عندما تجاسر قابيل على شقيقة هابيل وقتله، كان ذلك باسم القانون الذي خطه الأول لنفسه وأتخذ منه ذريعة لتغييب أخيه، وعندما هرب من المرتفعات القريبة من منطقة الزبداني السورية حيث ضريح هابيل، الذي تلعلع على مقربه منه اليوم مدافع البغاة وهم يقتلون النساء والرضع والأطفال المذعورين فأن ذلك يحصل باسم قانون الغاب، الذي خطه هؤلاء القتلة مطابقاً لمصالحهم، وعندما عبث القينيون ( نسبة إلى قابيل ) بصالح الأخلاق ولم يجد نوح النبي بداً من الدعاء عليهم أغرقهم الله وأهلكهم وإلى بئس المصير، وعندما هتف فرعون أنا ربكم الأعلى فله مع نفسه وجلاوزته تبريرهم القانوني الملائم لهم، وعندما أحرق نيرون روما، فأنه ولاشك أعتمد على قانونه الخاص أيضاً في الحيازة أو التدمير لأنه مالك كل شيء وعلى الآخرين الإذعان والطاعة، وعندما غرز قطباً من أقطاب قريش ( أبا جهل ) الحربة في صدر سمية المسلمة كان ذلك بالاعتماد على قانون قريش السائد قبل الإسلام، وعندما قطع الشمر الجلف رأس الحسين الطاهر كان مستنداً على قانون يزيد، الذي هو امتداد لقانون بني أمية الذي تمسكوا به واعتمدوه لمعاداة الرسول والإسلام منذ يومه الأول، وكذلك الحال عندما أُحرقت بغداد على يد جيوش المأمون التي حاصرت جند الأمين، فأضطر الناس إلى أكل لحوم البشر الأموات بسبب القتال الدامي والحصار الظالم المرعب، وعندما خط سايكس وبيكو معاهدتهما القبيحة على الورق لإعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، كإرث آل أليهم من الدولة العثمانية المندثرة فلقد اعتمدوا على قانونهم الاستعماري البغيض في فرض أرادتهم الباطلة على الشعوب، وتمهيداً لاستقطاع فلسطين، وعندما استنفرت الشعوب العربية قواها وتمكنت من توجيه ضربات قاتلة للتمركز الاستعماري، ألتف الأخير على هذا التوجه تحت قانون حماية المصالح العليا للبلدان المنتجة للسلاح، ووصل إلى ما يريد عن طريق العملاء والدخلاء، الذين نصبهم رعاة لمطامحه وأطماعه التي لا تعرف للتخمة حدود، وعندما أستنفد ما يريد منهم أزاحهم وأدخل العرب في دوامة الفوضى تحت شعار وقانون حماية حقوق الإنسان وهو عدو الإنسان ( الاستعمار ) . وعندما صنع بريمر حفنة ركيكة، لتكون البديل لنظام مستبد تحت عناوين قوانين بريمر، فأنه لم يراعي فيها وحدة الشعب، بل كان هدفه تسطير أكبر عدد من القوانين، حتى يقال عنه أنه فلته زمانه، وعندما يقتل الصحفي والأستاذ الجامعي من قبل شرطي او ضابط على رؤوس الاشهاد، فان ذلك كله يدخل تحت عنوان تطبيق القانون، وعندما تُسرق أموال اليتامى والجائعين فأن ذلك يبوب تحت عناوين الاستفادة من تطبيق القانون، لذا فلا عجب أذا ما عملنا بما كان يُنظر ويروج له صدام عندما قال: ان القانون نكتبه بالليل ونمسحه في النهار لأن من ُصنع أيدينا، ولاقيمة هنا للشرائع السماوية ومبادئ الاخلاق .
مقالات اخرى للكاتب