعفر وبدأت الاسر   الايزيدية النازحة من المدينة بالعودة الى مناطقها والأخرى المحصورة في جبل سنجار بالنزول من سفح الجبل بعد أن ذاقت أقسى انواع العذاب والجوع والعطش الذي يندى له جبين الانسانية .
وبدأت الزيارات الماراثونية للمسؤولين الاكراد من إقليم كردستان تتوافد على مدينة سنجار مصحوبة بباقات الورود المعطرة من السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان الى أصغر مسؤول فيها وهم يعقدون مؤتمرات صحفية يشكرون فيها قوات التحالف الدولي دون ذكر أي دور للقوات العسكرية العراقية وينوهون بان المناطق المحررة ستنضم الى الاقليم بلا شك .
بدأت الأسر التركمانية التعلفرية النازحة من قضاء تلعفر بالتحرك الفعلي لتحرير منطقتهم أسوة بسنجار والمناطق الاخرى وقدمت الوفود العشائرية الى المنطقة للتنسيق والتشاور مع المسؤولين والضباط وأهالي المدينة لهذا الغرض ولكن الهدوء الحذر الذي خيم المنطقة فجأة وضع الناس في ريبة من امر سيحدث لا محالة في المستقبل القريب .. فعلاً حدث ما كان متوقعاً وبعد ايام اعلن في سنجار عن تشكيل مجلس محلي ذاتي لإدارة القضاء وهو الأمر الذي لاقى استهجاناً ورفضاً من قبل مسؤولي اقليم كردستان .
بعد الاعلان عن نية تشكيل الحكم الذاتي في سنجار ظهرت تصريحات صحفية لقيادات بارزة في الوكالات والصحف الكردية عن استقدام تنظيم داعش للعديد من المقاتلين والمعدات الى قضاء سنجار لغرض السيطرة عليها من جديد وإخراج داعش لأسرهم من مدينة تلعفر والعودة عليها وكذلك أفراج التنظيم عن ما يقارب 300 أيزيدي مختطف لديهم منذ احتلالهم لقضاء سنجار مع وجود ثلاثة الألاف محتجز لديهم بعد بحسب ما اعلنته وكالتي المدى برس وشفق نيوز قبل أيام .
وهنا بدأت العمليات العسكرية لتحرير المناطق المحاذية لمحافظة نينوى وقضائي تلعفر وسنجار من قبل البيشمركة مسنودة بطائرات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية  التي تكيل بمكيالين واعلن عن تحرير العديد من المناطق بعد قصف مكثف بالمدافع والطائرات على ناحية وانه ومنطقة الكسك وسدة الموصل والعياضية وغيرها من المناطق المتاخمة لمدينة الموصل .
الأسئلة التي تطرح نفسها هنا .. هل تستمر العمليات العسكرية لتحرير أخر بقعة من مناطق الموصل الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش ؟؟ وهل ستدعم الولايات المتحدة الامريكية القوات العراقية كالدعم الذي تقدمه للقوات الكردية ؟؟ وهل سترهن عمليات التحرير بصفقات سياسية مشبوهة كما حدث سابقاً ؟؟