ظهر بشار الاسد، على حقيقته، من التمسك بكرسي الحكم، ولو على جماجم الشعب السوري كافة، تبعا لما فعله ابوه حافظ الاسد بمدينة (حلب) مطلع الثمانينيات، وما فعله الطاغية المقبور صدام حسين بالعراقيين، خلال انتفاضة آذار.. الشعبانية، مطلع التسعينيات.
وهذا هو منطق حزب البعث، الذي ينطلق منه كلاهما.. بشار وابوه في سوريا، وصدام حسين طيلة حكمه.. نائبا ورئيسا في العراق.
البعث لايؤمن بغير الارهاب اسلوبا في اقناع الناس بالتزام موقفه، تعذيبا في معتقلات الامن العامة، واعداما، لا تقف عنده العقوبة، انما تبدأ العقوبة بالاعدام ولا تنتهِ به؛ فعائلة المعدوم، تحرم من حقوق المواطنة، ويحظر على المجتمع مصاهرتهم، ويطردون من وظائفهم ويجبرون على الطلاق.
وهذا ما نشاهد بشار الاسد يتصرف بموجبه على اعتبار ان تعليمات الحزب، تقضي باعدام كل من ينافسه على كرسي الحكم، متهما بالخيانة الوطنية.
كلاهما، صدام والاسدان.. الاب والابن، ينطلقان من شرعنة حزب البعث لربط الوطن بشخصيهما، ومن يعترض عليهما يعدم بجريمة الخيانة الوطنية العظمى.
رأينا جرائم الاسد الاب، في سوريا، ولحقت بها جرائم صدام وها هو الاسد الابن يتبعهما؛ ما يوجب على الرأي العالمي العام، ان يتصدى له، في حماية السوريين من جبروته، والا يغض الطرف بالخساسة التي بدت عليها الاسرة الدولية، وهي تطلق صدام.. ذئبا جريحا، على اناس عزل، ينهشهم بسعار دباباته وطائراته وصواريخه المستأسدة على الضعفاء، والعالم يتفرج.. صدام يتمادى بابادة شعبه، والاسرة الدولية تدعمه.
الى ان اقتضت حاجتهم هم التخلص منه، فبادروا الى ازاحته عن حكم العراق، بسهولة دراماتيكية لا تشبه الشعور الذي كانوا يحقنون شعب العراق به ضخا؛ من ان صدام حسين وحش تعجز عنه القوى التقليدية وهو يتطلب مقومات استثنائية لدى من يفكر بالتصدي له، وهذه المقومات غير متوفرة في الوجود على المدى المنظور.
كل هذا اليأس، تحول الى تفاؤل، عندما نفذت قوات الائتلاف من محاور عدة، في غضون بضعة ايام اسقطت صدام وتركت العراق يأكل احشاءه بفظاعة حيوانية فظيعة.
جرائم بعث الاسد، الآن، امتداد لجرائم البعث الصدامي، السابقة واللاحقة على 9 نيسان 2003؛ ما يوجب محاكمة بشار الاسد، على الطريقة التي حوكم بها صدام واعدم، فليس في المقاييس الانسانية للاقتصاص من المجرمين سوى الاعدام.. مع الاسف.
مقالات اخرى للكاتب