مرَّ العراق بمصائب ومحن ,وتجارب ومصاعب. كان من الطبيعي أن يستفيد الساسة منها ,ومما آل له الحال الحزين .ولكنهم في الظلمة غارقون . فنحن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه بتنا نتمنى العودة لأوائل القرن العشرين .فما أحلاها عندما نستعرض ماكانت عليه البلد من راحة بال. فلا طائفية تغلو في مراجل الحقد .ولا عنصرية تتأهب للأنقضاض على الشركاء في الوطن. وقد تكالب عليهم الناس والزمن ,ولا تفجير ولا تهجير, ولا وجود لأموال تُسْرَق ,ولا لبترولٍ يُحرَق.كانت الأمهات خاليات البال من مفاجئات الديموقراطية والحرية المستوردة ,ومن دستور 2005 البائس المنافق المفرق لا الموحد ,وتقلبات الحال لأناس شبعوا بعد أن كانوا جياع وإرتفعوا من الحضيض الى السماء بعد أن كانوا بقاع , تملَّكونا في غفلة من الزمن .فصادروا رأي الأمة. وزوروا إرادة الشعب بقانون إنتخابات ظالم , وللعدالة عادم فلا مجال فيه لأختيار منصف .قانونٌ مؤسسٌ لجور وتسلط كتل لم تبقِ للعراق إلا الخراب والأذلال.وفساد يضرب أطناب الدولة بلا جدال. حق ضائع ,وقانون مائع ,وشعب جائع.
خطأٌ زوِّقْ ووطنٌ مُزِّقْ وشعبٌ أرِّقْ .أتعبته الأهوال وبَعُدَ عنه المنال.والأمن فيه منَ مُحال.ومنعٌ فيه التجوال.
الأمهات ثكلى والقلوب حرى والعيون عبرى والى الله المشتكى.
لله درك يا شعب العراق كم تحملت من وزر أخطاء هؤلاء السادة بلا سيادة ,والقادة المعوزين للقيادة ,والفاقدين للأرادة .تملكونا فذبحونا ,وبالويلات أغرقونا.ها نحن ندور في حلقة مفرغة وجدال عقيم في كيفية الإصلاح وإعادة الأمن للبلاد بعد أنْ عبثت به دواعش لا داعش واحدة .فالأرهابي بالسلاح داعشي .وسارق مال
الأمة داعشي .ومزور الأرادة والشهادة داعشي .ومضيع الفرض على العامة وحيازتها للأهل والأقارب والمحسوبين والمنسوبين داعشي, ومخرب المؤسسات العامة والمنشئات الحكومية داعشي والفضائي والوهمي داعشي .كلهم دواعش. إرهابيون بألوان وأشكال وأزياءٍ,ألسنٌ مختلفة داعشيون بجدارة , حتى الطبيب المتهرب من الواجب والعسكري المتخاذل والتاجر الفاسد والموظف المتكاسل المرتشي والشرطي المعدوم الذمة داعشيون للنخاع .أخطاءً وأخطاءٌ وأخطاء ترقى للجرائم بلا حياء .ولكنها مقدسة عند أصحاب النيافة والقداسة .لأن كل مخطئ وراءه كتلة تدعمه وقوة تحميه .والويل لمن يتعرضه .فالقانون في راحة وإستجمام .والدولة في سبات ويعوزها النظام .فتباً لهذه القداسة. ولمن يؤدلج لها ,ويظللها بالشرعية.فما هي إلا عهر وتعاسة .
فما الحل يا أصحاب النيافة والقداسة؟ أتظنون إن الأمر سيستقيم لكم؟ إن لم تتلمسوا طريق الرشاد .وتسلكوا درب السداد,بين الهضاب والوهاد,.وتعبروا الى بر الأصلاح الحقيقي والأمان لا الفوضى والفساد ,بأفعالٍ لا بأقوال. إصلاحٌ من الجذور ونهضة من القبور. فالساعي للخير لم و لن يبور.فإعبروا بحر الظلمات ما دام ضيق. فإن تأخرتم توسع وستغرقون في قراره.وما هو آتٍ آت. وبقاء الحال على ما عليه هيهات هيهات.وسنسمع منكم الآهات والآهات ثمَّ الآهات . ما ماتَ شعب العراق ما مات.
مقالات اخرى للكاتب