" أية كذبة .. وأيامنا كلها نيسان .. وأشدها على النفس تلك التي يطلقها السياسيون ، وأشنعها تلك المسطّرة بالحملات الإنتخابية ، وأكثرها إستخفافاً بالناس عندما يتحدثون عن إنجازتهم ، بل يمارسون عليك نمطاً من عملية الإغراق والإيهام لتصدق أنهم كانوا صمام الأمان ، ولولاهم لإنهار البلد ، وكأنهم يحاولون إختزال وطن عمره 7 الآف سنة بهم ، فأي داء عظمة أصابهم ، وأي مصير ينتظرنا كشعب عندما يجزم أحدهم بفوزه الساحق ، برغم كل حالة الفشل التي إرتبطت به ، على ماذا يراهن ياترى ، وعلى أي صناديق يعلق مستقبله السياسي .

وبلا حياء يحمل احدهم سلة المنجزات ليعرضها في نيسان ، وعلى من يريد ان يرى مافيها عنباً ، فعليه ان يرى بإذنه ، ومن اراد أن ينظر بعينه او يلمس بيده سيتأكد ان مافيها سوى الحصرم ، لكن دعونا نسمع المنادي ماذا يقول : إن اولى المنجزات التي تحققت ، هي : الكرامة الإنسانية ، والتمتع بالحرية ، وضمان الحقوق ، والبدء بمشروع اقتصادي قوي واعد .

احدهم يقطع صوته ، صوت المنادي ، وكأنه لم يسمعه : وين هذي اللي تكوله .

لكن المنادي لايريد ان يقطع سلسلة افكاره ، او يثير رجع الصدى عليه ، مستمراً في سرد الإنجازات العظمى التي لم يفقهها الشعب او يدرك مضامينها الستراتيجية : والنجاح في اقامة علاقات اقليمية ودولية افضل من ذي قبل ، وابدال الديكتاتورية بألآليات الديمقراطية .

علق احد المارة ( صدك علاقتنا تحسنت بالجارة الشرقية وصرنه ناكل من صحن واحد ، وصدك عدنه انتخابات تخبل ، بس من دون تداول سلمي ولاتغيير وجوه ).

نظر اليه شزراً ، ثم اخفت صوته : ومابقي سوى ملفات نعدكم بإنجازها بالدورة اللاحقة كالخدمات ، والكهرباء ، والإعمار والإسكان ، والبطالة ، والقضاء على الفقر والحرمان ، ودعم المتقاعدين ، وهذا كله تحت السيطرة .

فصرخ احدهم : (هم سيطرة وتفتيش عل خالي بلاش) .

ثم اخرج آخر العنقود وكان الأدهى من كل ما قال وغرد : ان هوية العراق الجديدة تتلخص بمبدأ (العراق لكل العراقيين من دون تمييز).

فصاح رجل من بعيد : استاذ تسمح لي ان اذهب الى ساحات الإعتصام واقول لهم ان مطاليبكم قد تحققت ".