للشخصية القيادية دور كبير في تغيير مسار التاريخ و مما لاشك فيه أن أي عمل كان صغيرا أو كبيرا , إداريا ام فنيا يعتمد اعتمادا كبيرا على قدرة القيادة على المبادأة والأبتكار و الاستفادة من الموارد المتاحة وكيفية إيجاد الحافز المستمر للعمل ومواجهة مختلف ظروف العمل الأعتيادية أوالأستثنائية ,وهناك قائد يتمتع بصفات فطرية تبرز بقوة اذا صقلت بالتجارب وتعلم مهارات القيادة ،وهناك من ينجحون دون ان تكون قد برزت لديهم مهارات فطرية ،أعتمادا ً على ما يبذلونه من جهد متواصل وتعلم مستمر ،ومن ابرز الصفات التي يجب ان يتمتع بها القائد ويكتسب فن اجادتها هي :
- الذكاء والمستوى التعليمي والثقافي والأستمرار في تطوير القدرات الذاتية من خلال القراءة وصقل المهارات المختلفة والتواصل مع مستجدات العلوم الحديثة ،ولنا في قول رسولنا الكريم (ص) :
( أطلب العلم من المهد الى اللحد )، وهناك حكمة صينية تقول : استمرار التعلم يجعل من الغبي حكيم ، وترك التعلم يجعل من الحكيم غبي .
- القدرة على التخطيط والتنظيم واتخاذ القرار .
- امتلاك الرؤية الواضحة ، ويندرج بضمنها قدرته على حسن تقدير الموقف واختيار العناصر الكفوءة للمهمة المناسبة ،واستجلاء قدرات مرؤسيه وبث روح الجد والنشاط فيهم .
- العمل من اجل المبادئ التي نادى لها وعمل لأجل تحقيقها ،وعدم الأهتمام بالمكاسب الشخصية ،فلكي يكسب ثقة الناس يجب ان يكون أول من ييبذل ويضحي وآخر من يستفيد .
- ان يجيد ما امكن فن التعامل مع الناس ،وان لاتكون قراراته تبعا ً لأنفعالات أو نزوات شخصية وبالتالي ستخرج عن جادة الصواب .
- احترام الوقت وتقدير اهميته وقد قيل أنه كالسيف ان لم تقطعه قطعك ، واحترام المواعيد يزيد من ثقة الأخرين بالمسؤول .
وتجربة الديمقراطية اليوم التي يعيشها بلدنا توفر فرصة نادرة لأختبار و أنتقاء قيادات من أبناءه في إدارة شؤون البلاد ، في الحكومة المركزية أو في الحكومات المحلية على حد سواء , ونجد إن بعضها يتألق فيكون علما ًيضرب به المثل على مستوى البلاد، وان بعضها يكبو فيكون مضرب مثل بالفشل .
اعتمدت الديمقراطية عندنا ، على اختيار قيادات على وفق أسلوب المحاصصة الحزبية للكيانات الداخلة للعملية الانتخابية وهو أسلوب يشوبه الكثير من السلبيات التي تتفوق على الايجابيات التي تتمتع بها هذه الطريقة ونجد إن هذا الموضوع من الحساسية بحيث اثر على سمعة كتل كبيرة لها ثقلها البارزعلى الساحة السياسية ،فادى الأختيار الغير الموفق لشخصيات قيادية إلى إبراز مساوئ انعكست سلبيا على الكتلة ككل وفي النتيجة خسارتها مواقع مهمة في الانتخابات المحلية أو البرلمانية ونشير في هذه العجالة الى بعض سلبيات هذه الطريقة ومن الطبيعي فأن عكس هذه النقاط يؤشر ايجابيات الاختيار وفق الطريقة الأخرى التي تعتمد الكفاءة .
سلبيات الاختيار بالمحاصصة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- اختيار شخصيات لا تتمتع بالصفاة القيادية وليس لها الخبرة اللازمة وليس لها القدرة على التطور .
- اختيار شخصيات من كتل لا تتمتع بالشعبية اللازمة ولم تحصل على درجات الصدارة لمناصب قيادية متميزة بحكم اتفاقات مسبقة توضع بين الكتل مقابل الموافقة على الأنظواء في تكتلات تبرز مواقف سياسية .
- تذمر المواطن من الشخصيات السلبية ينعكس على سمعة الكتل الرئيسية التي سبق وان أعطى المواطن صوته لها ،مما يؤدي الى خسارة غير متوقعة ،كون الكتلة لاتزال في اوج تفاعلها وعطاءها ،بينما بنيت تقدير الناخب على موقف من أحد المراكز القيادية التي لم تنجح بالعمل وهذا مؤشر مهم يجب ان يؤخذ بنظر الأعتبار ، لتغيير من يتضح على المستوى العام سوء تنفيذه قبل فوات الأوان .
- خسارة البلد أو المدينة لشخصيات ممن يمتلكون طاقة كبيرة ويتمتعون بصفاة قيادية , حيث يركنون جانبا دون الحاجة إليهم ،لعدم اعتبار الكفاءة كأساس في الأختيار .
- انتكاسة في نتائج العمل التي قد تكون على مستوى الوفاق السياسي للبلد أو على مستوى السياسة الخارجية او الخدمات المقدمة للمواطن والمشاريع الأخرى وفشل ما مخطط لتنفيذه .
- تصاعد في مستوى الفساد الإداري والمالي , سواء لعدم مقدرة هذه القيادات على التمكن من المواجهة واصلاح الأمور أو لأنغما سها في مصالح شخصية بسبب عدم أهليتها .
ومن هنا فنحن اليوم بأمس الحاجة للتأني عند اختيار قيادات ،وخاصة تلك التي ستشغل المراكز الحساسة والمهمة والتي هي على علاقة مباشرة بحاجات وآمال وتطلعات الناس ،ويجب أن تكون الأنتخابات التي جرت بالأمس القريب خير عبرة لنا في هذا السبيل ، و لابأس من تدخل القيادات العليا في البلاد لوضع ضوابط واسس تفيد البلاد ولايختلف عليها مادامت المصلحة العامة هي العليا .
مقالات اخرى للكاتب