يُمكن تلخيص أسباب فشل التظاهرات المدنية الإصلاحية الأخيرة بالنقاط التالية:
1-المرجعية الدينية، نعم إنطلقت التظاهرات عن طريق دُعاة مدنيين أغلبهم إعلاميين وناشطين على الفيسبوك، ولم تتدخل المرجعية لدعم هذه التظاهرات إلا بعد أن وصلت بالقرب من باب المرجعية نفسها في النجف، ولكن بعد أن تدخلت المرجعية بقوة في أول الأمر عن طريق مُعتمديها في خطب الجمعه أصبحت الغالبية العظمى مِن المُتظاهرين تعتمد على المرجعية وتعتبرها الواجهة والممُثل الأول للتظاهرات، ولكن دور وصَوتْ المرجعية أخذ يخفت يوم بعد يوم وجمعه بعد جمعه، مِما خَيَب ظَنْ المُتظاهرين بها وأصابهم بالإحباط..
2-السيد مقتدى الصدر، فنواب ووزراء ومسؤولي التيار الصدري جزء رئيسي ومؤثر في صنع القرار اليوم، وفي الخراب والفساد الحاصل في البلد، ودخول الصدريين للتظاهرات جعل نسبة كبيرة من المُتظاهرين ينسحبون من ساحات التظاهرات، لِما أثاره ذلك التدخل من إختلافات بينهم..
3-الشيخ قيس الخزعلي، إن دخول الشيخ قيس الخزعلي "الحليف الأول للسيد نوري المالكي" وأنصاره المُتمثلين "بعصائب أهل الحق" رءآه أغلب المُتظاهرين "العصا" التي يُهددهم بها المالكي فيما لو إرتفعت الأصوات التي تُطالب بمحاكمته أو إلقاء القبض عليه، كونه كان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لثمان سنوات مِن الموت والفساد، وختمها بتسليم ثلث البلد بيد داعش،والثلث الثاني بيد الميليشيات..
4-السيد هادي العامري، ودور العامري في إجهاض التظاهرات كان في جانبين، ألأول حين ألتقى بالقاضي مدحت المحمود وإعلانه تقديم دعمه الكامل له، مدحت المحمود الذي كان مطلب مهم ورئيسي عند المتظاهرين بتنحيته وإصلاح القضاء، والجانب الثاني يتعلق بتصريحات العامري التي فهمها المتظاهرين على انها تهديد ووعيد لهم حين أحال سبب حدوث خروقات أمنية في بيجي حينها إلى إنشغال نسبة كبيرة من القطعات العسكرية والأمنية في توفير الأمن لساحات التظاهر في بغداد وبعض المحافظات..
5-السيد حيدر العبادي، نَجح العبادي في تخدير المُتظاهرين بإعتماده على إطالة أمدها أطول فترة مُمكنة مُرتكزاً على وعود كاذبه، العبادي الذي إستبشر به أغلب العراقيين خيراً، ليتضح فيما بعد إنه لا يختلف عن أي فاسد وفاشل آخر في حزب الدعوة..
6-ضعف أغلب قادة التظاهرات وخاصةً في المحافظات، فقد كانت نسبة كبيرة منهم تعتبر التظاهرات مجرد غاية للحصول على شهرة، سواء في الشارع أو في الفيسبوك، وليست مجرد وسيلة للوصول إلى الغاية المُتمثلة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين والفاشلين والقتله...
7-ذهاب بعض رموز وقادة التظاهرات البارزين والمُهمين للقاء السادة مقتدى الصدر وعمار الحكيم، فنسبة ليست بالقليلة من المتظاهرين إنتخبت ودعمت رموز وقادة في البلد ولكنهم إكتشفوا فيما بعد فشل وفساد هؤلاء القادة، فأخذوا يبحثون عن قادة ونُخب مدنية مستقلة، فرأت في قادة التظاهرات في بادئ الأمر الأمل المنشود، ولكن بلقاءات قادة التظاهرات بأولئك الرموز خاب ظنهم وأصبحوا ينسحبون من ساحات التظاهرات، لا بل يكونون عنصر تسقيطي لها، ناهيك عن الإختلافات والأنسحابات التي حصلت بين المتظاهرين المدنيين أنفسهم.
8-ومن أسباب فشل التظاهرات نحن المتظاهرين، فنحن نعتقد إننا بمجرد ذهابنا لمرة أو مرتين لساحات التظاهر وإلتقاط صور "السيلّفي" ستختفي كل الأحزاب والتيارات الإسلامية من الساحة، فحن بالضبط مثل الشخص الذي يذهب لقاعات بناء الأجسام ويندهش بما يراه من صور مُعلقه في القاعه الرياضيه من أجساد ذات عضلات ويُريد أن يصبح مثلها في غضون يومين..